ما هو النظام التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم النظام التربوي:

النظام التربوي: هو مجموعة من التنظيمات والأساليب والقواعد  التي تتفاعل وتعمل معاً لتنظيم عملية التربية والتعليم، وتسيير شؤون التعليم، لإنماء القيم والمبادئ لدى المجتمع وترسيخها في الأفراد، والارتقاء بالشخصية المحلية ضمن إطار فلسفة الدولة والمجتمع. ويُعتبر النظام التربوي ذات استقلالية في كيفية اتخاذ الإجراءات والأنشطة المناسبة في تحقيق الأهداف المرجوة.

أهداف النظام التربوي:

يحمل النظام التربوي في صفحاته عادات وتقاليد، قيم ومبادئ، طرق التواصل مع الآخرين والأسرة والمجتمع، بهدف الوصول إلى التربية المثالية للأفراد والمجتمع وتحقيق النمو والتطور الحضاري، ومن أهم أهداف النظام التربوي:

التكيف الاجتماعي للأفراد:

يقوم الآباء عادةً بتنشئة أبنائهم ورعايتهم مع الأخذ بعين الاعتبار المجتمع و عاداته وتقاليده ومبادئه، وتحت شروط الحياة الاجتماعية. كما نعلم أن الأجيال المتعاقبة بحاجة التربية ليكونوا قادرين على الانسجام مع مجتمعاتهم المحلية والمجتمعات الأخرى، وتبادل الثقافات مع الحفاظ على المجتمع وثقافته من الانحلال والخراب.

ومن هنا نستطيع القول أن التربية هي أساس المجتمع، وتكوين الفرد وتهيئته للانسجام مع مجتمعه والمجتمعات الأخرى ضمن إطار المحافظة على ثقافته المحلية، وهذا يتحقق إذا كان النظام التربوي يقوم بعمله كاملاً بالشكل الصحيح.

اكتساب الفرد المهارات الأساسية:

يكتسب الفرد المهارات الأساسية مثل الحساب والأرقام والقراءة والكتابة وغيرها، من خلال المدارس والآليات المستخدمة فيها والمناهج التربوية الموضوعة على أسس فلسفة المجتمع، بهدف تعليم الطلاب مهارات أساسية يستفيدون منها في الحياة داخل وخارج المدرسة. وتُعطى المهارات بما يناسب العمر والعقل، ومراعاة الفروق الفردية والقدرات العقلية داخل الفئة العمرية.

ومن وقت لآخر يجب إدخال التحسينات في النظام التربوي للوصول إلى هذه الأهداف وتحقيقها لدى الطلاب، وهي: (التعليم من أجل المعرفة، التعليم من أجل العمل، التعليم من أجل التكيف، التعليم من أجل نفسك)، حيث وضع النظام التربوي خيارات للطلاب في كل مرحلة من العمر نحو المهنة أو الدراسة بما يناسب النضج الجسمي والعقلي والوجداني، وبالتالي يحقق الفرد النجاح بما يناسبه ولا يشعر بالإحباط، ويقوّي من دافعيته وثقته بنفسه.

تطوير نوعية التعلم والتعليم:

يهدف النظام التربوي إلى تطوير التعليم في المناهج المدرسية والعمل التربوي، عن طريق الإصلاح والتجديد من وقت لآخر، وإدخال واستخدام التكنولوجيا عي العملية التعليمية.

وظائف النظام التربوي:

  • تثقيف الأفراد واكتساب الخبرة: والتثقيف هو الإلمام بجميع عناصر الثقافة المجتمعية من عادات وتقاليد وسلوكيات ومعتقدات تعيشها العائلات والأفراد. وتثقيف الأطفال في الأسرة والمجتمع يكون بطريقة عفوية غير منظمة، حيث يتعلم الأفراد داخل الأسرة بالتقليد والمحاكاة والاتصال والتواصل مع الآباء والأخوة الكبار، ثم ينتقل خارج الأسرة واللعب مع أصدقائه والعمل معهم.

أمّا داخل المدرسة تكون عملية التثقيف منظمة غير عفوية، فتكون هناك مناهج منظمة ومعلمين مختصين يعملون على نقل التراث الثقافي لهم وتثقيفهم ضمن إطار الفلسفة التربوية. ويقوم النظام التربوي بتزويد الأفراد بأسس ثقافية واجتماعية تساعدهم على كيفية التواصل والتعايش مع الثقافات الوافدة دون التأثير على معالمه الشخصية والثقافية المحلية؛ لأن المحافظة على هوية المجتمع هو استمرارية المجتمع بسماته المميزة.

  • استمرارية اقتصاد المجتمع: من وظائف التربية أنها تُعتبر وسيلة لاستمرار وبقاء اقتصاد المجتمع، فيُعتبر مهم في تلبية الحاجات الاقتصادية للمجتمع، فتقوم بتأهيل الأفراد ليكونوا أيدي عاملة في المجتمع، والقيام بالأعمال المهمة على أكمل وجه، هذا باعتباره مهم أيضاً لحاجة المجتمع لأيدي عاملة. ويُعتبر أيضاً استثمار أساسي للرفع من مستوى المجتمع والفرد، غير أنه مهم لخدمة الأفراد، وإدخال التكنولوجيا الحديثة في عملية التعليم أصبحت من الضروريات.

مكونات النظام التربوي:

يتكون النظام التربوي من مجموعة من العناصر المكملة لبعضها، تتفاعل معًا في عمليات ضمن قواعد وأساليب محددة وموضوعة بهدف إنتاج محصلة لها قيمتها وأهميتها، وهي:

المدخلات في النظام التربوي:

المدخلات: هي كل ما دخل في النظام التربوي والتي تقوم عليه الإجراءات داخل إطار النظام التربوي، وهي الأساس الذي يقوم عليه النظام التربوي والتفاعل في العناصر، ولها تأثيرها في تحقيق الأهداف أو عدم تحقيقها. وقد تنوعت مدخلات النظام التربوي وهي: مدخلات بشرية، مدخلات مادية، مدخلات معنوية.

الموارد البشرية:

وهي الكادر التعليمي ككل بطاقاتهم ومعارفهم وخبراتهم التربوية، أولهم فئة الطلبة (المتدربون) التي تُعتبر المادة النقية الخام التي تجري عليها العمليات التربوية، وتحقيق الأهداف من خلالهم، وثانيها فئة المعلمين (المدربون) وتُعتبر هذه الفئة المشرفة على تنفيذ الأهداف، باستخدام خبراتهم ومعارفهم التربوية وطاقاتهم، أيضاً استخدام الأساليب الموضوعة من النظام التربوي، لمتابعة الطلبة وإعدادهم وتكوينهم وتأهيلهم.

وثالثها الطاقم الإداري (الإداريون) أيضاً من الموارد البشرية المهمة في الإشراف على جودة سير العملية التعليمية والتربوية بشكل منظم وسهل بعيد عن الملل والتقليد، وتسهيل الظروف المريحة والمناسبة للكادر التربوي بهدف الإنجاز في تحقيق الأهداف على أكمل وجه.

الموارد المادية:

وتشمل كل ما هو ملموس في داخل المؤسسات التعليمية التربوية، مثل: المعدات والتجهيزات والمباني والمرافق ووسائل التعليم. وأهم هذه الموارد المادية هي المباني التي يجب أن تكون آمنة وصحيحة مناسبة لسير العملية التعليمية والتدريس وتحقيق الأهداف، وتُسهّل عملية التواصل بين الكادر التعليمي ببعضهم والطلبة. وأيضًا يجب تزويد المدارس بالموارد المالية لخدمة أهداف النظام التربوي، فلو حدث نقص فيها فإنه يؤثر على العمليات التربوية بشكل عام.

الموارد المعنوية:

وترتبط هذه الموارد بالفلسفة التربوية والتشريعات القانونية، لِضمان سير النظام التربوي بشكل جيد.

المدخلات البيئية:

فهي كل شيء محيط بالنظام التربوي من أوضاع محلية، وظروف محلية وغير محلية، والقيم، والعادات والتقاليد، والأفكار التي في المجتمع المحلي، حيث يقوم النظام التربوي بالتجديد والإصلاح، بسبب ظروف ومشاكل قد تحدث مع مرور الوقت في المجتمع المحلي، وتحدث هذه المشاكل بسبب ظروف سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وهذه الظروف مُحاطة بالنظام التربوي وتؤثر فيه، لذلك كان على النظام التربوي إيجاد حلول وتقليل التأثير عيها، من خلال التجديد والإصلاح من وقت لآخر حسب هذه الظروف، ووضع مدخلات جديدة تناسب هذه الظروف.

العمليات في النظام التربوي:

تُعرف العمليات بأنها الجهد المبذول لتغيير وتطوير وتحويل المدخلات من شكلها الأول إلى شكل آخر، تتحقق فيه الأهداف التي وضعها النظام التربوي، وطريقة تطبيق القوانين والأنظمة الموضوعة والاستراتيجيات والإجراءات، وكيفية استخدام المناهج التربوية في تقديمها للطلبة بالإضافة لتقديم النصائح والإرشادات المناسبة، وتنقسم إلى:

مراحل العمليات:

مرحلة التخطيط:

وهي العملية الرئيسية والمهمة التي تسير عليها عملية التعليم المُنظم. ويتم وضع خطة سنوية وخطة شهرية وخطة يومية، تسير عليها المدخلات بشكل مُنظم بحيث تشمل جميع المعلومات الموجودة في المناهج التربوية، ووضع الأساليب والاستراتيجيات المناسبة لتحقيق الأهداف الموضوعة في الخطة ضمن إطار النظام التربوي، وبما يُناسب المتدربون (فئة الطلبة)، وتكون جاهزة قبل البدء بعملية التعليم، ويدخل ضمن إطار التخطيط الموارد الرئيسية (الموارد البشرية، الموارد المعنوية، الموارد المالية).

مرحلة التنفيذ:

يتم في مرحلة التنفيذ تطبيق الخطة الموضوعة وصياغتها بشكل عملي وملموس، حيث يتم تطبيق الاستراتيجيات بشكل جيد وفي الزمن المحدد، وتطبيق الأنشطة المناسبة في الاستراتيجية المعمول فيها، واستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة والأدوات الأخرى بما يناسب المادة التدريسية لأغراض التعلم، والهدف المنشود في إطار النظام التربوي.

مرحلة التقويم:

هي عملية فحص كفاءة المعلم والمتعلم وإيجاد الخلل وتحسينه، وتجري عملية التقويم من بداية العملية التعليمة إلى الانتهاء وما بعد الانتهاء. وللتقويم أنواع هي:

التقويم التكويني:

التقويم التكويني: هو عملية تقييم مستمرة من بداية العملية التعليمية وفي أثناء سير العملية التعليمية، ويتم التخطيط لها من ضمن الخطة حتى تسير بشكل منهجي ومُنظم، بهدف إيجاد الخلل وإجراء التحسينات والتعديلات المناسبة من قِبَل المعلم والطالب، والتحسين من كفاءة التدريس قبل الخروج من عملية التعليم.

التقويم الختامي:

وهذا التقويم لا يكون من ضمن الخطة، ويسمى بالتقويم النهائي أو التقويم الختامي، وهو الإجراء الذي يتم تطبيقه على الطلبة في نهاية البرنامج التعليمي ، وبعد إجراء التقويم التكويني، في وقت محدد، لرؤية مدى تحقق المخرجات الرئيسية والأهداف في الطلبة (المتعلمين)، مثل: الاختبارات التي تتم في المدارس في نهاية الفصل الدراسي.

المُخرجات في النظام التربوي:

المخرجات: هي النتاجات التي تحققت في العملية التعليمية، وتظهر هذه النتاجات في الإنجازات التي يقوم بها الأفراد الذين تم تعليمهم ومدى هذه الإنجازات حين يستخدمون معارفهم وخبراتهم في خدمة أنفسهم والمجتمع بطريقة صحيحة في جميع المجالات الاقتصادية، السياسية، الأكاديمية والمهنية. وتظهر هذه النتاجات أيضاً أثناء انخراط الأفراد في المجتمع المحلي والخارجي و الأنماط السلوكية المرغوب بها والعادات المزروعة فيهم وثقافتهم.

التغذية الراجعة:

التغذية الراجعة: هي معلومات يتم تقديمها إلى المتعلم بهدف تعديل السلوك، أو المهارة، أو الثقافة للوصل إلى الأفضل، وهي عملية تفاعل بين مكونات النظام التربوي ببعضها البعض، وتفاعل المكونات مع البيئة المحلية من أجل تعديل خلل في النتاجات التي تم تفسيرها وتحليلها فيما إذا كانت جيدة أو غير جيدة، ويتم ذلك بالرجوع إلى المدخلات وإجراء التحسينات ووضع بدائل ممكنة يترتب عليها حساب الكلفة المادية والمعنوية والناتج منها.


شارك المقالة: