هل المسترشد مسؤول عن سلوكه في الإرشاد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


هل المسترشد مسؤول عن سلوكه في الإرشاد النفسي؟

إنّ الإنسان ومنذ الأزل يبحث عن حريته الشخصية التي حفظتها جميع القوانين والدساتير والديانات في كافة أرجاء العالم، ولا يمكن لأحد أن يمنع آخر من التعبير عن رأيه أو تحديد مسؤوليته في ترتيب شؤون حياته، وعليه فإنّ العمل الإرشادي يضمن هذا الحق ويعتبره أمراً ملزماً على المرشد أن يحترمه وعلى المسترشد أن يكون واعياً له.

هل يعطي الإرشاد النفسي المسترشد الحق في الاختيار  وتحديد المصير ؟

المسترشد ليس عبداً أو تبعاً لأحد يقوم على تلقّي التعليمات والأوامر ويعمل على تنفيذها فقط، بل هو مسؤول تماماً عن كافة أفكاره وسلوكياته، فالمسترشد يملك الحق في الاختيار والتعبير عن أفكاره ومعتقداته بالطريقة التي يراها مناسبة.

ولكن دون أن يتعدّى على حق أحدهم وجون أن يتجاوز القوانين والتعليمات المتعارف عليها والتي تعمل على تنظيم شؤون حياتنا، فالمرشد الجيد هو الذي يمنح المسترشد الحقّ في التعبير عن رأيه وتبنّي وجهات النظر وطرحها والدفاع عنها، فمعظم المشاكل الإرشادية تتعلّق بالخجل وانخفاض تقدير الذات، وأسلوب التلقين لا يمنح المسترشد القدرة على تجاوز المشكلات الإرشادية.

من أجل النهوض بالعملية الإرشادية لا بدّ وأن يكون المرشد واعياً ومدركاً أنّ الإنسان مهما كانت الظروف التي تحيط به هو قادر على اتخاذ قراراته وتحديد مصيره بنفسه، وعليه فإنّ العمل الإرشادي يقوم على أساس منح الثقة للمسترشد من خلال إعطاءه المجال لتحديد مسؤولياته واختياراته، وذلك لكون الأمر يعنيه هو فقط ولرفع مستوى المسؤولية لديه اكثر من أي وقت مضى.

كيف يتم إثبات مسؤولية المسترشد في العمل الإرشادي؟

إنّ العمل الإرشادي هو وسيلة مساعدة تقوم على أساس من تبادل المعلومات والمساعدة على الاختيار فقط، ولا تجبر المسترشد على الاختيار، كما وأن العمل الإرشادي يطلب من المرشد النفسي أن يستخدم الأسلوب السهل الممتنع في التعامل مع المسترشد.

بحيث يمنحه الثقة والألفة والقدرة على الوقوف وفي نفس الوقت يمنعه من ارتكاب الحماقات، ويغيّر من أفكاره القديمة الرجعية التي لا فائدة منها، وعلى المرشد أن يدرك نسبية ثبات أو تغيير سلوك المسترشد وأنّه لا يمكن التنبؤ بالتصرفات التي يقوم بها بصورة دائمة وبشكل صحيح، وهذا الأمر يجعل من أبرز وضائف المرشد هو إيمان المسترشد المطلق بإمكانية الاختيار وتحمل المسؤولية في الإرشاد النفسي.


شارك المقالة: