تُقدّم النظريات المعرفية أهمية عظيمة إلى مجموعة مصادر المعرفة واستراتيجيات التعلم المتعددة، فإن وعي الشخص المتعلم لما قام على اكتسابه من معارف وبالطريقة التي اكتسبها من خلالها، تقوم على رفع مستوى النشاط المعرفي للطالب، ويقوم هذا النشاط الحاصل عند الشخص المتعلم على إحداث التغيير في السلوك، وتهتم النظريات المعرفية في التدريس بالبنية المعرفية من خلال مجموعة من الخصائص، تتمثل باهتمام هذه النظرية بالتميز والعمل على التنظيم والترابط وغيرها.
ما هي النظريات المعرفية في التدريس التربوي؟
إن الحقل التربوي غني بالعديد من النظريات التي تقوم على التركيز على كيفية التعلم وتسهيل وتوضيح جميع العناصر المكونة له، ومن أجل ذلك ظهرت مجموعة من الاتجاهات المتناقضة في أغلب الأحيان، تعمل على دحض الطريق المتبع من طرف إحدى النظريات المعرفية الأخرى في توضيح ظاهرة التعلم، وتتمثل هذه النظريات من خلال ما يلي:
- نظرية الجشطلت: ظهر هذا النوع من النظريات المعرفية في ألمانيا، باعتبارها رد الفعل، وعدم قبول مجموعة من المفاهيم وأيضاً النظريات السلوكية، ودعت النظرية المعرفية الجشطلت إلى العمل على دراسة سلوك الشخص المتعلم بالحالة الكلية وليس بالحالة الجزئية المفصلة، وأن من أهم رواد هذه النظرية ” كيرت كوفكا، ماكس فرتهيمر، كوهلر” وقد اعتمدت هذه النظرية على مجموعة من التجارب المتعددة ومن أشهر هذه التجارب تجربة القرد والصناديق.
- نظرية التعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى: حاول أوزيل العمل على توضيح كيفية التعلم للمادة الدراسية بشكل لفظي من خلال هذا النوع من النظريات المعرفية في التدريس التربوي، وتسعى هذه النظرية إلى تقديم المعلومات والمعارف لمفاتيح التعلم للطالب، بهدف العمل على توجيههم منذ البداية، ويعني ذلك الأمر أن الطالب يقوم على أخذ وتناول الأفكار من المعلم التربوي بدلاً من القيام بالبحث عن هذه الأفكار أو العمل على اكتسابها.
- نظرية التعلم عن طريق الاكتشاف: إن مُنظّر هذا النوع من النظريات المعرفية هو العالِم التربوي “برونر”، واعتبر أن التعلم من خلال النظرية المعرفية بالاكتشاف يقوم على تحفيز الشخص المتعلم بشكل كبير.
وأن فهم الشخص المتعلم يتم من خلال التوصل إلى المعارف والمعلومات بواسطة الجهد الذي يبدأ بالأسئلة التي تؤدي إلى تكوين الأفكار.
وأعطى العالم التربوي “برونر” اهتمام وعناية كبيرة بالأسلوب الذي يتم من خلاله الحصول على المعارف والمعلومات أكثر من اهتمامه بالمعلومات والمعارف نفسها.
اشتهر العالم التربوي “برونر” بأسلوب المنهاج الحلزوني، وهذا الأسلوب يقوم على التسلسل والتدرج في الحصول على المعارف والمعلومات، وعند انتقال الشخص المتعلم إلى مستوى أعلى يزيد مستوى التعمق في دراسة الظواهر.