بر الوالدين واجب الأبناء في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


احترام الوالدين في الإسلام من الأمور الضرورة، تعتبر أهمية اعتبار الوالدين جزءًا مهمًا لتكوين الأسرة السليمة السوية، إن مفهوم بر بالوالدين هذا ينطبق بشكل خاص على دين الإسلام الحنيف، في الإسلام ليس بر الوالدين وإحسان للوالدين شيئًا يجب القيام به مرة واحدة في السنة مثل بعض الشعوب، بل  يجب أن يشعروا الآباء والأمهات بالإطراء والتقدير كل يوم.

بر الوالدين في الإسلام

قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً”، الإسراء،23ـ25.

لا يمكن للمسلمين الملتزمين بأوامر الله تعالى أن يكونوا قساة مع والديهم، الجائزة الاستثنائية المقدمة للأفراد الذين يبرون والديهم، وخاصة أمهاتهم، هي الرضا من الله تعالى والجنة، ومع ذلك، فقد تم إعطاء تحذير شديد القسوة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عن العقوق بالوالدين، الذي ربط الله تعالى بر الوالدين في نفس الآية التي تدعو بها إلى عبادة الله تعالى وحده.

يمثل غضب الله تعالى في عدم المراعاة التعاليم الخاصة في بر الوالدين، إن التكريس الوالدين وطاعتهما ومكافأتهما بالكرم مثبت في الدين الإسلامي، فإن الاستسلام لأمر الله تعالى هو الالتزام قبل كل شيء تطبيق تعاليمه، يمكن أن تكون معاملة الوالدين الجيدة هي السبيل إلى الجنة، قد يؤدي السلوك العدواني تجاههم إلى دخول الأبناء في النار.

يدرك الإسلام أهمية الأسرة النووية، ومن الضروري وجود صلة محترمة ومحببة بين الآباء والأبناء، بعد الله تعالى، فإن الوالدين يستحقون التقدير والخضوع، يلتزم المسلم بإظهار الخير والرفق مع والديهم، هناك حالة خاصة واحدة يجب على الأبناء عدم موافقة الآباء عليها وهي الشرك بالله تعالى، أو أي شيء غير مسموح به في الإسلام، في هذه الحالة، يجب على الطفل ألا يمتثل لأوامر الوالدين، وهذا الشيء لا يلغي الالتزام والاحترام والعطف للوالدين.

للأسف يعامل العديد من الأفراد والديهم بالطريقة التي لا يستحقونها، يتشاجر الصغار باستمرار مع والديهم بسبب مشاكل بسيطة، هناك بعض المراهقون الذين يتجاهلون والديهم، ويفضلون قضاء الوقت وتفريغ طاقتهم مع رفقائهم أو على الويب.

مع التقدم ​​في السن، سيتغاضى بشكل عام الأبناء أن الوالدين يكبرون، وقد دفعوا إلى العيش بمفردهم أو في دور رعاية المسنين بينما يعيش الأبناء مع أسرهم، ليس هذا الإهمال فحسب، بل هو محرم بحكمة في الإسلام، لقد أمر الله تعالى بمعاملة أولياء الأمور بأقصى درجات الاحترام واللطف.

احترام الوالدين من أهم سمات الإسلام

والالتزام والتفاني تجاه الوالدين، يشدد الإسلام على صفات المغفرة والصبر والاحترام للوالدين، لقد رسم الله تعالى طرق معاملة الوالدين الأخلاقية وحذر من معاملتهم بقلة احترام، هناك العديد من هذه الإشارات في القرآن الكريم، حيث يقترن الرأفة بالوالدين مع جانب أساسي من جوانب الإسلام، وهو عبادة الله تعالى وحده، يشير هذا إلى أن التعاطف مع الوالدين؛ حتى لو كانا غير مسلمين، يعبدان الأوثان، فإن احترامهم هو أمر حيوي للغاية ومفروض في الحياة الإسلامية.

قال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، الإسراء، 23.

لا ينبغي أن ينقل الأبناء أي تعبير عن الاعتراض إلى أحد الوالدين، ولا حتى نظرة الحدة أو الازدراء، يمكن اعتبار الوالدين نوعًا من أنواع الطرق لمرضاة الله تعالى، شرع الله تعالى في قرآنه الكريم بأن الوالدين يستحقون الإحسان، لأنهم ربوا أطفالهم بالحنان والحب والعطاء، أن العشق واللطف تجاه الآباء هو نهج طيب القلب للعلاقة بين الوالدين والأطفال، يؤكد الله تعالى بصرامة على سوء المعاملة والسلوك الفاحش تجاه الوالدين، ويربطها بنفس محبة عبادته، يتحدث أيضًا عن الحب والاحترام الذي يتمتع به الأبناء ليكون هو نفسه للوالدين.

أوضح الله في بضع آيات من القرآن أن الالتزام والتفكير والتقدير تجاه الوالدين هو جزء أساسي من الإسلام. على أي حال، فإن النساء في الإسلام وخاصة الأمهات قد تم تمييزهن بأعلى درجات الاحترام والالتزام.

وظيفة الأم والأب في الإسلام

ما صحّ عن عبد الله بن مسعود حيث قال: “سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي”، متفق عليه.

وظيفة الأم في الأسرة الإسلامية لها نفس الأهمية أو أكثر، إن لم تكن أشبه بوظيفة الأب، هو المورد والمدافع عن عائلة، إنها تمر بكل من المسرات والتحديات المتعلقة بالحمل وإنجاب النسل، تكرس عقلها كاملًا لدعم أطفالها والتفكير بهم؛ فهي تقوم بتربيتهم وتعليمهم أن يكونوا أشخاصًا أمناء ومخلصين، تطبخ وتنظف وتساعد وتعلم، هي مسؤولة أيضًا عن رفاهيتهم العاطفية والجسدية وازدهارها، وبالتالي فإن الأطفال مدينون لأمهاتهم بالرعاية والحب والدفء والاحترام والتفاني، إن المهمة التي كلفها الله تعالى للأمهات هائلة.

لا تقل أهمية الأب عن أهمية الأم، ويرى الإسلام أن وظيفة الأب هو رأس الأسرة، الذي يراعي زوجته وأولاده، يعتبر القرب من شخصية الأب أمرًا أساسيًا في نظام الأسرة، لا سيما كموفر للغذاء لهم، يجب أن نفهم أن آباء خدموا كثيرًا لدرجة أن الأبناء لا يستطيعون أبدًا سداد ديونهم بالكامل، ومع ذلك نلاحظ أن وظيفة الأب مُدرجة بشكل عميق في الإسلام.

الآباء مهمون لأن الله تعالى أمرهم سبحانه وتعالى ببذل جهد كبير لإعطاء الطفل الضروريات الجسدية والتعليمية والعقلية والعميقة، لقد أعطى الله تعالى للأب الكثير من الحقوق، إنه يكتسب هذه الحقوق بسبب المسؤوليات الهائلة التي تقع على عاتقه تجاه أسرته.

إن البر بالوالدين لا يقتصر على حياتهم فقط، بل يجب بر الوالدين حتى بعد وفاتهم، هناك العديد من الطرق لإظهار الامتنان تجاه الوالدين بعد وفاتهم من قبل الأبناء منها: الدعاء للوالدين في الصلاة وفي جميع الأوقات المتاحة، والتصدق عن الوالدين للمحتاجين، إنشاء صدقة جارية عن الوالدين مثل بئر ماء أو مسجد أو مدرسة أو غيرهم، أداء الحج أو العمرة عنهم، أو تكليف غيرهم بأدائها، يمكن توزيع  نيابة عنهم القرآن الكريم، وكتب الحديث، وغيرها من الأدب الإسلامي.


شارك المقالة: