المراحل التي يمر بها أسر المدمنين في الإرشاد والعلاج الأسري:
من الأمور الصعبة أن تصدق العائلة أن أحد أعضائها مدمن على المخدرات، حيث كل عائلة ترى نفسها أنها الأفضل في تربية أطفالها، وبذلك تم تحديد ثلاثة مراحل تمر بها عائلة المدمنين، وهي:
- المرحلة الأولى الإنكار:
تتمثل مرحلة الإنكار بعدم تصديق الوالدين بأن ابنهما متعاطي للمخدرات، وأن جميع الأمور تحت السيطرة، ولا شيء يستدعي للخوف، ويقوم بوضع أعذار ليبرر انحرافات ابنه. مع اأايام يبدأ الوالدين بملاحظة وجود مشكله عند ابنهما، إلا أنهما يحاولان بحل مشكلة الإدمان بحماية العائلة والعضو المدمن من أي تدخلات أو سخرية خارجية، هذه الأساليب التي يتبعها الوالدين لا تقوم بحل المشكلة ككل، بل تساعد المتعاطي على الاستمرار بسلوكاته، بدلاً من التخلص منها والقضاء عليها. - المرحلة الثانية مرحلة التكييف مع الإدمان:
من الممكن أن تفشل جميع الجهود التي تبذلها العائلة للتخلص من مشكلة الإدمان، وبذلك يمتلكهم إحساس الفشل، الإحباط، واليأس، مع ذلك يوجد عائلات تبقى مصممة على التغلب على المشكلة، حيث تقوم بتكثيف الجهود المبذولة لمساعدة ابنهما بشكل أكبر، وفي حال عدم نجاحهم أيضاً ويرون جميع جهودهم تذهب سدى، يزيد شعورهم بالإحباط؛ لأنهم يظنون أن السبب في عدم قدرتهم في القضاء على المشكلة واستمرارها يعود إلى عدم بذلهم كأولياء أمور الجهد المطلوب للقضاء على المشكلة، مما يدفعهم ذلك ببذل جهد أكبر، فيتحملون مسؤولية ابنهما المدمن، كأن يقوموا بالواجبات المترتبة عليه في البيت وخارجه، أو كأن يقدموا تعويض للأشياء التي يقوم بإتلافها أو سرقتها. - المرحلة الثالثة مرحلة الغوص في الفوضى:
في هذه الخطوة يكون الوالدين قد استخدموا العديد من الأساليب التي تعرفها للتخلص من المشكلة التي يعاني منها ابنهما المدمن، إلا أنها لم تنجح، يظهر إحساس العائلة بالعجز، اليأس، والاضطراب، وليس لديها أمل في حل والتخلص من المشكلة، فتلجأ إلى المساعدة والدعم الخارجي. يوجد هنالك فرصة شفاء ونجاح في كل مرحلة من المراحل، على الرغم من الأمور التي عايشوها، ففي كل خطوة يخطوها أعضاء العائلة يمكنهم أن يتحدوا معاً ليغيروا أساليب وأنماط السلوك القديمة “المرضية”.