النسبية المعرفية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمركز النسبية من نظرية الأخلاق إلى نظرية المعرفة ومن نظريات المعنى وحتى المنطق، حيث شعر علماء النفس بالحاجة إلى الاستجابة لهذه الفكرة المعرفية وذلك بالتقسيم بين ما يسمى بالنظريات التحليلية في علم النفس حيث أثبتت فرضيات المعرفة والتبرير التطرق لشكل النسبية المتمثل في النسبية المعرفية في علم النفس.

النسبية المعرفية في علم النفس

أثبتت ادعاءات المعرفة والتبرير قبولها للتفسيرات النسبية في علم النفس، حيث أن النسبية المعرفية هي أطروحة مفادها أن المعايير المعرفية التي تحدد ما يعتبر معرفة، أو ما إذا كان الاعتقاد عقلانيًا أو مبررًا وما إلى ذلك يمكن أن تختلف وتعتمد على الأطر المفاهيمية أو الثقافية المحلية وتفتقر إلى العالمية التي يطمحون إليها أو يتظاهرون بها العديد من الفلاسفة وعلماء النفس.

تفترض النسبية المعرفية في علم النفس التبرير المعرفي الذي يعتبر نسبي الإطار، حيث أنه ليس من المنطقي التساؤل عما إذا كان الاعتقاد مبررًا بشكل مبسط مما يمكننا فقط طرح أسئلة حول التبرير المتعلق بالنظام المعرفي، والذي يلقي بظلال من الشك على إمكانية الموضوعية ذاتها.

تفترض النسبية المعرفية في علم النفس أن هناك العديد من الأنظمة المعرفية البديلة حقًا ولو كانت غير المتوافقة، حيث لا يمكننا أن نثبت بطريقة غير دائرية أن نظامنا المعرفي متفوق على أي نظام آخر، وإن النسبية المعرفية في تطوير انتقادات لاذعة للنسبية ملتزمة بعقيدة الصلاحية المتساوية، وهو الرأي القائل بأن هناك العديد من الطرق المختلفة جذريًا غير المتوافقة ولكن صالحة بنفس القدر لمعرفة العالم.

الادعاء الرئيسي للنسبية المعرفية هو إما أننا نستطيع أن نؤكد بشكل معرفي أن نظامنا المعرفي متفوق على الجميع أو نقبل الشرعية المتساوية للأنظمة المعرفية المتنوعة، ويعتبر أحد الأسئلة الحاسمة التي تواجه النسبية المعرفية هو كيفية تحديد النظم المعرفية البديلة وتمييزها.

حيث أن الفكرة البديهية هي أن المبادئ المعرفية المتنوعة وربما غير المتوافقة، والمعتقدات والافتراضات أو الافتراضات المفصلة والأساس هي مخططات معرفية منفصلة غير متقاربة، وهناك مثال بسيط وشائع الاستخدام للنسبية المعرفية هو التناقض بين أنظمة المعتقدات العلمية والمعرفية.

انتقادات النسبية المعرفية في علم النفس

تعرض بعض علماء النفس لانتقادات بسبب توصيفهم للنسبية المعرفية، وكان أحد هذه الانتقادات الجديرة بالملاحظة الاعتراض على إسناد النسبي المعرفي أو ما يعرف بالعلاقة المعرفية، أو الأطروحة القائلة بأن أي ادعاء بصيغة الدليل يبرر الاعتقادات المعرفية إذا كان له أي احتمال أن يكون صحيحًا، فيجب تفسيره على أنه تعبير عن الادعاء وفقًا للنظام المعرفي.

بعد تمييز موقف النسبية على هذا النحو يقترح علماء النفس المعرفيين بعد النظر في طرق مختلفة لتوضيح ما قد يقوله النسبيين حول عدم صحة ادعاءات النموذج المعرفي لتبرير الاعتقاد أن النسبية تُترك في نهاية المطاف بدون طريقة متماسكة لتفسير الكيفية التي يجب أن تُعتبر بها قبولًا أو التزامًا بنظام معرفي معين.

وعلى هذا الأساس تستنتج النسبية المعرفية في علم النفس أنه لا توجد طريقة متماسكة لصياغة الموقف؛ لأن النسبي في صياغة موقفه وإقامة التعارض بين نظامين معرفيين بديلين أو أكثر غير متقارب لا يمكن إلا أن يفترض شمولية بعض المبادئ المعرفية على الأقل، بما في ذلك الاستنتاج والاستقراء والضمان من خلال الأدلة التجريبية وغيرها.

وكما يرى علماء النفس في انتقادات النسبية المعرفية في علم النفس فإن عزو شرط العلاقة إلى النسبي المعرفي هو ببساطة يفشل في أخذ الأطروحة التي تقول إن ادعاءات مثل الدليل الذي يبرر الاعتقاد يمكن بالفعل أن تكون صحيحة أو خاطئة وإن كانت كذلك نسبيًا.

علاوة على ذلك فإن عبارة العلاقة المعرفية التي يتضمنها انتقادات في نوع النسبية المعرفية التي يتخذها المعرفي تخون الفشل في التمييز بين إصدار حكم في ضوء معايير معينة والحكم على أن تلك المعايير تفرض هذا الحكم.

النسبية المعرفية حول العقلانية في علم النفس

تركزت الدفاعات السابقة للنسبية المعرفية على فكرة العقلانية البديلة وغالبًا ما تم تطويرها كرد فعل لتهمة اللاعقلانية الموجهة إلى أفراد محددين، حيث يُنظر إلى العقلانية تقليديًا على أنها فضيلة معرفية بالإضافة إلى كونها سمة مميزة للطريقة العلمية، مما يرتبط المفهوم المعقد للعقلانية ارتباطًا وثيقًا بمتطلبات الاتساق والتبرير والضمانة والأدلة على المعتقدات.

يلقي النسبيين حول العقلانية بظلال من الشك على قابلية التطبيق العام لواحدة أو أكثر من سمات الفكر العقلاني ويعتبرونها مجرد قيم معرفية محلية، حيث إن معالجة معايير العقلانية في المجتمعات المختلفة لا تتطابق دائمًا، فيجب علينا فقط استخدام معايير العقلانية المعطاة سياقيًا وداخليًا في تقييمنا لأنظمة المعتقد في الثقافات والمجتمعات الأخرى.

في النسبية المعرفية حول العقلانية في علم النفس أكد علماء النفس أنه ليس من المنطقي التحدث عن معيار عالمي للعقلانية؛ لأن ما هو عقلاني يتم تحديده من خلال خلفية من المعايير التي تحكم لغة وشكل معين من الحياة، ومنها بصفتنا مراقبين خارجيين لسنا في وضع يسمح لنا بنسب اللاعقلانية إلى أي مجموعة أخرى قد تختلف ممارساتها وألعابها اللغوية عن ممارساتنا.

وبالتالي فهم يستنتجون أن النسبية الشاملة أو القوية حول العقلانية لا يمكن الدفاع عنها، والادعاء الأضعف هو أن بعض عناصر العقلانية على سبيل المثال ما يعتبر دليلاً جيدًا أو أسلوبًا أفضل للتفكير، الذي يمكن أن يختلف باختلاف الظروف التاريخية وتقاليد البحث، وبالتالي فإن درجة من نسبية هذه المعايير دون الخضوع للاعقلانية أمر مقبول.

في النسبية المعرفية حول العقلانية في علم النفس أن يكون الفرد عقلانيًا يعني أيضًا أن يكون لديه مبرر، في شكل أسباب جيدة وتبرير لمعتقدات المرء، حيث يؤكد النسبيين المعرفيين أن شرعية نظام التبرير والقوة المفترضة للضمانات المعرفية يتم تحديدها محليًا.

النسبية المعرفية حول المنطق في علم النفس

المناقشات حول نطاق وسلطة المنطق هي أيضا محورية لمناقشات العقلانية والنسبية المعرفية، حيث عادة ما تُعزى حِجَة النسبية حول المنطق إلى يدعى بأن الثقافات القديمة لم تلتزم بالقوانين العالمية للمنطق مثل مبادئ عدم التناقض والهوية وكانوا في مرحلة ما قبل التفكير المنطقي لكنه يظل الحامل القياسي للنسبية حول المنطق.

أصبح تفسير النسبية المعرفية حول المنطق في علم النفس دافعًا لموجة جديدة من الحِجَج للنسبية حول المنطق، على سبيل المثال جادل علماء النفس بأن المجتمعات المختلفة قد يكون لديها أنظمة منطقية غير متوافقة ولكنها متماسكة داخليًا لأن الصلاحية وقواعد الاستدلال يتم تحديدها من خلال ممارسات مجتمع معين، وبالتالي فهي مرتبطة بها وليس لها قيود عالمية على كل الفكر.

يبدأ خط مختلف من الدعم للنسبية حول المنطق بالتعددية حول المنطق، وهو الرأي القائل بأنه يمكن أن يكون هناك العديد من المفاهيم الصحيحة ولكن غير المتوافقة تمامًا للمنطق، حيث يتم تقديم روايات مختلفة للنتائج المنطقية أو الروابط المنطقية أو حتى الصلاحية، وتنشأ النسبية إذا افترضنا أيضًا أنه لا يوجد إطار محايد للفصل بين الحسابات المختلفة.

في النهاية نجد أن:

1- النسبية المعرفية في علم النفس هي شكل من أشكال النسبية التي تعتني بالعمليات المعرفية من خلال الانتقال من النظرية الأخلاقية لنظرية المعرفة.

2- تفترض النسبية المعرفية في علم النفس أن هناك العديد من الأنظمة المعرفية البديلة حقًا ولو كانت غير المتوافقة، حيث لا يمكننا أن نثبت بطريقة غير دائرية أن نظامنا المعرفي متفوق على أي نظام آخر.


شارك المقالة: