انضباط الطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من التفكير التقليدي عند أغلب الآباء والأمهات أن الطفل الجيد هو الطفل المطيع، يُضرب ويصرخ عليه ليخضع من قبل أحد الوالدين، كيف تخبر مثل هؤلاء الآباء أن هذه التصرفات مع الأبناء شديدة الخطأ، وكيف يخبر الطفل عن الشعور بالإهمال لأنه يتعامل معه بطريقة غير سوية، إن الأبناء ليسوا من الضروري أن يتربوا على نفس النمط الذي تربوا عليه الآباء، مع الضرورة بإرضاء الوالدين بطريقة التعامل معهم، إن الأبناء يوضعون في ضغوط الآباء والأقران والتنمر، إن انضباط الأبناء لا يعني بالضرورة تحكم الآباء بهم في أسلوب حياتهم ككل.

انضباط الطفل في الإسلام

ما يتعين على الوالدين فحصه هو ما إذا كان الجيل الجديد من الآباء والأمهات غير الراغبين في ضرب أطفالهم يتركون فراغًا فيما يتعلق بإدارة سلوك الأطفال وانضباطه، فكثير من الآباء يتساءلون كيف نجعل أطفالنا يستمعون إلينا ويحترموننا؟ هل انتقل الآباء من الإساءة الجسدية لأطفالهم إلى عدم وضع حدود أبوية لهم على الإطلاق؟

أحب ما في المفهوم الإسلامي أنه عندما يفعل الفرد  أشياء بهدف إرضاء الله فإنه ينخرط في العبادة، حتى لو كانت مجرد أفعال يومية، لذا فإن طهي الوجبة عمل روتيني، أما الطهي لإرضاء الله بإطعام خليقته، يصبح عبادة، إن من المؤكد أن تكون تربية الأطفال عملاً شاقًا وصعبًا، ولكن عند الانخراط في نية إرضاء الله والقيام بالعمل الذي كلفنا به، فإنها تصبح عبادة من البداية إلى النهاية، الاستيقاظ في الليل، وصعوبات الرضاعة الطبيعية، والتعب، وواجب الانتباه إلى ما تقوله وتفعله، واضطرارك إلى مراقبة صغارك باستمرار، كل ذلك يصبح عبادة لله تعالى.

يؤمن المسلمون أنه من خلال الكلمات الجميلة، وتهدئة في التعامل مع الأبناء، والعمل معهم ومشاركتهم مشاكلهم، وجميع هذا يساعد على انضباط الطفل، مع وضع هذا التفكير في الاعتبار، يصبح من الأصعب بكثير صفع الطفل ويصبح من الأسهل بكثير أن تتنفس وتتصرف معه بعقلانية.

الإسلام والتعامل مع الأبناء

يشجعنا الإسلام على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا اليومية بما في ذلك تربية أبنائنا، تجسد أسلوبه في التعامل مع عائلته باللطف والرحمة، يخبرنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أن المودة والرحمة تجاه الأطفال من الضروريات إذا أراد الآباء في مساعدتهم على انضباط الأبناء.

كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يُعرف قط أنه ضرب طفلاً، بدلاً من ذلك، يتم تشجيع الوالد المسلم على التدريس من خلال القدوة الحسنة وعدم تشجيعه على التأديب حتى يبلغ الطفل السابعة من عمره،  في سبع سنين يبدأ الطفل سن التربية الجيدة، هذه هي السنوات التي تتطلب الحزم والتعليم في تربية الطفل وتعليمه الأخلاق الحميدة، ومرة ​​أخرى يكون التركيز على الحزم وليس العنف، بمجرد أن يبلغ الطفل سن البلوغ، يصبح دور الوالدين دور الصديق والموجه حيث يعتبر الطفل كبيرًا بما يكفي ليكون مسؤولاً عن أفعاله.

طرق الانضباط للطفل

إن من الضروري تطبيق فكرة الأبوة والأمومة اللطيفة والأكثر سلمية، أقل احتكاكًا ومزيدًا من اللطف بين الأبناء والآباء، وتطبيق فكرة أنه لا بأس في تدليل الأطفال أحيانًا وقول نعم لهم، لا يجب أن يتصرف الوالدين مثل الطغاة، لا بأس في أن يكون المنزل في حالة من الفوضى، لا بأس أن لا يكون الطفل مثاليًا.

إن من الضروري أن يدرك الآباء أن الأبوة والأمومة هي عملية تعلم؛ بالآباء خائفون لأنهم يحظون بفرصة واحدة فقط مع كل طفل من الأطفال في التربية والانضباط، لكن يجب أن يدرك الأهل أن عندما يرتكب الطفل خطأ، يمكن التوقف والاعتذار والموافقة على المحاولة مرة أخرى، كل يوم هو يوم جديد وفرصة جديدة للقيام بالأشياء بأفضل طريقة ممكنة.

لذلك عندما يحتاج الآباء إلى تأديب الأبناء يمكن ضربهم للضرورة القصوى، يجب أن يكون الضرب ضرب تأديبيا وليس الهدف هو الضرب نفسه وأن يبتعد الآباء عن الوجه في الضرب وأن يضع الوالدين مثلًا العصا أمام الباب حتى يتذكر الأبناء عندما يريدون أن يعملوا الخطأ أن أمامهم العقاب.

على الآباء أن يعلموا الأبناء الانضباط دون اللجوء في أغلب الوقت إلى العصبية والشتم والقسوة في التعامل فالأبناء زمانهم غير زمان الآباء والبيئة والتكنولوجيا والتفكير يختلف في عصر الأبناء عن الآباء فيجب على الآباء وضع كل ذلك في الحسبان، ولا ينبغي على الوالدين إفلات الأبناء وتركهم دون ضبط ومراقبة؛ حتى ينشأ جيل سوي خالي من الانحلال.


شارك المقالة: