المقابلات في علم النفس
المقابلات في علم النفس عبارة عن تقنيات تقرير ذاتي تتضمن تشكيل العديد من اللقاءات بين المهتمين أو الموجهين أو المرشدين النفسيين، وبين الأشخاص والعملاء المهتمين، وتتمثل في قيام المجرب بطرح أسئلة على المشاركين بشكل عام على أساس واحد لواحد وتسجيل إجاباتهم.
تتعدد المقابلات وتتباين من حيث طبيعتها ونوعها ووظيفتها، فهناك المقابلات الفردية أو الذاتية، وهناك المقابلات الجماعية التي يشارك بها العديد من الأفراد المتشابهين في الخصائص والظروف، وهناك المقابلات المنظمة التي تكون محددة بالأسئلة وطرق العلاج النفسي، والمقابلات غير المنظمة التي تمتد وتتوسع إلى أسئلة ومواضيع متعددة لمواصلة المحادثة.
تقييم المقابلات في علم النفس:
يتمثل تقييم المقابلة في علم النفس بالتطرق لأهم مواضع القوة بها ومواضع الضعف، والتي تتمثل من خلال ما يلي:
1- مواضع القوة:
- توفر المقابلات إمكانية جمع معلومات غنية ومفصلة من كل مشارك أكثر من غيرها من التقنيات.
- إن الطبيعة التخاطبية للمقابلات هي الأنسب لمناقشة القضايا المعقدة أو الحساسة، حيث من المرجح أن يسترخي المشاركين ويقدمون ردودًا أفضل مع تدفق الحوار.
- يمكن استخدام المقابلات كجزء من الدراسة التجريبية لجمع المعلومات قبل إجراء البحث المقترح.
2- مواضع الضعف:
- هناك الكثير من الوقت والمصاريف المتضمنة عند تدريب المحاورين لإجراء المقابلات على وجه الخصوص.
- يمكن أن يكون التحيز بشأن الرغبة الاجتماعية مشكلة في تقنيات التقرير الذاتي، أي أن المشاركين يقدمون إجابات يعتقد أنها الأكثر قبولًا اجتماعيًا، وليست بالضرورة صادقة.
- يمكن أن تكون بيانات المقابلة مهمة تستغرق زمن كبير لتحليلها وتفسيرها عندما تكون مفصلة للغاية.
- تتطلب المقابلات أن يكون لدى المشاركين كفاءات أساسية من أجل أن تكون المقابلات ناجحة مثل مهارات الاتصال المناسبة والذاكرة والصدق، والتي من المحتمل أن تحد من حجم العينة إذا لم يتم الوفاء بها.
- في كثير من الأحيان يتم تسجيل المقابلات من قبل الباحث والبيانات مكتوبة في صورة نص والتي يمكن تحليلها في وقت لاحق.
- قد لا تكون المقابلة أفضل طريقة لاستخدامها في البحث عن موضوعات حساسة مثل التغيب عن المدرسة والتمييز، حيث قد يشعر الناس براحة أكبر في إكمال الاستبيان على انفراد.
أشكال المقابلة في علم النفس:
تتعدد الأشكال والأنماط التي يمكن للمقابلة أن تأتي عليها، بحيث تتعدد حسب طبيعتها وتوجيهها ووظيفتها، ويمكننا ذكر العديد من أنواع المقابلة في علم النفس من خلال ما يلي:
1- المقابلة المنظمة:
المقابلة المنظمة هي طريقة بحث كمي حيث يقوم الشخص المختص بإجراء المقابلة بمجموعة من الأسئلة المغلقة المعدة في شكل جدول مقابلة، والتي يقرأها بالضبط كما تمت صياغتها، بحيث تكون جداول المقابلات لها تنسيق موحد مما يعني أن الأسئلة نفسها تُطرح على كل من تتم مقابلته بنفس الترتيب.
لا يجوز أن ينحرف الأخصائي النفسي بإجراء المقابلة عن جدول المقابلة باستثناء توضيح معنى السؤال أو التحقيق فيما وراء الإجابات المستلمة، وتُعرف المقابلة المنظمة أيضًا بالمقابلة الرسمية مثل مقابلة العمل من أجل التعيين.
إيجابيات المقابلة المنظمة:
- من السهل تكرار المقابلة المنظمة حيث يتم استخدام مجموعة ثابتة من الأسئلة المغلقة، والتي يسهل قياسها، وهذا يعني أنه من السهل اختبار الموثوقية.
- المقابلة المنظمة سريعة إلى حد ما مما يعني أنه يمكن إجراء العديد من المقابلات في غضون مدة زمنية قليلة، وهذا يعني أنه يمكن الحصول على عينة كبيرة مما يؤدي إلى أن تكون النتائج تمثيلية ولديها القدرة على التعميم.
