المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يشير مفهوم المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس إلى كل من المسؤولية القصدية للأفراد الأخلاقيين عن الأذى في البيئة المحيطة واللامبالاة التي ننسبها إليهم؛ لكونهم تسببوا في مثل هذا السلوك، ومن ثم فهي تعتبر فرضية أخلاقية وليست سببية بشكل كامل.

المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس

تعبر المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس عن مجموعة من السلوكيات التي تعتبر جمعية التي تقوم بتقييد العديد من الأفراد ببعض السلوكيات كأسباب للوم، والتي تحدد أساس الأعمال والتصرفات الأخلاقية في مفهوم الإرادة الحرة لكل فرد يتمتع بالنظرية الأخلاقية المنفردة، حيث تربط المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس بين النظريات القصدية وعدم المبالاة مع الأعضاء من حيث وضع الدور الجماعي للفريق الواحد.

عند النظر في مفهوم المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس وما تجعل الجماعات على خلاف أعضائها الشخصيين عوامل أخلاقية، فقد خضعت لقدر كبير من التدقيق في السنوات الأخيرة، وذلك من قبل الأفراد المنهجيين والمعياريين على حد سواء، حيث يتحدى الفردانيين المنهجيين إمكانية ربط الفاعلية الأخلاقية بالجماعات، وذلك على نحو يتباين أعضائها الشخصيين بأن المسؤولية الجماعية التعاونية تنتهك معايير المسؤولية الفردية والإنصاف.

رداً على هذه التحديات شرع جميع المشجعين من علماء النفس للمسؤولية الجماعية التعاونية في إظهار أن المسؤولية الجماعية التعاونية فضلاً عن نوايا المجموعة والسلوك الجمعي، واستحقاق اللوم الجماعي ممكنة وجوديًا ويمكن أن تُنسب إلى الأفراد بشكل عادل على الأقل في بعض إن لم يكن كل الحالات.

في حين أن الغالبية العظمى ممن يكتبون الآن عن المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس يواصلون مناقشة إمكانية المسؤولية الجماعية التعاونية، حيث وضعوا في السنوات الأخيرة اتجاهين آخرين مهمان للغاية في مركز اهتمامنا الأول يرتبط بما إذا كان يتوجب على الأفراد أن تستوفي نفس الشروط المتشددة للمسؤولية الأخلاقية التي يلتزم بها الأفراد، والثاني يتعلق بإيجابيات وسلبيات تحميل أنواع معينة من المجموعات على سبيل المثال المسؤولية الأخلاقية في الممارسة.

إن الفكرة المتخلفة عن المسؤولية الجماعية التعاونية هي ما يدور في أذهان معظم علماء النفس عندما يتحدثون عن المسؤولية الجماعية التعاونية بشكل عام، ولكن خلال السنوات التابعة لها كان هناك انتباه كبير بما أصبح يعرف بالمسؤولية الجماعية التعاونية، حيث تتغاضى المسؤولية الجماعية التعاونية على عكس نظيرتها المتخلفة إذا كان هناك دافع جماعي معين قد تسبب في نتيجة خطأ بالمعنى المتعلق باستحقاق اللوم الأخلاقي.

نقد المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس

يتمثل نقد المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- المنطقية

يتضمن النقد الخاص بالمسؤولية الجماعية التعاونية الذي يتمثل بالمنطقية بما إذا كانت المسؤولية الجماعية التعاونية منطقية كشكل من أشكال السلوك الإيجابي الأخلاقي، ليس من المستغرب أن يكون التركيز الأساسي للاهتمام هنا على كل من السلوكيات الأخلاقية للمجموعات بشكل عام وإمكانية نوايا المجموعة بشكل خاص، بل في إمكانية الفريق الواحد المتميز بأعضائه أن يتسبب بضرر محدد بالمعنى الذي تقتضيه المسؤولية الأخلاقية.

2- الفردانية

من أهم النقد الموجه للمسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس أنها تتعلق بالسلوكيات الأخلاقية للأشخاص أنفسهم الذين ينتمون إلى مجموعات يُعتقد أنها مسؤولة أخلاقياً عن حالات معينة من الأذى، وذلك من حيث التساؤل عن إمكانية نشر المسؤولية وتوزيعها بين هؤلاء الأشخاص، من حيث التطلع للنتائج النهائية من العمل الجماعي الهادف.

3- المعيارية

تتمثل المعارضات للمسؤولية الجماعية التعاونية من حيث المعيارية التي ترتبط بمعتقدات الميول المجتمعة نحو توزيع المسؤولية في السلوكيات الهادفة، ففي بعض المواقف يكون الانتباه الشديد مع التجربة العامة للمسؤولية الجماعية التعاونية ونتائجها على قدرتنا على الحفاظ على المعتقدات الشخصية والاستقلالية والعدالة.

