اقرأ في هذا المقال
- المعطيات التاريخية للغة الجسد
- كيف اكتسبت لغة الجسد أهميتها عبر التاريخ؟
- لغة الجسد في نهايات القرن العشرين
المعطيات التاريخية للغة الجسد:
لا يمكننا أن ندرك الأهمية القصوى للغة الجسد إلا من خلال استعراض المعطيات التاريخية التي مرّ عليها هذا العلم، حيث يرى علماء الاجتماع وعلماء النفس أن الإنسان بطبيعة الحال يتعلّم الإشارات والأصوات والإيماءات قبل تعلّمه اللغة المنطوقة، فنجد أنّ الطفل الصغير يجيد التعبير عن غضبه بالعبوس أو البكاء أو إشاحة النظر قبل أن ينطق بالكلمات، فلغة الجسد علم قديم مرّ بمراحل تطوّر عبر التاريخ ليصل إلى أبهى صوره التي نراها في وقتنا الحالي.
كيف اكتسبت لغة الجسد أهميتها عبر التاريخ؟
إنّ الأهمية التاريخية التي أنتجت علم لغة الجسد ومدى تفوّقه على اللغة المنطوقة يرتبط بالطبيعة البيولوجية للإنسان، فالأطفال في سنّ مبكرة لم تكتمل لديهم اللغة المنطوقة ولا يستطيعون فكّ طلاسمها، ولكنّهم يملكون القدرة على فهم غضب الأباء أو التعبير عن حالة الفرح التي يعيشونها بالضحك، أو الاهتمام الزائد على أساس مبنيّ على الإشارات والإيماءات.
ليجد الإنسان نفسه بعد ذلك يتحدّث بلغة قام باكتسابها من المجتمع المحيط به، وخير ما يثبت القيمة الحقيقية لهذه اللغة ويجعلها أكثر إقناعاُ هو لغة الجسد الحقيقية، إلّا أنّ التطور المعرفي والصناعي والتكنولوجي الذي حصل بعد ذلك جعل الكثير من الناس يقلّلون من قيمة لغة الجسد معتقدين أنّ التكنولوجيا لا تحتاج إلى لغة الجسد، وأن الثورات الصناعية والآلات كافية وتغني عن الإيماءات والحركات الخاصة بلغة الجسد، فأصبح العمل والعلاقات الاجتماعية يشوبها شيء من النقص وقلّة الخبرة في معرفة الجانب السلوكي لدى الآخر.
لغة الجسد في نهايات القرن العشرين:
ولكنّ هذا الأمر لم يدم طويلاً، فمع نهايات القرن العشرين أصبحت لغة الجسد متطلّباً أساسياً لكل عمل، وأصبحت الحركات والإيماءات وتعابير الوجه تعتمد على شكل بروتوكولات دولية لا يجوز تخطّيها، وأصبحت لغة الجسد تتعلّق بعلم الفراسة وفن الإتيكيت، وظهرت الأفلام والمسرحيات الصامتة التي استطاع من خلالها أفضل ممثلي العالم أن يقدّموا لغة جسد شعر جميع من في العالم بأنها تمثّلهم بصورة حقيقية.
أمّا في القرن الواحد والعشرين فقد أصبحت لغة الجسد علم مستقل، ومتطلّب إجباري في الأعمال الصغرى منها والكبرى، وأصبت مؤشراً أساسياً لشخصية القائد، وفي التصنيف العالمي أصبحت لغة الجسد تحتلّ المرتبة الأولى في أهمية إيصال الرسالة إلى الطرف الآخر.