الوالدية من وجهة نظر درايكرز

اقرأ في هذا المقال


أول مركز لإرشاد الآباء وتعليمهم الأبوة

قام درايكز بعمل أول مركز لإرشاد الآباء وتعليمهم الأبوة الصالحة الفعالة في شيكاغو في مركز (أبراهام لينكولن) في عام 1939، حيث استنتج أساليب الأبوة الفعالة من أفكار أدلر التي تبناها في نظريته واسهاماته المتنوعة في الإرشاد الأسري.

واعتمد العالم على النمط الديمقراطي، ليساعد الآباء على تعلم كيفية توفير بيئة أسرية مليئة بالعلاقات الدافئة وتتصف بالهدوء، من حب ومودة، تفبل لذات الطفل، تعزيز الثقة في نفس أطفالهم، ليتمكنوا من وضع أهداف واضحة، يتفاعلوا مع أطفالهم بطريقة بناءة ليطوروا من قدراتهم، وتقوم على أساس الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة ومع الآخرين وتحقيق المساواة والتعاون.

المبادئ العامة التي حددها درايكرز لبرامج التعليم الوالدي

لقد قام درايكرز بتحديد الأسس والمبادىء العامة المعتمدة في برامج التعليم الوالدي فيما يلي:

  • تعتمد العلاقات والارتباطات الديمقراطية بين الآباء وأبنائهم على الاحترام المتبادل.
  • يتعرف الآباء على الأهداف الخفية التي تكمن خلف سلوك أطفالهم الخاطئ، وتفهمهم النتائج الاجتماعية لهذه السلوكيات، حتى يتمكنوا من فهم نفسية الطفل وبالتالي التعامل معه على أسس صحيحة وسليمة.
  • العلاقات الديمقراطية لا محل للعقاب والمكافأة فيها.
  • يُعتبر التشجيع وسيلة مهمة جداً للتعبير عن الاحترام والحب للطفل، تقديم الدعم له، وإعانته في تكوين صورة ذاتية عن نفسه أكثر إيجابية ويقدرها بشكل مناسب.

رؤية درايكرز حول الوالدية وكيفية تطبيقها في تربية الأطفال

رودولف درايكرز، وهو أحد تلاميذ ألفرد أدلر، قام بتطوير نظريات حول الوالدية تعتمد على الفهم العميق للسلوك البشري ودوافعه. يُعتبر درايكرز من الرواد في تعزيز التربية الإيجابية وتوجيه الأطفال من خلال التركيز على احتياجاتهم النفسية والاجتماعية. فيما يلي سنستعرض رؤية درايكرز حول الوالدية وكيفية تطبيقها في تربية الأطفال بشكل فعال.

1. فهم السلوك من خلال الأهداف

  • السلوك كوسيلة لتحقيق الأهداف: يؤمن درايكرز بأن سلوك الأطفال ليس عشوائيًا، بل هو وسيلة لتحقيق أهداف معينة مثل البحث عن الاهتمام أو السلطة، من خلال فهم الهدف الكامن وراء السلوك، يمكن للوالدين توجيه أطفالهم بشكل أفضل.

  • تحليل الدوافع: يشجع درايكرز الوالدين على محاولة فهم دوافع الأطفال والتعامل معها بدلاً من التركيز فقط على السلوك الظاهري.

2. التشجيع كوسيلة أساسية

  • التشجيع لتعزيز الثقة: يرى درايكرز أن التشجيع هو أحد أهم الأدوات التي يمكن للوالدين استخدامها لتعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم. يشمل التشجيع الثناء على الجهود والتحسينات بدلاً من النتائج فقط.

  • تجنب النقد اللاذع: ينصح درايكرز بتجنب النقد السلبي الذي يمكن أن يحبط الأطفال ويقلل من حافزهم، بدلاً من ذلك، يمكن توجيه الأطفال من خلال التعليقات البناءة والإيجابية.

3. تعزيز الاستقلالية والمسؤولية

  • إعطاء الأطفال حرية الاختيار: يؤكد درايكرز على أهمية منح الأطفال فرصة لاتخاذ القرارات المناسبة لأعمارهم، يساعد ذلك في تطوير حس المسؤولية لديهم ويعزز من استقلاليتهم.

  • التوجيه بدلاً من التحكم: يشجع درايكرز الوالدين على أن يكونوا مرشدين لأطفالهم، يقدمون لهم الدعم والإرشاد بدلاً من السيطرة والتحكم.

4. التعامل مع الأخطاء بفعالية

  • التعلم من الأخطاء: يعتبر درايكرز أن الأخطاء جزء من عملية التعلم، يشجع الوالدين على مساعدة أطفالهم في فهم الأخطاء وتصحيحها بدلاً من معاقبتهم بشكل قاسٍ.

  • التركيز على الحلول: بدلاً من التركيز على الخطأ نفسه، يوجه درايكرز الانتباه إلى كيفية تصحيح الوضع ومنع تكراره في المستقبل.

5. تعزيز القيم الاجتماعية

  • الاهتمام بالآخرين: يشدد درايكرز على أهمية تعليم الأطفال قيم التعاون والاحترام المتبادل، من خلال تعزيز هذه القيم، يتعلم الأطفال كيفية التفاعل بإيجابية مع الآخرين والمساهمة في المجتمع.

  • التواصل الفعّال: يدعو درايكرز الوالدين إلى تشجيع الحوار المفتوح والصريح مع أطفالهم، مما يساعد في بناء علاقات قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.

تعتبر فلسفة درايكرز في الوالدية جزءًا من التربية الإيجابية التي تركز على فهم دوافع الأطفال وتوجيههم بشكل يدعم استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم. من خلال التشجيع، والتوجيه، وتعزيز القيم الاجتماعية، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على النمو ليصبحوا أفرادًا مسؤولين ومندمجين بشكل إيجابي في المجتمع. تعتمد هذه الفلسفة على التواصل المفتوح والاحترام المتبادل بين الوالدين والأطفال، مما يخلق بيئة داعمة ومثمرة للجميع.


شارك المقالة: