اقرأ في هذا المقال
- الوالدية من منظور عالم النفس الفردي أدلر
- كيف يمكن للوالدية من منظور أدلر أن تسهم في تنشئة أطفال مستقلين ومسؤولين
اهتم العلماء بالأساليب الوالدية التي يتبعها الوالدين، لما لها من أهمية كبيرة على التربية الأسرية والتنشئة الاجتماعية، وكل منهم درسها بالصورة التي يراها مناسبة من وجهة نظره.
الوالدية من منظور عالم النفس الفردي أدلر
يفترض أدلر بأن يقوم التعليم الوالدي على مجموعة من الافتراضات وهي:
- كل السلوك مقصود وموجه نحو هدف.
- الغاية من الهدف هو تصحيح الشعور بالنقص والحاجة إلى الكمال.
- فكرة الهدف فريدة لكل فرد، فكل فرد يختلف عن الآخر وهذا يأتي من بيولوجيته ومحركات بيئته لتكوين هدف مثالي وقد يكون خيالي لا يمكن فعله لأنه يتطلب الكمال ومن المستحيل الوصول إلى الكمالية، إن بعض الأفراد إذا حازوا على الهدف أو أوشك على الاقتراب منه فإن هذا يعطيهم مكانة رفيعة في الجماعات مثل الأسرة، ويرى أدلر أن هذا الهدف ينمو ويتطور ويثبت في عمر خمس سنوات.
- الهدف قائم وموجود في ذهن الفرد بدرجة قليلة، الهدف في أغلبيته غير مفهوم عند الفرد، هذا الجانب غير المفهوم سماه أدلر اللاشعور.
- الهدف هو ذلك الفرع من الشخصية الذي يمنح للشخصية وحدة شاملة، وكل وظائف الفرد الأخرى بما في ذلك الوظائف الفسيولوجية خاضعة ومتماشية مع هذا الهدف، هذا النموذج الشامل أو الموّحد للحركة أطلق عليه أدلر اسم أسلوب الحياة.
- تقييم وتقدير الذات والبيئة عبارة عن أجزاء لأسلوب الحياة، ونجد جميع أساليب الحياة متواجدة في كل عملية نفسية، فالفرد يعمل بطريقة موحدة في كل سلوكه، وتفحص النظام المعزول داخل الفرد لا معنى له.
- نحن نعيش في مجتمع مع أناس آخرين لذلك فالمشكلات بالعلاقات وليست داخلية.
- هناك رغبة داخلية للتعاون مع الناس الآخرين، ولكن هذه الرغبة يجب رعايتها ومراقبتها في البيئة المناسبة للنمو الملائم، وقد أطلق أدلر على هذا التعاون بالميل الاجتماعي.
- اتصف سوء التكيف بالتمركز حول الذات ونقص الميل الاجتماعي، أي أنه عندما يكون هناك سوء تكيف لا تحل المشاكل بالمنطق السليم وإنما بالبحث في العلاقات.
- الواقع كل شخص ذاتي، ومعنى هذا أن أي شخصين سوف يفسران حدثاً معيناً بأسلوبين مختلفتين، فكل واحد منهم يتعامل مع البيئة بطريقته الخاصة وبشكل مختلف، وكل منهما يُقيّم ذاته وبيئته بطريقة الخاصة ولكل منهما أسلوب حياة خاص.
- هناك احتمالية لا حتمية، فالأفراد يضعون أساليب حياتهم، وأسلوب الحياة ينشأ من المواقف البيئية التي تواجه الأفراد، والأفراد يقررون خُطَاهم بأنفسهم.
كيف يمكن للوالدية من منظور أدلر أن تسهم في تنشئة أطفال مستقلين ومسؤولين
ألفرد أدلر، عالم النفس النمساوي، هو أحد الأركان الثلاثة المؤسسين لمدرسة التحليل النفسي بجانب فرويد ويونغ. يتميز بفلسفته في علم النفس الفردي التي تركز على الفرد ككائن اجتماعي يسعى لتحقيق الأهداف والشعور بالانتماء. تعتبر نظرياته حول الوالدية مهمة للغاية، حيث يرى أن الأسرة هي المكان الأول الذي يبدأ فيه الأفراد بتطوير إحساسهم بالانتماء والكفاءة. هنا سنستعرض كيف يمكن للوالدية من منظور أدلر أن تسهم في تنشئة أطفال مستقلين ومسؤولين.
1. مفهوم الشعور بالانتماء
الانتماء كحافز أساسي: يرى أدلر أن الشعور بالانتماء هو الحافز الأساسي للسلوك البشري. يعتقد أن الأطفال الذين يشعرون بأنهم جزء من عائلتهم سيطورون الثقة بالنفس والرغبة في المساهمة في المجتمع.
دور الوالدين: يمكن للوالدين تعزيز هذا الشعور من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة، حيث يشعر الأطفال بالحب والتقدير بصرف النظر عن إنجازاتهم.
2. التشجيع بدلاً من المكافأة
التشجيع كأداة تربوية: أدلر يفضل التشجيع على المكافأة كوسيلة لتعزيز السلوك الإيجابي. يعتقد أن التشجيع يساعد الأطفال على تطوير ثقتهم بأنفسهم ورغبتهم في التعلم والمشاركة.
تعزيز الجهد وليس النتيجة: بدلاً من التركيز على النتائج النهائية، يشجع أدلر الوالدين على تقدير الجهد المبذول. هذا يساعد الأطفال على فهم أن الفشل جزء من التعلم والنمو.
3. تطوير الاستقلالية والمسؤولية
منح الفرص لاتخاذ القرارات: يشدد أدلر على أهمية السماح للأطفال باتخاذ القرارات المناسبة لأعمارهم. هذا يعزز شعورهم بالقدرة على التحكم في حياتهم ويشجعهم على تحمل المسؤولية.
توجيه بلا تحكم: يقترح أدلر أن يكون دور الوالدين هو التوجيه والدعم بدلاً من التحكم. يشجع هذا النهج الأطفال على التفكير بأنفسهم وتعلم كيفية اتخاذ القرارات الحكيمة.
4. التعامل مع الأخطاء
تعليم التعلم من الأخطاء: يؤكد أدلر أن الأخطاء هي فرصة للتعلم وليست سببًا للعقاب. يشجع الوالدين على مساعدة أطفالهم في تحليل أخطائهم وفهم الدروس المستفادة منها.
عدم استخدام العقاب القاسي: بدلاً من العقاب القاسي، يقترح أدلر استخدام الحوار لفهم دوافع السلوك وتقديم بدائل إيجابية.
5. تعزيز القيم الاجتماعية
- تنمية الإحساس بالمجتمع: يعتبر أدلر أن تعزيز القيم الاجتماعية مثل التعاون، والاحترام، والعدالة، والتعاطف هو جزء أساسي من التربية. يشجع الوالدين على تعليم أطفالهم كيفية التفاعل بإيجابية مع الآخرين والمساهمة في رفاهية المجتمع.
تقدم فلسفة ألفرد أدلر في الوالدية رؤية شاملة لتربية الأطفال تعتمد على تعزيز الشعور بالانتماء، والتشجيع، والاستقلالية. من خلال التركيز على هذه المبادئ، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على النمو ليصبحوا أفرادًا واثقين ومسؤولين ومساهمين في المجتمع. يؤكد أدلر على أهمية العائلة كأول مكان للتعلم الاجتماعي، حيث يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع العالم من حولهم.