يعتقد النهج البيولوجي أننا نتيجة لعلم الوراثة وعلم وظائف الأعضاء، إنه النهج الوحيد في علم النفس الذي يفحص الأفكار والمشاعر والسلوكيات من وجهة نظر بيولوجية وبالتالي جسدية، لذلك كل ما هو نفسي هو بيولوجي أولاً، كل الأفكار والمشاعر والسلوك لها سبب بيولوجي في النهاية؛ المنظور البيولوجي وثيق الصلة بدراسة علم النفس من ثلاث طرق.
طرق المنظور البيولوجي في علم النفس:
- الطريقة المقارنة: أنواع مختلفة من الحيوانات يمكن دراستها ومقارنتها، يمكن أن يساعد هذا في البحث لفهم السلوك البشري.
- علم وظائف الأعضاء: كيف يعمل الجهاز العصبي والهرمونات وكيف يعمل الدماغ وكيف يمكن للتغييرات في الهيكل أو الوظيفة أن تؤثر على السلوك؛ على سبيل المثال يمكننا أن نسأل كيف تؤثر الأدوية الموصوفة لعلاج الاكتئاب على السلوك من خلال تفاعلها مع الجهاز العصبي.
- تقصي الميراث: ما يرثه الحيوان من أبويه؛ هي آليات التوريث (علم الوراثة)؛ على سبيل المثال قد نرغب في معرفة ما إذا كان الذكاء العالي موروث من جيل إلى جيل، تزود دراسات التوائم علماء الوراثة بنوع من التجارب الطبيعية التي يمكن فيها مقارنة التشابه السلوكي لتوائم متطابقة؛ التي يكون ارتباطها الوراثي مع تشابه التوائم ثنائية الزيجوت التي يكون ارتباطها الوراثي 0.5، بعبارة أخرى إذا كانت الوراثة (أي الجينات) تؤثر على سمة أو سلوك معين، فيجب أن يُظهر التوائم المتطابقون تشابه أكبر لهذه السمة مقارنة بالتوائم الأخوية.
النهج البيولوجي في دراسة الدماغ:
من المهم أن ندرك أن الدماغ البشري هو قطعة معقدة للغاية من الآلات البيولوجية، العلماء فقط خدشوا السطح لفهم الوظائف العديدة لعمل الدماغ البشري، يمكن للدماغ أن يؤثر على العديد من أنواع السلوك، بالإضافة إلى دراسة مرضى تلف الدماغ، يمكننا معرفة عمل الدماغ بثلاث طرق أخرى؛ يبدأ الأطفال في التخطيط للأنشطة وتكوين الألعاب وبدء الأنشطة مع الآخرين، إذا أتيحت هذه الفرصة فإن الأطفال يطورون إحساس بالمبادرة ويشعرون بالأمان في قدرتهم على قيادة الآخرين واتخاذ القرارات.
جراحة الأعصاب:
نحن لا نعرف سوى القليل عن الدماغ ووظائفه مترابطة بشكل وثيق لدرجة أن جراحة الدماغ عادة ما تتم فقط كملاذ أخير، عانى مثلاً “HM” من نوبات صرع مدمرة تم في النهاية تجربة تقنية جراحية لم يتم استخدامها من قبل، عالجت هذه التقنية صرعه ولكن في هذه العملية كان لا بد من إزالة الحُصين (جزء من الجهاز الحوفي في منتصف الدماغ)، بعد ذلك تُرك يعاني من فقدان الذاكرة المتقدم، أي أنه كان يتذكر ما حدث له في حياته حتى وقت إجراء العملية، لكنه لم يتذكر أي شيء جديد.
مخطط الدماغ (EEGs):
هذه طريقة لتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ؛ فهي لا تؤذي وهي ليست خطيرة، يتم توصيل الأقطاب الكهربائية بفروة الرأس ويمكن تتبع موجات الدماغ، تم استخدام تخطيط كهربية الدماغ لدراسة النوم ووجد أنه خلال نوم الليل المعتاد، نمر بسلسلة من المراحل تتميز بأنماط مختلفة من موجات الدماغ، تُعرف إحدى هذه المراحل بنوم الريم (نوم حركة العين السريعة)، خلال هذا تبدأ موجات دماغنا في التشابه مع حالة اليقظة على الرغم من أننا لا نزال نائمين بسرعة، يبدو أن هذا هو الوقت الذي نحلم فيه سواء تذكرنا ذلك أم لا.
مسح الدماغ:
تم تطوير طرق دراسة الدماغ مؤخراً باستخدام أنواع مختلفة من أجهزة المسح الموصولة بأجهزة الكمبيوتر القوية، يعد التصوير المقطعي المحوسب (التصوير المقطعي المحوري المحوسب) شعاع متحرك بالأشعة السينية يأخذ صور من زوايا مختلفة حول الرأس ويمكن استخدامه لبناء صورة ثلاثية الأبعاد لمناطق الدماغ المتضررة، الأكثر تعقيد هو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني)، الذي يستخدم علامة مشعة كطريقة لدراسة الدماغ أثناء العمل.
يعتمد الإجراء على مبدأ أن الدماغ يحتاج إلى طاقة ليعمل وأن المناطق الأكثر مشاركة في أداء مهمة ما سوف تستهلك المزيد من الطاقة، بالتالي فإن ما يمكّنه المسح من القيام به هو توفير صور مستمرة للدماغ أثناء مشاركته في النشاط العقلي، تم استخدام هذه الأساليب لإنتاج صور لبنية الدماغ وعمله على نطاق واسع لدراسة اللغة ومسح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، على وجه الخصوص ينتج عنه أدلة تشير إلى أن نموذج Wernicke-Gerschwind قد لا يكون بعد كل شيء هو الإجابة على سؤال كيف تكون اللغة ممكنة.