الأطفال ذوي الإعاقة العقلية:
يظهر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من الإعاقة العقلية أنواع من السلوك غير التكيفي، وأهمها العدوان والسلوك النمطي والفوضوي والتمرد وإتلاف الممتلكات وإيذاء النفس.
وقد دلت العديد من الدراسات المتعلقة بموضوع السلوك غير التكيفي، إلى أن نسبة حدوثه لدى الأطفال ذو الإعاقة العقلية الملتحقين بالمراكز الخاصة عالية نسبياً.
فقد وجد (ماتسون وآخرون) أن نسبة حدوث المشكلات السلوكية بين الأطفال ذوي الإعاقة العقلية أعلى من تلك التي تخص الأطفال العاديين.
ومن بين الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال ذو الإعاقة العقلية تحتاج إلى طرق علاجه، وتحتاج إلى الإرشاد النفسي بالإضافة إلى العلاج الطبي.
المشكلات الشائعة عند الأطفال ذوي الإعاقة العقلية:
1- الاضطرابات العقلية والنفسية:
يعاني بعض الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ذو الإعاقة العقلية من اضطرابات عقلية ونفسية شديدة، مثل الاضطرابات الوجدانية كالاكتئاب وبالإضافة إلى الفصام.
وأشارت بعض الدراسات أن معدل حدوث الأمراض النفسية بين الأفراد ذو الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من إعاقة عقلية أعلى منه لدى غير ذو الإعاقة العقلية بما يتراوح بين (4-5) أمثال.
تسبب هذه الاضطرابات لدى الأفراد ذو الاحتياجات الخاصة مشاكل في التكيف مع البيئة المحيطة، وبالتالي فهم بحاجة إلى علاج متخصص في مستشفيات الطب النفسي.
2- الاضطراب النمو الانفعالي:
حيث يصنف الأفراد ذو الاحتياجات الخاصة من ذو الإعاقة العقلية إلى فئتين، بحسب النمو الانفعالي، فئة مستقرة انفعالياً، وتتميز هذه الفئة من الأفراد بأنها حسنة المعشر متعاونة ومطيعة.
وأيضاً لا تؤذي غيرها، ولا تتعدى مشاكلها مشاكل الأطفال العاديين. فئة غير مستقرة انفعالياً وتتميز هذه الفئة من الأفراد، بأنها لا تستقر في نشاطات كثيرة الحركة، تثور وتغضب لأتفه الأسباب.
وتنتاب هذه الفئة نوبات هياج يصعب السيطرة عليها، وهي متقلبة المزاح، فأحياناً تكون هادئة وأحياناً أخرى تمتاز بالشراسة، وقد تؤذي نفسها والآخرين، وتحتاج هذه الفئة إلى الإرشاد والعلاج النفسي.
حيث يتم تقديم الإرشاد والعلاج النفسي من أجل تنمية الجوانب الإيجابية، في شخصيتها ومساعدتها على تكوين اتجاهات وجدانية مستقر، وقد وضع (فردریك ثورن) برنامجاً لعلاج مثل هذه الحالات.
حيث يقوم البرنامج الذي وضعه (فردریك ثورن) على أساس تعديل الاستجابات الوجدانية، وتدريبها على تحمل الإحباط وضبط انفعالاتها وزيادة ثقتها بنفسها عن طريق توفير فرص النجاح.
3- مشکلات صعوبات النطق:
صعوبات النطق وعيوب الكلام منتشرة بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ذو الإعاقة العقلية، ففي دراسة وجد أن (%25) يعانون من هذه الصعوبات، في حين وجد أن (%75) يعانون من عيوب في النطق.
تشمل أوجه قصور الكلام الشائعة عند ذوي الإعاقة العقلية، عدم القدرة على الكلام وعدم وضوح الكلام واللعثمة واضطرابات الصوت وترديد الألفاظ.
وتعاني أغلب حالات الإعاقة العقلية الشديدة من عدم القدرة على الكلام؛ بسبب تدهور في قدرتها العقلية.
وأما الإعاقة البسيطة والمتوسطة، فيعاني عدد كبير منها من صعوبات وعيوب في النطق؛ لأسباب عضوية ونفسية واجتماعية.
تشمل الأسباب العضوية فقدان أو ضعف السمع، وتشوهات في تركيب الأسنان، وزيادة في تجويف الفك السفلي.
ومن الأسباب الاجتماعية والنفسية، وجود عيوب في الكلام والنطق عند ذوي الإعاقة العقلية، وعدم اكتسابهم أنماط صحيحة للكلام، وتكوين عادات كلامية خاطئة؛ لأنهم محرومين من المحفزات اللغوية والصوتية.
فقد أشارت دراسة قام بها (لفريد لاندر) إلى أن آباء الأطفال ذو الإعاقة العقلية يبتعدون عن أطفالهم، لذلك لا يسمعون صوت حنون أو قصة مثيره للاهتمام.
وأن الطفل ذو الإعاقة العقلية لا يفهم الكلام ولا يستمع لمن يتحدث إليه، ويقود علاج صعوبات النطق وعيوب الكلام على أساس علاج أسبابها الجسدية والنفسية، من خلال تحسين علاقة الطفل من حوله.
وأيضاً تدريبه على النطق الصحيح و اكساب العادات الكلامية الصحيحة، وذلك من خلال توفير المحفزات اللفظية التي تنمي الحصيلة اللغوية لديه، وتشجعه على التعامل باللغة في الحياة اليومية.
4- التبول اللاإرادي:
تعد هذه المشكلة من أهم المشكلات التي تواجه الأطفال ذو الإعاقة العقلية، ولها تأثير على عدم تكيف الطفل مع نفسه ومع الآخرين.
كما أنها قد تعيقه عن الدراسة والتدريب، وهذه المشكلة تعود لأسباب نفسية وجسمية وقلة في التدريب، ومن أهم استراتيجيات العلاج تدريب الطفل على برنامج دخول الحمام قبل وأثناء وبعد النوم.
وكذلك استخدام المحفزات التي يفضلها الطفل عند الالتزام بدخول الحمام، ودراسة مشاكل الطفل النفسية، وتحسين طرق معاملته وزيادة ثقته بنفسه.