النمو الانفعالي للمراهقين

اقرأ في هذا المقال


التغيرات الانفعالية العديدة التي تطرأ على المراهق

تتميَّز مرحلة المُراهقة بوجود الكثير من التغيرات الانفعاليّة العديدة التي تطرأُ على المراهق، أغلب الانفعالات تكون من النّوع الحاد والعنيف التي تجعل صُورة المراهق غير صُورة الطّفل الهادِئ في المراحل السّابقة، إنَّ مرحلة المُراهقة من هذه الناحية تُعتبر مرحلة ميلاد جديد فصُورة المُراهق بالنّسبة للأَبوين هي صُورة الطّفل الصّغير الذي ينفَعل ويغضب لأتفه الأسباب ويثور لأيِّ سبب أو لسببٍ لا يعرفهُ الأبوان.

فالطفل في سنواته الأولى إذا اغضبتَه أو رفضت أيًّ من طلباتِه لا يقوم إلّا بالغضب والبُكاء والارتماءِ على الأرض، غير ذلك، الصّور الانفعالية الحادّة التي لا يستطيع الأبوان التحكُّم فيها فإذا تعلّم الطفل في سنوات العمر الأولى التحكُّم بالانفعالات بمساعدة الأهل أُنقذت هذه الصورة الانفعالية بالتدريج وأصبحَ أكثر طاعة ويدرك الأمور و يفهمها و يعرف حدود ذاتِه وتبدَأ سفينةُ الحياة تسيرُ به في تيار هادِئ من العلاقاتِ الودودة بينهُ وبين أبويه.

ما هو النمو الانفعالي للمراهق

وهو الجانب الأساسي في عملية النّمو الشّاملة إذ يصنّف النمو الانفعالي بشعور المُراهق نحو نفسه من جهة ونحو الآخرين من جهة أُخرى فقد كوّن عادات قويّة وثابتة في نظرتِه إلى نفسهِ وفي علاقاته مع الآخرين، خاصَّةً الكِبار المحيطين بهِ، كما أنّه يتُوق إلى أن ينمو ويُصبح كبيراً مستقلَّاً مثل الكبار الرّاشدين، بين هذا وذاك يقع المُراهق في تناقضاتٍ من الممكن أن تكون عنيفة أحياناً.

أبرز الصراعات الانفعالية للمراهق

  • الاغتِراب والتّمرُّد: المُراهق يشعُر دائماً بعدم فهم والديه له فيبتعد عن الثوابت مثل مُحاولة تأكيد الذّات وإثبات تفرُّده.
  • الإحساس بالخجَل والانطواء: الذي يُقلّل من تفاعُله الاجتماعي واندماجه؛ نتيجةً لقسوةِ الأَب أو الدلال الزّائد، هذا يجعله يعتمد على الآخرين في حلِّ مشاكله.
  • الغضب والتّوتُّر وحدة طِباعه في تعاملاته: ذلك بسبب رغبةِ المُراهق في تحقيق المطالب الخاصَّة به بالقوَّة والعنف الزائد ممَّا يسبِّب إزعاجاً كبيراً للأشخاص المحيطين به.
  • السّلوك المزعج مع من يرفضه: إذ ينشأ صِراع مُتكرِّر بينهُ وبين والديه، فيصرُخ ويسب وقد يسرق أحياناً ومرَّات كثيرة يقوم بتخريب المُمتلكات ويجادل في أمور غير مهمَّة أو يتورّط في مشاكِل داخل البيتِ أو خارجه.
  • الحب والتعاطف: تعتبر السِّمة الأساسيّة للنمو الانفعالي في المراهقة، هي الرّغبة في العطف على الاخرين وكسب عطفهم في نفس الوقت ولا شكّ أنّ عملية التعاطف المُتبادل ضروريّة لتأمِين الاستقرار العاطفيّ في حياة المراهق، إنّ المراهق بحاجة إلى الدّعم العاطفيّ وخاصَّة في المنزل وحاجة المُراهق للعَطف هو من الحاجات الأساسيّة للراشد.
  • الملل: يتكوّن الملل عندما يغيبُ المرح أو تقل الرّغبة بالحياة لدى المُراهق ويؤثِّر بشكلٍ سلبي وخطِر على نموهم بشكل عام و الملل هو نوع من الكآبة يُصيب المراهق الذي تنقصه الشّعبية بين أقرانه ويعانون من الرّفض أو الحِرمان. 

أهمية المحافظة على توازن الانفعالات عند المراهق

يُخطئ كل من يظن أنَّ الانفعالات شيء خاطئ أو جُرم يرتكبُه الأبناء، الانفعالات لها أهميتُها حيث تقوم بدفع الفرد نحو العملِ والطّموح فهي ضرورةٌ من ضرورات الحياة و تؤثِّر تأثيراً كبيراّ على مستوى نشاطِ الفرد، بحيث تمكّنه من القِيام بعملٍ يفوق طاقته وقدراته العاديّة وقد يتجاوَز حدُود التّعب اليومي، كما تُؤثِّر الانفعالات الحادّة القويّة على الصِّحة وعلى النشاطِ العقلي والاتجاهات النفسيّة والعاداتِ المُختلفة تأثيراً قد يعيق نموه وتطوره فالمراهق بحاجةٍ إلى من يُساعده على تحقيق الاتزان في حياتهِ النفسيّة بين القوّة الجارِفة لانفعالاته وبين النّقص الملمُوس في قُدراته الضّابطة التي يُمكنها أن تتحكّم في دوافِعه.

طرق علاج الصراعات الانفعالية عند المراهق

  • حاور المراهق يومياً عن أحداثِه اليوميّة وإنجازاتِه الحياتيّة، هذا الأمر يُكسبك ثقتُهم ويُشعرهم بالرّاحة وأهميَّتهم في الأسرة.
  • تواصل مع المراهق بالحُب، فالمُراهقون بحاجة إلى مشاعر الحب من الأب والأم والرّعاية دون شروط التميّز والتّفوق، يحبّون وجود الأهل حولهم ومساعدتهم وحمايتهم وتقديم الاحترام لهم فهم يحتَاجون إلى الحبِّ سواء بمحاسنِهم أومساوئهِم معاً.
  • اترك للمراهق فترة معينة من الوقت، فهو يحتاج إلى الانفراد بنفسه لكن لا تنسحب كُلياً وشاركه شؤون حياته كاملة عن طريق ممارسة بعض من الأنشطة اليومية معه مثل مُشاهدة الِتلفاز والقراءة وأشعِرهُ بأنَّ وجوده لا يُسبِّب مشكلة في حياتك.
  • دع المراهق يشارك في المناقشات العلميّة التي تتناول علاج المشكلات، عوِّده على طرح ما يُشغله وشارِكه في الحوار للوصول إلى حلٍّ مناسب.
  • أحطهُ بالأمور الجنسيّة بصورةٍ علميّة موضوعيّة؛ حتى لا يقع في أيِّ مشكلة ويكون جاهل فيقوم باستشارة أصحابِ السّوء.
  • قُم بتشجيعه على المُشاركة في النّشاط التّرويحي المُوجّه واتركه يتعايش ويتكيَّف مع جو الرِّحلات والمناسبات المختلفة ومفهوم التّسامح في بيئة الأنديّة الرياضية والثقافية.
  • لا تتكلَّم معهُ بفظاظةٍ وعدوانيّة ولا تتصرّف معه بعنف حتى تُعزِّز ثقته بنفسه ويزيد تقديره لذاته.
  • قم بتوفيرالأمان للمُراهق وأبعد عنه مخاوف التفكك الأسري أو الفشل الدِّراسي، وقدِّم له الحب والعدل في المعاملة والاستقلاليّة، تزداد فرصك في التفاهم معهُ.
  • اجعل كلامُك بلا تهديد، وخفِّف من سُلطتك عليهِ وأعطه الثقة بنفسهِ بدرجةٍ أكبر من مراقبتهِ ومتابعتِه عن بُعد.
  • عرّف ابنك المُراهق بحجم المسؤوليات التي وقعت عليهِ كَرجل وعلّمهُ كيفية الوفاء بالأماناتِ وصحِّح له المفاهيم الخاطئة في ذهنه وعلِّمهُ ببعض طرق حلِّ الأزمات.
  • تحدث مع المراهق بأنّه انتقلَ من مرحَلة الطفولةِ إلى مرحلةٍ جديدةٍ وبيان خصائص هذه المرحلة وبأنَّ مسؤولياتهُ والتزاماتهُ أصبحت أكبر وحقوقهُ ازدادت أيضاً.
  • إنّ ابنك المُراهق أصبحَ عضواً مُشاركاً في الأُسرة ويُؤخذ برأيه، فأقم معه علاقة جيدة وحميمة ولا تواجهه وتتحداه بأخطائه على العلن.
  • أعط ابنك الحريَّة الكافية ولكن بإشرافك، بيّن له أهمية احترام الوقت ولا تستخدم سُلطتك إلَّا لمنعِ وقوع الأخطاء واستمع إليه وأجب عن أسئلته بمنطقٍ وحبٍّ.

شارك المقالة: