النماذج والنظرية في علم نفس الوجود

اقرأ في هذا المقال


تتمثل النماذج والنظرية في علم نفس الوجود في المعلومات المهمة التي تتعلق بالعلاقة بين النماذج والنظريات، حيث أن هناك مجموعة كاملة من المواقف تتراوح من النماذج الخاضعة للنظريات إلى النماذج المستقلة عن النظريات.

النماذج والنظرية في علم نفس الوجود

يمكن تفسير النماذج والنظرية في علم نفس الوجود من خلال العديد من النماذج التي تتعلق بالنظريات التابعة لها علميًا أو المستقلة عنها، ومنها يمكننا توضيح هذا من خلال ما يلي:

1- النماذج كشركات التابعة للنظرية

لمناقشة العلاقة بين النماذج والنظرية في علم نفس الوجود من المفيد تلخيص مفاهيم النموذج والنظرية في المنطق بإيجاز، حيث تعتبر النظرية مجموعة مغلقة بشكل استنتاجي عادةً من الجمل بلغة رسمية، حيث أن النموذج هو بنية تجعل كل جمل النظرية صحيحة عندما يتم تفسير رموزها على أنها تشير إلى كائنات أو علاقات أو وظائف هيكل.

في حين يعتبر الهيكل نموذج النظرية بمعنى أنها موصوفة بشكل صحيح من قبل النظرية، بالتالي يشار إلى النماذج المنطقية أحيانًا باسم نماذج نظرية للإشارة إلى أنها تفسيرات لنظام شكلي مجرد، وتنقل النماذج في العلم أحيانًا من المنطق فكرة كونها تفسيرًا لحساب التفاضل والتكامل المجرد، هذا أمر بارز في المجال القياسي حيث تكمن القوانين العامة في قلب النظرية.

يتم تطبيق هذه القوانين على نظام معين عن طريق اختيار وظيفة قوة خاصة، وعمل افتراضات حول التوزيع الكتلي للنماذج والنظرية في علم نفس الوجود والنموذج الناتج إذن هو تفسير أو تحقيق للقانون العام، حيث أنه من المهم الاحتفاظ بمفاهيم النموذج المنطقي والنموذج التمثيلي منفصلين وهذه مفاهيم متميزة، ويمكن أن يكون شيء ما نموذجًا منطقيًا دون أن يكون نموذجًا تمثيليًا والعكس صحيح.

ومع ذلك هذا لا يعني أن شيئًا ما لا يمكن أن يكون نموذجًا بكلتا الحالتين في وقت واحد، ففي الواقع فإن العديد من النماذج في العلم هي نماذج منطقية وتمثيلية، وهناك مفهومان رئيسيان للنظريات العلمية ما يسمى بالرؤية النحوية للنظريات وما يسمى بالرؤية الدلالية للنظريات، في كلا المفهومين يلعب النموذجان دورًا ثانويًا للنظريات وإن كان ذلك بطرق مختلفة جدًا.

العرض النحوي للنظريات في النماذج والنظرية في علم نفس الوجود يحتفظ بالمفاهيم المنطقية للنموذج والنظرية، حيث يفسر النظرية على أنها مجموعة من الجمل في نظام منطقي بديهي، ونموذج كتفسير بديل لحساب معين، من المفترض أن يكون النموذج شيئًا مألوفًا لنا وهو يخدم الغرض من جعل حساب التفاضل والتكامل الرسمي المجرد أكثر وضوحًا.

يمكن أن يكون لنظرية معينة نماذج مختلفة ويعتمد النموذج الذي نختاره على أهدافنا ومعرفتنا الخلفية، ويختلف مؤيدو وجهة النظر النحوية حول أهمية النماذج، حيث اعتقد بعض علماء النفس أن النماذج تخدم فقط غرضًا تربويًا أو جماليًا ويمكن الاستغناء عنها في النهاية لأن جميع المعلومات ذات الصلة واردة في النظرية مما يؤكد على دور النماذج التجريبية وأن المصطلحات النظرية تحصل على الأقل على جزء من معناها من النماذج.

تتخلص النظرة الدلالية في النماذج والنظرية في علم نفس الوجود من الجمل في نظام منطقي بديهي ويفسر النظرية على أنها مجموعة من النماذج، من وجهة النظر هذه النظرية هي حرفياً فئة أو مجموعة أو عائلة من النماذج أي أن النماذج هي اللبنات الأساسية التي تتكون منها النظريات العلمية، وتعمل الإصدارات المختلفة من العرض الدلالي مع مفاهيم مختلفة للنموذج، ولكن يتم تفسير نماذج العرض الدلالي في الغالب على أنها هياكل نظرية المجموعة.

2- النماذج المستقلة عن النظريات

في كل من النظرة النحوية والدلالية للنظريات يُنظر إلى النماذج على أنها تابعة للنظرية ولا تلعب أي دور خارج سياق النظرية، حيث تم تحدي هذه الرؤية للنماذج بعدة طرق حيث أشار علماء النفس إلى أن النماذج تتمتع بدرجات مختلفة من التحرر من النظرية وتعمل بشكل مستقل في العديد من السياقات، ومنها يمكن أن يتخذ الاستقلال أشكالًا عديدة وتهتم أجزاء كبيرة من الأدبيات المتعلقة بالنماذج بالتحقيق في أشكال مختلفة من الاستقلال.

النماذج مستقلة تمامًا عن النظرية وهذا أكثر الابتعاد جذريًا عن تحليل النماذج المرتكز على النظرية هو إدراك أن هناك نماذج مستقلة تمامًا عن أي نظرية، فعندما يصف النموذج التفاعل بين مجموعتين تم بناء النموذج باستخدام افتراضات منطقية نسبيًا فقط حول القياسات والمعادلات التفاضلية، لم يكن هناك قبول لنظرية التفاعلات أو نظرية النمو والنموذج مستقل عن النظريات حول موضوعه.

إذا تم إنشاء نموذج في مجال لا تتوفر فيه نظرية عندئذٍ يُشار إلى النموذج أحيانًا على أنه نموذج بديل؛ لأن النموذج يحل محل النظرية، فإن النماذج كوسيلة لاستكشاف النظرية ويمكن أيضًا استخدام النماذج لاستكشاف النظريات، والطريقة الواضحة التي يمكن أن يحدث بها ذلك هي عندما يكون النموذج نموذجًا منطقيًا للنظري.

3- النموذج المنطقي للنظريات

النموذج المنطقي هو مجموعة من الأشياء والخصائص التي تجعل الجملة الرسمية صحيحة للنظريات، وبالتالي يمكن للمرء أن يرى في النموذج كيف تلعب بديهيات النظرية في بيئة معينة وأنواع السلوك التي تمليها، ولكن ليست كل النماذج المستخدمة لاستكشاف النظريات هي نماذج منطقية، ويمكن للنماذج أن تمثل سمات النظريات بطرق أخرى.

كمثال معادلات الأنظمة غير الخطية مثل تلك التي تصف مشكلة الأجسام التي لها حلول معقدة للغاية بحيث لا يمكن دراستها باستخدام طرق الورق والقلم، وحتى عمليات المحاكاة الحاسوبية محدودة بطرق مختلفة، حيث تظهر الاعتبارات المجردة حول السلوك الإنساني النوعي للحلول أن هناك آلية للحصول على فكرة عن مدى تعقيد الديناميكيات التي تعرض نموذج بسيط للتدفق والتي توفر رؤى مهمة حول طبيعة النماذج.

4- النماذج كمكملات للنظريات

في النماذج كمكملات للنظريات قد يتم تحديد النظرية بشكل غير كامل بمعنى أنها تفرض فقط قيودًا عامة معينة ولكنها تظل صامتة بشأن تفاصيل المواقف الملموسة، والتي يوفرها النموذج وهناك حالة خاصة لهذا الموقف عندما تُعرف النظرية النوعية ويقدم النموذج مقاييس كمية لنظرية غير محددة بهذه الطريقة هي نظرية المجال الكمي البديهية، والتي تفرض فقط قيودًا عامة معينة على الحقول الكمومية ولكنها لا تقدم حسابًا لحقول معينة.

قد تكون النظريات معقدة للغاية بحيث لا يمكن التعامل معها، في مثل هذه الحالات يمكن للنموذج أن يكمل النظرية من خلال توفير نسخة مبسطة من السيناريو النظري الذي يسمح بإيجاد حل، ومنها يقوم علماء النفس ببناء نماذج ظاهرية يمكن تتبعها والتي تصف بفعالية درجات النظام قيد الدراسة التي تعطي نتائج حيث تظل النظريات صامتة.

في النهاية نجد أن:

1- النماذج والنظرية في علم نفس الوجود تتعلق بالعلاقة بين النماذج والنظريات، حيث أن هناك مجموعة كاملة من المواقف تتراوح من النماذج الخاضعة للنظريات إلى النماذج المستقلة عن النظريات.

2- يمكن تفسير النماذج والنظرية في علم نفس الوجود من خلال العديد من النماذج التي تتعلق بالنظريات التابعة لها علميًا أو المستقلة عنها أو المكملة لها أو التي تعتبر ذات قيود محددة.


شارك المقالة: