من الممكن أن تتواجد المخاطر في الروضة في كل مكان فيها، فالمفاتيح الكهربائيّة وألعاب الساحة الخارجية تُعتبر مصادر للخطر ومن الممكن أن تُسبب الأذى للطفل، وهذا يتطلَّب من المعلم مراقبة الأطفال وإزالة الأخطار المحتملة.
أهداف الأمن والسلامة العامة في الروضة
يتطلَّب من معلم رياض الأطفال أن يكون مُتيقّظاً لحدوث أي خطر من الأخطار قد يكون سبباً في تهديد سلامة أطفال الروضة، كما يتطلَّب من المعلم أيضاً أن يُوفّر بيئة آمنة لأطفال الروضة. ولتحقيق هدف الأمن والسلامة لا بُدَّ من توافر العناصر التالية:
مراقبة أطفال الروضة والإشراف عليهم طوال الوقت
يجب على معلم رياض الأطفال أن يُدرك بأنه لا يجوز ترك الأطفال ولو لفترة وجيزة من دون مراقبة، لذا يجب على المعلم أن يقوم بوظيفة الإشراف المستمر على الأطفال؛ وذلك لأن الأطفال الصغار لا يدركون معنى الخطر، وهذا يتطلَّب من المعلم أن يقوم على حماية أطفال الروضة إلى أن يتمكّنوا من حماية أنفسهم.
لا يمكن للمعلم بأن يتنبأ بتصرفات الأطفال بسهولة؛ وذلك لأنهم يتميّزون بالسرعة وعدم الخوف بالإضافة إلى أنهم غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم، فمثلاً نراهم يرمون الألعاب والأشياء أو يدفعون بعضهم بعضاً، فكلُّ هذه التصرفات من الممكن أن تُعرِّض أطفال الروضة للخطر أو تُسبب لهم الأذى.
فإذا أراد المعلم أن يُراقب الأطفال ويُشرف عليهم بدقّة عليه أن يضع ظهره باتجاه الحائط؛ حتى يتمكّن من رؤية جميع الأطفال الموجودين داخل الغرفة الصفيّة، ويجب على المعلم مراقبة الأطفال الذين يكونون غير مُنشغلين بأي نشاط من الأنشطة؛ وذلك لأن هذه الفئة من الأطفال هم مَن يشعر بالملل ومن الممكن أن يتسببوا بحدوث مشكلات تُهدِّد الأمن والسلامة داخل الغرفة الصفيّة، ويجب على المعلم مراقبة أطفال الروضة عندما يتحركون ويلعبون ويجب عليه أيضاً توفير مساحة كافية؛ حتى يتمكّن الأطفال من التنقّل من مكان إلى آخر داخل الغرفة الصفيّة من دون أن يصطدم الأطفال بأثاث الروضة أو ببقيّة الأطفال.
تطوير أنظمة وقوانين الأمن والسلامة العامة في الروضة
تعمل أنظمة وقواعد الأمن والسلامة العامة على حماية الأطفال داخل الروضة، لذلك يجب أن تكون هذه القواعد واضحة وأن تكون بسيطة بحيث يَسهُل على الأطفال فهمها واستيعابها، وعلى المعلم أيضا أن يقوم بتذكير أطفال الروضة بهذه القواعد والأنظمة؛ حتى لا ينساها الأطفال أو يتجاهلونها، كما يساعد تذكير الأطفال بالقواعد والأنظمة على توجيه سلوكهم، كما يجب على المعلم أن يستخدم أسلوب الثناء والإطراء فهو يعمل على تشجيع الأطفال في عمليّة تَذكُّر الأنظمة والقواعد والالتزام بها.
توفير بيئة آمنة في الروضة
إنَّ المتابعة المستمرة لأطفال الروضة ووضع قواعد وأنظمة الأمن والسلامة العامة بحيث يلتزم بها جميع الأطفال، كلّ ذلك يساعد في إيجاد بيئة صحيّة آمنة، ويجب على المعلم أن يُراقب المواضع الخطيرة كألعاب الساحة الخارجية والمفاتيح الكهربائية وأدوات التنظيف التي يمكن أن تكون سبباً لتعرُّض أطفال الروضة للأخطار.
كما يجب على المعلم أن يُحسِن اختيار الألعاب للأطفال وخصوصاً الألعاب المحشوّة والمحتوية على أزرار؛ لأنها قد تكون سبباً في اختناق الطفل عند نزعه للأزرار وابتلاعه لها، كما أن الألعاب المحشوّة تُعتبر أحياناً ألعاباً غير آمنة؛ وذلك لأنها قد تُسبب الحساسيّة لأطفال الروضة، كما يجب على المعلم تَفقّد جميع أدوات ومعدّات اللعب بصورة مستمرة كالمعدّات غير الثابتة أو الحبال المهترئة.
إنَّ أغلب الإصابات التي يتعرض لها الأطفال في الملعب تكون ناتجة عن السقوط، لذلك لا يجب أن يكون سطح الملعب خشناً وإنما يجب أن يكون ناعماً كأن يكون سطح الملعب مُغطّى بالعشب الناعم؛ حتى لا يتأذّى الطفل في حال سقوطه.
ويجب أن تكون نوافذ الغرفة الصفيّة محميّة بشبك متين؛ حتى لا يتعرّض الأطفال لخطر السقوط، وكما يجب على المعلم أن يحرص على أن تبقى أرضية الروضة جافة؛ حتى لا يتعرّض الأطفال لخطر الانزلاق، كما يتطلَّب من المعلم أن يقوم بتغطية جميع المفاتيح الكهربائيّة الموجودة داخل الغرفة الصفيّة.
وتُعَدُّ حوادث النقل تهديداً كبيراً لحياة أطفال الروضة، لذلك يجب أن تحتوي الحافلات الصغيرة المُخصّصة لنقل أطفال الروضة على أَقفال للأبواب، ويجب أن يمنع المعلم الأطفال من إخراج رؤوسهم أو أيديهم من نوافذ الحافلات، وفي حال كان عدد الأطفال في الحافلة كبيراً عندئذ يحتاج المعلم إلى مساعدة إضافيّة من معلم آخر؛ وذلك حتى تتم عملية توصيل الأطفال على خير ما يُرام.