بغض النظر عن خيوط الجدل التي تسعى إلى تبرير الادعاءات الأخلاقية للأعمال غير الملموسة والمشكلات المركزة إلى حد ما مع آراء علم النفس لتفرد الشخص بأفكاره، هناك العديد من الانتقادات العامة لحقوق التحكم في المُلكية الفكرية التي يجب مراعاتها.
انتقادات عامة للملكية الفكرية في علم النفس
تتمثل انتقادات عامة للمُلكية الفكرية في علم النفس من خلال ما يلي:
1- المعلومات ليست ملكية
يجادل النقاد من علماء النفس بأن المعلومات ليست نوعًا من الأشياء التي يمكن امتلاكها أو التفرد بها وليست شيئًا يمكن أن يكون مُلكية، حيث يتم تعريف هذه الفكرة عادةً بكائنات المعلومات، مثل الأرقام والقضايا هي أشياء مجردة والتي لا يمكن أن تتفاعل سببيًا مع الأشياء المادية، وبالتالي لا يمكن امتلاكها أو حيازتها.
الفكرة هنا على سبيل المثال أنه مهما كانت المفاهيم التي يمكن تطبيقها بشكل صحيح على الأشياء المجردة، في هذا الرأي فإن مفهوم المُلكية وفقًا لهؤلاء المنظرين لا يمكن أن تفعل ذلك، وكمسألة مفاهيمية فإن مصطلح المُلكية الفكرية في أحسن الأحوال لا ينطبق على أي شيء وفي أسوأ الأحوال غير متماسك.
هذا التحليل عرضة لاعتراضين على الأقل أولاً، أنه ليس من الواضح أن المُلكية كمسألة مفاهيمية تتطلب الحيازة المادية، بحيث يمكن للمرء أن يجادل بأن جوهر المُلكية الفكرية يتألف من قوة القدرة على استبعاد الآخرين من سلوكيات معينة تشمل الكيان ذي الصلة، وليس في السيطرة المادية أو حيازة الكيان.
ثانيًا، الادعاء بأن كائنات المعلومات لا يمكن أن تكون ملكية لا يعني أنه من غير المشروع منح المؤلفين أو منشئي المحتوى حقًا قانونيًا لاستبعاد الآخرين من الاستيلاء على تلك الأشياء دون موافقتهم.
2- المعلومات غير المتنافسة
جادل الكثير من علماء النفس الذين يقدمون انتقادات عامة للملكية الفكرية في علم النفس بأن الطبيعة غير التنافسية للمصنفات الفكرية تشكل أساس دعوى ظاهرة الوجاهة ضد حقوق تقييد الوصول؛ نظرًا لأن المصنفات الفكرية لا تُستهلك عادةً من خلال استخدامها ويمكن أن يستخدمها العديد من الأفراد في نفس الوقت.
فلدينا حِجَة قوية هنا ضد المُلكية الفكرية الأخلاقية وهي أحد أسباب الحيازة على نطاق واسع للأعمال الفكرية هو أن العديد من الناس يعتقدون أن تقييد الوصول إلى هذه الأعمال غير مبرر، إذا كان من الممكن استخدام واستهلاك عمل ملموس أو غير ملموس من قبل العديد من الأفراد في وقت واحد ولا يوجد منافس، فيجب السماح بالوصول والاستخدام الأقصى.
في حين ان المصنفات الفكرية التي تندرج في مجالات البحوث النفسية وحماية الأسرار التجارية غير متنافسة في علم النفس التنظيمي، ويترتب على ذلك وجود دعوى ظاهرة الوجاهة المباشرة ضد المُلكية الفكرية أو للسماح بالوصول الأقصى إلى المصنفات الفكرية.
نقطة الضعف في هذه الحِجَة هي أن المعلومات الشخصية حساسة وأنه من الخطأ الادعاء بأنه لمجرد أنه يمكن استخدام هذه المعلومات واستهلاكها من قبل العديد من الأفراد في وقت واحد، فقد تم إنشاء ادعاء أخلاقي للوهلة الأولى للوصول إلى أقصى حد، حيث تنطبق هذه الحِجَة أيضًا على المعلومات الشخصية والأفكار الخاصة.
ويشير علماء النفس الذين يقدمون انتقادات عامة للملكية الفكرية في علم النفس إلى أن الادعاء بأن استهلاك المعلومات هو أمر غير منافس لا يعني في حد ذاته أن لدينا حقًا من أي نوع في تلك الأشياء، في حين أن هذا يوفر بالتأكيد سببًا ضد التفكير في أن حماية المُلكية الفكرية مبررة أخلاقياً، إلا أنه لا يخبرنا بأي شيء عما إذا كان لدينا حق من نوع ما لأنه لا يحتوي على أي معلومات حول الخصائص الأخلاقية.
3- المعلومات مجانية
يجادل علماء النفس الذين يقدمون انتقادات عامة للملكية الفكرية في علم النفس بأن المعلومات تستحق الاعتبار الأخلاقي بحكم كونها على قيد الحياة ومستمرة ومتنقلة، من وجهة النظر هذه فإن المعلومات هي شكل من أشكال الحياة مع المطالبة بالاستقلالية التي ترتكز على المصالح والمتعة والرغبات الخاصة بها، كما أن كائنات المعلومات هي أشكال الحياة من جميع النواحي ولكنها أساس متشابه وتتكاثر ذاتيًا وتتفاعل مع محيطها.
يمكن الطعن في هذا الانتقاد لعدة أسباب أولاً، رؤية أنه من غير المعقول ببساطة التفكير في الأشياء المجردة على أنها لها رغبات أو حتى مصالح، فمفهوم الرغبة هو أن الكائنات الواعية فقط هي القادرة على امتلاك الرغبات، على الرغم من أن الكائن الواعي يمكن أن يكون لديه رغبات لاشعورية، إلا أن الاستحقاقات غير الواعية لا توصف بدقة على أنها تمتلك رغبات أكثر من كونها تمتلك آمالًا.
ثانيًا، حتى لو كانت كائنات المعلومات لديها رغبات أو اهتمامات، فإن البعض لا يعطي أي سبب للاعتقاد بأن لديهم رغبة أو مصلحة في أن يتم إتاحتها مجانًا للجميع، بالتأكيد فإن الادعاء القائل بأن إتاحتها مجانًا للجميع بشكل ما يفيد كائنات المعلومات يحتاج إلى حِجَة إذا لم يكن هناك سبب آخر غير ذلك فهو أمر غير منطقي.
4- حجة الطبيعة الاجتماعية للمعلومات
وفقًا لهذا الرأي من انتقادات عامة للملكية الفكرية في علم النفس تعتبر المعلومات منتجًا اجتماعيًا ويفيد فرض قيود الوصول بشكل غير ملائم خاصة للباحثين، حيث ينشأ الأفراد في مجتمعات تمنحهم المعرفة التي يستخدمها هؤلاء الأفراد بعد ذلك لإنشاء أعمال فكرية من جميع الأنواع.
من وجهة النظر هذه فإن اللبنات الأساسية للأعمال الفكرية مثل المعرفة هي منتج اجتماعي، ويجب ألا يمتلك الأفراد مُلكية حصرية ودائمة للأعمال التي يقومون بإنشائها لأن هذه الأعمال مبنية على المعرفة المشتركة للمجتمع والتي يتوجب تناقلها بين الجميع والاستفادة منها، حيث إن السماح بحقوق الأعمال الفكرية سيكون مماثلاً لمنح المُلكية للفرد الذي وضع آخر لبنة في سد الأدوار الاجتماعية العامة.
يتهم البعض من الذين يقدمون انتقادات عامة للمُلكية الفكرية في علم النفس أن المدافعين عن حِجَة الطبيعة الاجتماعية ضد المُلكية الفكرية لا يرون أنها قد تكون أكثر من اللازم، ولكن مثل المدافع عن حِجَة السبب الأول لوجود المعرفة الذي يركب مبدأ السببية الكافية إلى نقطة معينة ثم يتخلى عنها بشكل ملائم أو الطبيعة الاجتماعية لوجهة نظر الملكية الفكرية كافية لتقويض الملكية الفكرية أو التحكم القوي في الأعمال الفكرية.
في النهاية نجد أن:
1- هناك العديد من علماء النفس الذين يقدمون انتقادات عامة للملكية الفكرية في علم النفس، حيث أنها ذات جدل كبير خاصة لأنها تتعلق بالمعرفة وجمع المعلومات.
2- تتمثل انتقادات عامة للملكية الفكرية في علم النفس من حيث أنها ترتكز بشكل كبير بماهية المعلومات وكيفية تزويد الأشخاص المقابلين لنا بها.
3- تتضمن انتقادات عامة للملكية الفكرية في علم النفس أن المعلومات ليست شخصية وخاصة بشخص واحد وهذه المعلومات لا تعبر عن منافسة وهناك من ينجح أو يفشل، بالإضافة بأن المعلومات تعتبر مجانية ومستمرة بين الأفراد والمجتمع.