اقرأ في هذا المقال
النجاح يتطلّب منّا التفكير بعمق وتمعّن، وأن نكون أكثر مرونة وتماشياً مع الأحداث التي تحصل في العالم، فنحن نفكّر بحياتنا، ونسيّرها مستخدمين عقلنا بصور مختلفة.
التفكير من خلال العقل الواعي
العقل الأول هو العقل الواعي، ونقوم باستخدامه لاستيعاب المعلومات الجديدة، ومضاهاتها بمعرفتنا الحالية، وتحليلها تبعاً لقيمتها أو مقدار نفعها لنا، ومن ثمَّ نقرّر أن نتّخذ فعلاً القرار الذي نفكّر فيه أو لا نتّخذه، فهذا هو العقل الذي نوجّه به مسار حياتنا، ويشار إليه غالباً بالعقل الموضوعي.
التفكير من خلال العقل الباطن
العقل الثاني الذي يمكننا التفكير من خلاله، هو عقلنا الباطن اللاواعي، حيث أنَّ عقلنا الباطن، هو بنك معلومات هائل الحجم، يقوم على تسجيل كلّ فكرة، وكلّ خاطرة، وكلّ انفعال و خبرة قد تمرّ بنا، أو ما يخطر لنا على مدار حياتنا، ويسمّى أيضاً بالعقل الذاتي.
ودوره أن يجعل كل كلماتنا وأفعالنا متوائمة مع مفهومنا عن ذاتنا، ومع ما نمتلكه حالياً من مواقف، قناعات، مخاوف، وانحيازات، فعقلنا الباطن لا يفكّر ولا يعقل، بل يطيع أوامرنا فحسب.
ويعتبر عقلنا الباطن كذلك مسؤولاً عن تسيير جميع وظائفنا البدنية، فهو يتحكّم بجهازنا العصبي اللاإرادي، وبمعدل خفقان قلوبنا، وطريقة التنفس، الهضم، والذاكرة الأساسية، فهو أقرب ما يكون بجهاز كمبيوتر عملاق، حيث يبلغ من الدقّة والقوّة ما يتيح له تنفيذ مئة مليون أمر في الثانية الواحدة، فهو يحفظ التوازن لملايين العناصر الكيميائية في كلّ خليّة من بين بلايين الخلايا التي نملكها، وذلك على مدار الأربع والعشرين ساعة.
التفكير من خلال العقل فائق الوعي
العقل الثالث الذي يمكننا التفكير من خلاله هو عقلنا فائق الوعي، وهذا العقل هو صلتنا المباشرة مع الذكاء غير المحدود، ويمكنه أن يجلب لنا كلّ الأفكار والإجابات التي قد نحتاج إليها، من أجل بلوغ أي هدف قد نضعه نصب أعيننا، فهذا العقل هو منبع كل إلهام، خيال، حدس، والخواطر اللطيفة المشرقة، وهو يعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة.
العقل فائق الوعي، بمقدوره أن يجلب لنا الإجابة المناسبة تماماً لحلّ أسئلتنا أو مشاكلنا، عندما نكون بحاجة لتلك الأجوبة، وعادة ما يتمّ تحفيزه بالأهداف الواضحة، والصور الذهنية الحيّة المشرقة، والأوامر الإيجابية الصريحة، في صيغتها المثبتة والمؤكدة.
إذا قمنا بالاستعانة بكافة العقول التي نملكها في تناغم واتّساق، وبالأداء والمهام التي صمّم لها كلّ واحد منها، فلسوف ننجز المزيد من الأهداف، وبأسرع ممَّا تخيّلنا، فالاستخدام السليم للعقل أمر مركزي لتغيير تفكيرنا، وتغيير حياتنا.