ما إن نقوم على تحديد قيمنا ونقوم على ترتيبها حسب الأهمية، يمكننا وقتها قياس مستوى نزاهتنا بمقدار التزامنا بها، فالقيمة ليست شيئاً يمكن المساومة عليه عندما تكون بالمتناول، فإمَّا أن تكون لدينا تلك القيمة أو لا تكون.
اختيارنا للقيم يحدّد طبيعة شخصيتنا:
إنَّ اختيارنا للقيم، وقرارنا بأن نعيش وفقاً لها، يشكّل شخصيتنا وطبيعتنا، فعلى مدار التاريخ، كان العظام من الرجال والنساء هم أولئك الذين يتحلّون بشخصية قويّة، فقد كانوا أناساً يعيشون بناء على أساس من قيم نبيلة وسامية، وكانوا موضع الاحترام والتقدير، نظراً للقيم التي يدافعون عنها ويمثلونها، وقد خلّدهم التاريخ ﻷنَّهم كانوا وما زالوا نموذجاً يحتذى به في أنقى وأفضل القيم.
إنّ إحدى أضخم مشكلات مجتمعنا اليوم، هي ظاهرة القيم المزيّفة أو المؤقتة، وهي ثمرة قيام بعض الأشخاص، بتبديل أفكارهم حول الصواب والخطأ، وفقاً للموقف المؤقت الذي يمرّ بهم، أو غالباً نتيجية لإغراء اللحظة، والأمر الأسوأ من هذا عندما يسخرون من أنفسهم، ويصدقون أنهم أشخاص أصحاب شخصية، بينما هم حقاً ليسوا أكثر من أشخاص ذوي أغراض سلبية بغيظة.
إنّ الصدق في القيم التي تحدّد طبيعة شخصيتنا، هي أساس نجاحناوثقتنا بأنفسنا، ﻷنّ التصع لا بدّ وأن يكشف حقيقتنا ووقتها نفقد أهم القيم، ألا وهي قيمة الصدق.