في حالات أخرى ينصب القلق على ربط المسؤولية الجماعية التعاونية في اتجاهات معينة على سبيل المثال في التعويضات الناتجة عن الضرر أو السلوكيات السلبية، وما إذا كانت هذه الأوصاف مساوية لأولئك الذين يتم إلقاء اللوم عليهم في العديد من المواقف.

فرضيات المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس

يتفق جميع المهتمين من علماء النفس بالمسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس تقريبًا على أنها ستكون منطقية إذا كانت مجرد ظاهرة تجميعية، لكنهم يختلفون بشكل ملحوظ حول ما إذا كانت المسؤولية الجماعية التعاونية تعتبر منطقية كظاهرة محايدة لا تقبل بمشاركة فردية من قِبل أعضائها بل تعتمد بشكل كبير أشخاص محددين في كل مرة.

حيث تتمثل فرضيات المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس في أن الفريق كامل يعتبر على عكس الأفراد كأشخاص فرديين ولا يمكن أن تتشكل النوايا، وبالتالي لا يمكن فهمها على أنها تعمل أو تسبب ضررًا لمجموعات من الاهتمامات والاتجاهات المهمة التي لا غنى عنها، وذلك باعتبارها متميزة عن أعضائها الشخصيين ولا يمكن فهمها على أنها مستحقة اللوم من الجهة الأخلاقية بالمعنى الذي تطلبه المسؤولية الأخلاقية.

تتمثل فرضيات المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس في أن السلوكيات الجماعية التعاونية الواقعية غير ممكنة وأنه سيكون من غير العدل اعتبار الأفراد مستحقين أخلاقيًا للضرر الذي لم يتسببوا به عن قصد، وذلك على افتراضين معياريين يمثلان مفتاح موقف الحِجَج الخاصة بها وجميعها تتعلق بأهمية النوايا.

تتمثل فرضيات المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس في أن جميع التصرفات دائمًا تبدأ بالنوايا، تكون مفيدة جدًا للنقاد؛ لأنها تمكنهم من كتابة مقاصد الفريق في تعريف السلوك الجمعي نفسه وبالتالي جعل نوايا الفريق الواحد شرطًا ضروريًا للمسؤولية الجماعية التعاونية.

حيث أن العمل الجماعي المقصود هو فعل يكون موضوعه عاملًا جماعيًا مقصودًا، بينما السلوك الجمعي هو فعل أو تصرف ناتج عن فريق كامل وإن لم تكن نتيجة لنواياهم، بالتالي ينتج العمل الجماعي عن معتقدات ورغبات الفريق نفسه سواء كانت هذه المعتقدات والرغبات يمكن تفسيرها بمفاهيم فردية.

الافتراض المهم من فرضيات المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس هو أن الانتقادات الأخلاقية من جميع الأنواع ترتكز على النوايا السلبية للأفراد الأخلاقيين الذين يتسببون في الأذى والعدوان، وهو مفيد أيضًا لعلماء النفس المعارضين للمسؤولية الجماعية التعاونية؛ لأنه يمكّنهم من النظر إلى أن المسؤولية الجماعية تتطلب الكثير من التنبؤات الفردية والجماعية.

كيفية الدفاع عن المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس

يعتمد علماء النفس الإيجابيين تجاه المسؤولية الجماعية التعاونية على العديد من الطرق النفسية لتوضيح خطأ الادعاءات الناقدة للمسؤولية الجماعية التعاونية، وذلك لتبرير كل من كفاءة وفعالية المسؤولية الجماعية التعاونية في العديد من الاتجاهات الحياتية المهمة إن لم يكن كلها.

يعتبر تضامن المسؤولية الجماعية التعاونية كبناء فكري من أهم الفرضيات في الدفاع عن المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس، وخاصة كانت إحدى هذه الطرق هي الإشارة إلى أننا نلقي اللوم على الفريق كامل بدون النظر لأخطاء الأشخاص الذاتية.

في النهاية نجد أن:

1- المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس هي من أهم المفاهيم التي أخذت من أفكار ونظريات علماء النفس قديمًا؛ لأنها ترتبط بالسلوكيات والأهداف الجماعية.

2- المسؤولية الجماعية التعاونية في علم النفس ذات وجهات نظر متعددة من حيث كيفية انتقادها وكيفية الدفاع عنها، بالإضافة لتقديم أهم الفرضيات التي تقوم عليها.


شارك المقالة: