الموثوقية والاتساق في القياس النفسي

اقرأ في هذا المقال


عندما نسمي شخص ما أو شيئ ما يمكن الاعتماد عليه، فإنّنا نعني أنّه متسق ويمكن الاعتماد عليه، الموثوقية هي أيضاً عنصر مهم في اختبار نفسي جيد، بعد كل شيء لن يكون الاختبار ذا قيمة كبيرة إذا كان غير متسق وأنتج نتائج مختلفة في كل مرة، كيف يحدد علماء النفس الموثوقية؟ ما هو تأثيره على الاختبارات النفسية؟

الموثوقية والاتساق في القياس النفسي:

الموثوقية تشير إلى دقة المقياس، تعتبر الاختبارات النفسية موثوقة إذا حصل عالم النفس على نفس النتيجة بصورة متكررة، فإذا صُمِّم اختبار بهدف قياس سمة معينة مثل الانطوائية، فيجب أن تكون النتائج في كل مرة متطابقة بشكل تقريبي، لسوء الحظ يستحيل حساب الموثوقية بشكل دقيق، لكن يمكن تقديرها بعدد من الطرق المختلفة مثلموثوقية الاختبار وإعادة الاختبار، هي مقياس لاتساق الاختبار أو التقييم النفسي.

يتم استحدام هذا النوع من الموثوقية بهدف تحديد اتساق الاختبار خلال الوقت، تُستخدم موثوقية الاختبار وإعادة الاختبار بصورة أفضل للأشياء التي تستقر مع مرور الوقت؛ مثل الذكاء، كما يتم قياسها من خلال إجراء اختبار مرتين في نقطتين مختلفتين في الوقت المناسب، يفترض هذا النوع من الموثوقية أنه لن يكون هناك تغيير في الجودة أو البنية التي يتم قياسها، في معظم الحالات تكون الموثوقية أعلى عندما يمر وقت قصير بين الاختبارات.

موثوقية Inter – Rater :

يُقيّم هذا النوع من الموثوقية عن طريق وجود أكثر من قاضيين مستقلين يقومون بتسجيل الاختبار، ثم نقارن الدرجات من أجل تحديد مدى اتساق تقديرات المقيمين، تتمثل طرق اختبار الموثوقية بين المقيمين في أن يقوم كل مقيم بتعيين درجة لكل عنصر اختبار؛ على سبيل المثال قد يسجل كل مقيم عناصر على مقياس من 1 إلى 10، بعد ذلك يمكن حساب الارتباط بين التصنيفين لتحديد مستوى الموثوقية بين المقيمين.

يوجد وسيلة أخرى من أجل اختبار الموثوقية بين المقيمين؛ هي أن يحدد المقيمين الفئة التي تقع فيها كل ملاحظة ثم يقومون بحساب النسبة المئوية للاتفاق بين المقيمين؛ لذلك إذا وافق المقيمون 8 مرات من أصل 10؛ فإن الاختبار يحتوي على معدل موثوقية بين المقيم 80٪.

موثوقية الأشكال المتوازية:

تقاس موثوقية النماذج المتوازية من خلال مقارنة اختبارين يختلفان عن بعضهما؛ لكن تم إنشاؤهما باستخدام نفس المحتوى، يتم تحقيق ذلك من خلال بناء مجموعة كبيرة من عناصر الاختبار التي تقيس نفس الجودة، ثم تقسيم العناصر عشوائياً إلى اختبارين منفصلين، يجب بعد ذلك إجراء الاختبارين على نفس الموضوعات في نفس الوقت.

موثوقية الاتساق الداخلي:

يستخدم هذا الشكل من الموثوقية من أجل الحكم على اتساق النتائج خلال العناصر في نفس الاختبار، بشكل أساسي نحن نقارن عناصر الاختبار التي تقيس نفس البنية من أجل تحديد التناسق الداخلي للاختبارات؛ عندما نرى سؤال يبدو مشابه جداً لسؤال اختبار آخر، فقد يشير ذلك إلى أنه يتم استخدام السؤالين من أجل قياس الموثوقية؛ نظراً لأنّ السؤالين متشابهان ومصمّمان لقياس نفس الشيء، يجب على المتقدم للاختبار الإجابة على كلا السؤالين بنفس الطريقة، ممّا يشير إلى أنّ الاختبار له اتساق داخلي.

يوجد العديد من العوامل المتعددة والتي يمكن أن تؤثر على موثوقية المقياس؛ أولاً وربما الأكثر وضوحاً من المهم أن يكون الشيء الذي يتم قياسه مستقر ومتسق إلى حد ما، إذا كان المتغير الخاص بالمقاس شيء يتغير بانتظام، فلن تكون نتائج الاختبار متسقة، يمكن أن يكون لجوانب حالة الاختبار أيضاً تأثير على الموثوقية؛ على سبيل المثال إذا تم إجراء الاختبار في غرفة شديدة الحرارة.

فقد يتم تشتيت انتباه المستجيبين وغير قادرين على إكمال الاختبار بأفضل ما لديهم، يمكن أن يكون لذلك تأثير على موثوقية المقياس، أمور أخرى مثل التعب والإجهاد والمرض والتحفيز وسوء التعليمات والمشتتات البيئية يمكن أن تضر بالموثوقية.

الموثوقية مقابل الصلاحية:

من المهم أن نلاح أنّه لمجرد أنّ الاختبار له موثوقية؛ فهذا لا يعني أن له صلاحية، تشير الصلاحية إلى ما إذا كان الاختبار يقيس حقاً ما يدعي قياسه أم لا، فلنفكر في الموثوقية كمقياس للدقة والصلاحية كمقياس للدقة، في بعض الحالات قد يكون الاختبار موثوق ولكنه غير صالح؛ على سبيل المثال لنتخيل أن المتقدمين للوظيفة يخضعون لاختبار لتحديد ما إذا كانوا يمتلكون سمة شخصية معينة، في حين أنّ الاختبار قد ينتج عنه نتائج متسقة، فقد لا يقيس في الواقع السمة التي يقصد قياسها.


شارك المقالة: