أنواع الطلاق من الزوج الذي لا يقع في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


عندما تحدث ظروف وينطق بها الزوج بالطلاق، لا يكون وجوب انفصال الزوج والزوجة بشكل دائم، فإن الإسلام كان محددًا لهذا الانفصال ووضع قوانين محددة لذلك، ووضع الدين الإسلامية للطلاق شروط حتى يقع، وفي الإسلام يكون للزوجة حق الفسخ كما يكون لها حق الزواج والطلاق، حيث أن كل من الرجل والمرأة لهما نفس الحق في ذلك.

أنواع الطلاق من الزوج الذي لا يقع في الإسلام

هناك شروط حتى يقع الطلاق على الزوجة، فهناك أنواع طلاق لا يقع إلا بشروط، منها:

1- الطلاق فترة الدورة الشهرية

إذا قرر الزوج تطليق زوجته فعليه الانتظار أولاً حتى تكمل الدورة الشهرية، يمتنع الزوج عن العلاقة الجسدية معها فترة الدورة الشهرية، وعلى الزوجة بعد طلاقها بهذه الطريقة، أن تبقى في بيت زوجها مدة ثلاث دورات شهرية.

ومن فوائد عدم وقوع الطلاق من أثناء الدورة الشهرية مراعاة لظروف الزوجة النفسية والفسيولوجية، فان الإسلام ضبط كل شيء بقواعد تهم الأسرة وتحافظ عليها، ليدرك الزوج مراعاة ظروف الزوجة، ويعلم الأسرة ككل مراعاة ظروف كل فرد على حدا.

كما لا يقع الطلاق على الزوجة المطلق مرة أخرى وهي في فترة العدة، وهي الفترة التي تبقى بها الزوجة من غير زواج من رجل آخر فهو محرم شرعًا، ويجوز للزوج إرجاع زوجته دون مهر وعقد جديدين، وهذا من باب المحافظة على الأسرة وجعل الأهمية القصوى للمّ شمل الأسرة وعدم تشتتها.

2- لا يقع الطلاق وقت الغضب الشديد

أغلب المشاكل التي تفكك روابط الأسرة سببها الغضب؛ لذلك لم يجعل الإسلام من الغضب منفذ للطلاق بين الزوجين.

3- أثناء الحمل

إذا وقع الطلاق والزوجة حامل لا يقع الطلاق على الفور، بالنسبة للمرأة وتكون المدة من أول يوم حمل حتى ولادة الطفل، لا يقع الطلاق أثناء الحمل وذلك للمحافظة على نفسية الزوجة الحامل، حتى لا تتأثر الأم وجنينها بذلك.

متى يمكن للزوجة الرجوع لزوجها الذي طلقها

إذا طلق الزوج زوجته ودخلت في العدة، تراجع الزوج عن قراره خلال فترة العدة فلا داعي للزواج من زوجته من جديد، يعتبر الاثنان زوجًا وزوجة مرة أخرى، إذا حدث بعد بطلان هذا الطلاق لسبب ما، حالة غير مرغوب فيها مرة ثانية و الزوج ينوي تطليق زوجته، فقد نص القرآن الكريم على أن للزوج أن يمارس حقّه في الطلاق للمرة الثانية أيضاً.

فلا داعي للزوج التلفظ بالطلاق ثلاث مرات، وينطق بلفظ الطلاق مرة واحدة فقط لتطليق زوجته، مرة أخرى، يجب مراعاة فترة ما بعد الطلاق بالطريقة الصحيحة في هذه الفترة، يمكن للزوجة عدم الخروج من بيت زوجها، وذلك حتى يسهل باب الرجوع بين الزوجين قدر المستطاع.

وللمرأة حق متساوٍ في الطلاق، والفرق الوحيد هو أنها تطلب الطلاق من زوجها، إذا رفض الزوج، يحق لها رفع الأمر إلى المحكمة، سيتم بعد ذلك الفصل في الأمر بحكم القاضي، وهذا يبرهن عدل الإسلام ومساواة الرجل والمرأة بالحقوق والواجبات.

أسباب الطلاق في الإسلام

وقد ينتقد البعض مبدأ الطلاق فيقول إذا كان الطلاق مكروهاً حقاً في الإسلام، فلماذا لم يحرمه؟ في الأساس كيف يمكن بين الحلال الشرعية والبغضاء؟ لماذا أباح الإسلام الطلاق وما هي فلسفته؟

والجواب هو وإن كان الطلاق مكروهاً، إلا أنه في بعض الأحيان ضرورة لا يمكن اجتنابها، على سبيل المثال يعتبر الاستئصال الجراحي لأجزاء من الجسم مؤلمًا ومقيتًا، ولكنه ضروري في حالات معينة يفيد البشر؛ كذلك إذا كان استمرار الزواج تعذيباً لا يحتمل للزوج والزوجة ولا يمكن حل المشكلة بأي طريقة أخرى، فقد يكون الطلاق هو الحل الأفضل.

حين يتم إخماد نيران حب الزوج والعاطفة بين الزوجين تمامًا، وتتراجع  مكانتها وتخلو من الجاذبية، وأسس الأسرة في حالة خراب دائم، والبيت الذي لا حب فيه بارد ومظلم؛ لم يفقد الهدوء فحسب بل هو بمثابة سجن.

الزواج هو اتحاد طبيعي بين الرجل والمرأة، إنه مختلف تمامًا عن جميع العقود الاجتماعية الأخرى، مثل المعاملات وعقود الإيجار و الرهن العقاري ومعاهدات السلام؛ لأنها معاملات اجتماعية و تعاقدية بالكامل بدون غرائز طبيعية، بينما الزواج هو اتحاد طبيعي له جذوره في جوهره ويتكون به غرائز الأزواج وينبع من الاحتياجات والرغبات الطبيعية، ينشأ الزواج عن الانجذاب الداخلي للرجل والمرأة ورغبتهما في التوحيد والربط والإجماع.

لكل من الزوج والزوجة جانب مختلف لإظهار الحب والرغبة بالآخر، بالنسبة للرجال يتجلى في الحب والعاطفة والرغبة والاستحواذ على الأنثى، بالنسبة للنساء فإنه يظهر كتجميل الذات والجاذبية، وسحر قلب الرجل، ويريد الرجال أن يمتلكوا زوجاتهم بالمعروف، والنساء يردن أن يكن محبوبات لأزواجهن وأن يبلغن قلوبهم.

وترتكز أسس الأسرة على هذين المبدأين، وإذا حقق كل جزء من الزوجين رغباته الداخلية، فإن مؤسسة الأسرة تصبح دافئة وممتعة وجميلة، ويشعر الرجال بالتشجيع من قبل أسرهم ويعملون بجد لتأمين راحة الأسرة ورفاهيتها، وتعتبر النساء أنفسهن سعيدات وناجحات ويسعين بجد في رعاية أزواجهن وأطفالهن ومنزلهن.

من ناحية أخرى إذا لم يكن للزوج مودة تجاه زوجته الشرعية أو العكس، ويحتقر رؤيتها ومخاطبتها، وإذا شعرت الزوجة أنها سقطت من مكانتها المحبوبة وأن زوجها لا يحبها، فقدت الأسرة اثنين من ركائزها الأساسية.

فوائد وسلبيات الطلاق في الإسلام

إن العيش في مثل هذه الأسرة الباردة والمكسورة أمر صعب ومؤلّم لكل من النساء والرجال، واستمراره ليس لصالح أي منهما، في مثل هذا الوضع رغم أن الإسلام اعتبر الطلاق مكروهاً، إلا أنه يعتبر أفضل حل وبالتالي يسمح به، ومن ثم فإن تبرير الطلاق يكون لمثل هذه الحالات.

عندما يكون لدى الرجل والمرأة أخلاق ومواقف متضاربة أو على عكس المعتقدات، قد يكون كلاهما أناني وحاقد وغير مرن ويقاتل باستمرار؛ قد لا يستمعون إلى العقل أو النصيحة أو يرفضون ضبط أنفسهم وتصحيحها، فيصبح العيش في مثل هذه الأسرة مرهق ومؤلِم، والإبقاء عليها لا يخدم مصلحة المرأة ولا لصالح الرجل، في مثل هذه الحالات يبدو أن الطلاق هو الحل الأفضل وبالتالي يصرح به الإسلام.

في النهاية هذا رأي الشريعة فيما يتعلق بمفهوم الطلاق، وضع القانون لإصلاحه المواقف التي يكون الزوج والزوجة على حافة الطلاق، حيث جعل الإسلام الطلاق أكثر من مرة؛ حتى يمكن للزوجين من مراجعة نفسيهما والرجوع أن أمكن، وقبل الطلاق يجب على الزوجين مراعاة التفكير بعدم تربية الأطفال قدر الإمكان بعيدين عنهما، ووجوب التنازل لأخطاء بعضهما البعض وتقبلها وعدم اللفظ بمفهوم الطلاق على أي سبب تافه.


شارك المقالة: