لغة الجسد بحدّ ذاتها ضرورة لا يمكن لنا الحياد عنها، فهي أسلوب حياة حتى أنّه لا يمكننا التواصل مع شخص لا يجيد التصرّف بلغة جسد معبّرة تتناسق وتدعم ما يقوم بالتلفّظ به من كلمات، فهي فطرية وجدت معنا ومكتسبة نقوم على اكتسابها وتطويرها من الآخرين بمرور الوقت.
أبرز الوصايا الأساسية لتعلم لغة الجسد:
الملاحظة وترجمة السلوكيات الخاصة غير الملفوظة:
تتألف السلوكيات غير المنطوقة من مجموعة من إشارات الجسد المعبّرة، والتي تكون متشابهة نسبياً لدى الجميع، ففي محاولتنا للتعرف على الإشارات الخاصة بلغة الجسد، سنحتاج إلى أن نراقب بدقّة الأنماط السلوكية للأشخاص الذين نتعامل معهم بصفة منتظمة كالأصدقاء والعائلة وزملاء العمل والأشخاص الذين نتواصل معهم بصفة مستمرة.
كلّما عرفنا شخصاً ما بشكل أفضل، أو تعاملنا معه لفترة أطول، سيكون من السهل علينا اكتشاف المعلومات الأساسية عنه بحيث تتشكّل لدينا قاعدة بيانات عريضة نعتمد عليها في إصدار أحكامنا، فمثلاً إذا لاحظنا أنّ أحد أخواننا المراهقين يقومو على حكّ رأسه وعضّ شفاهه عندما يكون مقبل على اختبار، فقد يكون ذلك تصريحاً خاصاً موثوقاً به يوضّح اضطرابه أو نقص استعداده، ممّا لا شكّ فيه أنّ ذلك أصبح جزءاً من مجموعة الأعمال التي يقوم بها معبّراً عن توتّره، وسنراها مراراً وتكراراً ﻷنّ أفضل مؤشر على سلوك المستقبل هو سلوك الماضي.
التعامل مع الآخرين من خلال معرفة سلوكهم الأساسي:
لكي نستطيع التعرّف على السلوك الأساسي للأشخاص الذين نتعامل معهم بطريقة منتظمة، نحتاج إلى أن نلاحظ كيف يبدون عادة، كيف يجلسون، أينّ يضعون أيديهم، وما هو الوضع الطبيعي ﻷقدامهم، وما هي وضعية جسدهم وتعبيرات وجوههم الشائعة، وما هي حركات رؤوسهم، وأين يحملون ممتلكاتهم بشكل عام مثل حافظة النقود مثلاً، فكلّ هذه الأمور تعتبر من أبرز ما يقوم الجسد بالتعبير عنه، ويجب أن نكون قادرين على التفريق بين تعبيرات الوجه الطبيعي والوجه عند الشعور بالتوتّر.
إنّ عدم إدراكنا للسلوك الأساسي للأشخاص يضعنا في نفس موقف الآباء الذين لا ينظرون إلى حلوق أطفالهم حتّى يصابوا بالمرض، في هذه اللحظة يتصلون بالطبيب ويحاولون أن يصفوا ما يرونه داخل حلوق أطفالهم، ولكنهم لا يملكون أية وسائل للمقارنة ﻷنهم لم ينظروا مطلقاً لحلق أطفالهم عندما كانوا في وضعية سليمة في الماضي، فنحن من خلال ملاحظة ما هو طبيعي، نبدأ في إدراك وتمييز ما هو غير طبيعي.