يقوم الإرشاد النفسي على العديد من الأساليب الإرشادية التي تهدف إلى تخليص المسترشد من مشكلات أو عقبات تؤثر على شخصيته بصورة دائمة أو التخفيف من أثر هذه العقبات، ولعلّ الأساليب الإرشادية تتنوّع باختلاف طبيعة المشكلة والمرحلة العمرية التي يمرّ بها المسترشد وطبيعة المكان ومدى تأثيرها على الشخصية، ويعتبر أسلوب التعزيز من أبرز الأساليب الإرشادية استخداماً وأكثرها دقّة لكون الزيادة أو النقصان فيها يؤدي إلى نتائج عكسية، فما هي المعززات الأولية والثانوية في الإرشاد النفسي؟
المعززات الأولية في الإرشاد النفسي
يستخدم المعزز الأولي مع المسترشد من أجل استثارة سلوك معين وتقويته بصورة إيجابية، وهو غير مشروط ويمتلك قوة طبيعية لاستمراره في حياة الفرد مثل الأكل والشرب، وتستخدم المعززات الأولية في العملية الإرشادية بصورة قليلة جداً كونها غير نافعة في كثير من الأحيان، وتنقسم المعززات الأولية إلى قسمين رئيسيين:
1. معززات إيجابية أولية
يمكن وصف هذه المعززات بالمعززات الخاصة بالطعام والشراب مثلاً، أو فيما يخص حاجة المسترشد إلى الحنان والعطف.
2. معززات أولية سلبية
ويمكن وصف هذه المعززات بأنها ذات طابع سلبي ينعكس على المسترشد مثل البرد الشديد أو الحر، والألم والصدمات وغيرها من الأمور السلبية.
المعززات الثانوية في الإرشاد النفسي
تعتبر المعززات الثانوية هي الطريقة المستخدمة بصورة كبيرة في الأساليب الإرشادية المعنية بتعزيز سلوك ما أو محاولة إشباع المسترشد من خلال الإكثار من معزز ما بقصد ترك سلوك سلبي آخر، وهي مثيرات متكررة ولعلّ أكثر هذه المعززات استخداماً المكافئات المالية التي يتم منحها للمسترشد أو الهدايا بعد القيام بعمل يراد من خلاله ترك عمل آخر، كما وتعتبر الابتسامة والعطف والانتباه والإصغاء من الأمثلة الإيجابية التي تدلّ على المعززات الثانوية ذات الدور الكبير في تغيير طريقة تفكير المسترشد نحو أمر ما.
تعتبر المعززات الغذائية والمعززات الرمزية والمعززات النشاطية والاجتماعية من أكثر أنواع المعززات استخداماً في الأساليب الإرشادية الحديثة، وجميعها تشير إلى حاجة المسترشد إلى المزيد من الاهتمام وتسليط الضوء على أمور أكثر إثارة واستجابة للواقع الذي يعيش فيه المسترشد بصورة كبيرة، وتعتبر المعززات وخاصة المادية والعاطفية منها ذات نتائج إيجابية لا يمكن وصف حدودها.