سلبيات المقابلة المنظمة:
- المقابلة المنظمة ليست مرنة، هذا يعني أنه لا يمكن طرح أسئلة جديدة مرتجلة أثناء المقابلة، حيث يجب اتباع جدول المقابلة.
- تفتقر الإجابات من المقابلة المنظمة إلى التفاصيل حيث يتم طرح الأسئلة المغلقة فقط والتي تولد بيانات كمية، وهذا يعني أن الباحث لن يعرف لماذا يتصرف الشخص بطريقة معينة.
2- المقابلة غير المنظمة:
لا تستخدم المقابلة غير المنظمة أي أسئلة محددة، وبدلاً من ذلك، يسأل الأخصائي في المقابلة أسئلة واسعة بناءً على موضوع بحث محدد، وسيحاول السماح للمقابلة بالتدفق مثل محادثة طبيعية، ويقوم هذا الأخصائي بتعديل أسئلته لتناسب الخبرات المحددة للمرشح.
يشار إلى المقابلة غير المنظمة أحيانًا باسم المقابلات الاستكشافية، وهي تتمثل بالحفظ الموجه، وهو من المقابلة المنظمة الصارمة، بحيث يطلق عليهم أحيانًا المقابلات غير الرسمية.
إيجابيات المقابلة غير المنظمة:
- تعتبر أكثر مرونة حيث يمكن تكييف الأسئلة وتغييرها اعتمادًا على إجابات المستجيبين، ويمكن أن تنحرف المقابلة عن جدول المقابلة.
- تولد العديد من البيانات النوعية من خلال استخدام الأسئلة المفتوحة، مما يتيح ذلك للمجيب التحدث ببعض العمق واختيار كلماته الخاصة.
- تعتبر ذات صلاحية عالية؛ لأنها تمنح الأخصائي المهتم فرصة للتحقيق في فهم أعمق وطلب التوضيح والسماح للمقابلة بتوجيه اتجاه المقابلة وما إلى ذلك.
سلبيات المقابلة غير المنظمة:
- قد يستغرق إجراءها وتحليل المعلومات النوعية باستخدام أساليب مثل التحليل الموضوعي وقتًا طويلاً.
- يعد توظيف وتدريب المحاورين مكلفًا، وليس رخيصًا مثل جمع البيانات عبر الاستبيانات مثلاً.
3-مقابلة مجموعة التركيز:
مقابلة مجموعة التركيز هي نهج نوعي حيث تتم مقابلة مجموعة من المستجيبين معًا، وتستخدم لاكتساب فهم متعمق للقضايا الاجتماعية، وتهدف الطريقة إلى الحصول على بيانات من مجموعة مختارة عمدًا من الأفراد بدلاً من عينة تمثيلية إحصائيًا من مجموعة سكانية أوسع.
يتمثل دور المشرف في هذه المقابلة في التأكد من تفاعل المجموعة مع بعضها البعض وعدم الانجراف خارج الموضوع، ومن الناحية المثالية، سيكون الوسيط مشابهًا للمشاركين من حيث المظهر، ولديه معرفة كافية بالموضوع الذي تتم مناقشته، ويمارس سيطرة خفيفة غير مزعجة على المتحدثين المهيمنين والمشاركين الخجولين.
يجب أن يتمتع الباحث بمهارات عالية لإجراء مقابلة جماعية مركزة، على سبيل المثال، قد يحتاج الوسيط إلى مهارات معينة بما في ذلك القدرة على إقامة علاقة ومعرفة وقت التحقيق.
إيجابيات مقابلة مجموعة التركيز:
- تولد بيانات سردية نوعية من خلال استخدام الأسئلة المفتوحة، ويتيح ذلك للمجيبين التحدث بعمق واختيار كلماتهم الخاصة، ويساعد هذا الباحث على تطوير إحساس حقيقي بفهم الشخص للموقف، وتتضمن البيانات النوعية أيضًا لغة الجسد.
- لقد زادت صلاحيتها أيضًا؛ لأن بعض المشاركين قد يشعرون براحة أكبر مع الآخرين لأنهم معتادين على التحدث في مجموعات في الحياة الواقعية أي أنه طبيعي أكثر.
سلبيات مقابلة مجموعة التركيز:
- يجب على الباحث التأكد من الحفاظ على سرية جميع تفاصيل المقابلات واحترام خصوصيتهم، وهذا صعب عند استخدام مقابلة جماعية.
- تعتبر المقابلات الجماعية أقل موثوقية؛ لأنها تستخدم أسئلة مفتوحة وقد تنحرف عن جدول المقابلة مما يجعل من الصعب تكرارها.
- قد تفتقر المقابلات الجماعية أحيانًا إلى الصلاحية؛ لأن المشاركين قد يكذبون لإقناع أعضاء المجموعة الآخرين وقد يتوافقون مع ضغط الأقران ويقدمون إجابات خاطئة.