بيئة الروضة وتأثيرها على لعب الأطفال

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الروضة من المؤسسات التعليمية الاجتماعية، والتي تمَّ التخطيط لها بطريقة هادفة؛ وذلك من أجل أن تُساهم في تنشئة طفل الروضة ورعايته من كافة النواحي، وتنمية استعداداته للمراحل القادمة، وإكسابه المعايير والقيم المجتمعية الضرورية.

كيف تؤثر بيئة الروضة على لعب الطفل؟

يوجد العديد من العوامل التي تتعلق ببيئة الروضة، والتي تُساهم بالتأثير على طبيعة لعب طفل الروضة، نذكر منها:

المنهج التربوي وتأثيره على لعب أطفال الروضة:

يتصف الطفل في المناهج القديمة بالسلبيّة، وذلك لأنَّ حريته مُقيّدة، بالإضافة إلى حرمانه من عملية التفاعل، أمَّا في المناهج التربوية الحديثة فالطفل أحد العناصرالنشطة الفعالة في العملية التعليميّة، كما تقوم مناهج الأنشطة الحديثة بالتركيز على اللعب لطفل الروضة وضرورة الاهتمام به؛ لِما له من فوائد في تطوير الطفل بصورة متكاملة، كما أنَّه يُعتبر من الوسائل المهمة للتعليم.

تؤثر نوعية البرامج التربوية على طبيعة لعب طفل الروضة، ولكن إلى أيّ مدى تصل مكانة اللعب، وأهميته في تلك البرامج، فتعود إلى فلسفة البرامج والإطار المَرجعي التي يقوم عليها، وفي حقيقة الأمر فإنَّ الألعاب تندرج ضمن البرامج التربوية، ولكن اللعب الفني مثلاً بصورة عامة لا يحتل أهمية اللعب الثقافي والمواد العلميّة، وكذلك الموسيقى يتمُّ إهمالها في العملية التعليمية، ولا تلقى الاهتمام أثناء عملية التخطيط للتعليم، حيث أنَّ العملية التعليمية في الروضة تقوم بالتركيز على إكساب الأطفال المهارات اللازمة للقراءة وللكتابة وللحساب، وهنا يكون الاهتمام بناحية واحدة لنمو طفل الروضة.

وقد تمَّ الاهتمام بضرورة تنمية إدراك الطفل من خلال الحواس، كما يتوجب أن يحظى هذا الأمر بالاهتمام الأكبر بالعمليات التربوية، وذلك لأنَّه عندما يزداد وعي وإدراك الطفل من خلال حواسه، تزداد بذلك فرصته للتعلم بصورة أكبر.

يُساهم إهمال اللعب الفني إلى حرمان طفل الروضة من الاستكشاف والإبداع، كما يعمل على التقليل من قدرات الطفل في عملية التذوق الفني الجمالي.

مبنى الروضة وتأثيره على لعب أطفال الروضة:

يُساهم تصميم مبنى الروضة بالتأثير على طبيعة لعب الطفل، حيث لا تستطيع الرياض صغيرة المساحة إيجاد ملاعب وساحات ومواد مختلفة وملائمة، لكي يُمارس الطفل لعبه بحرية تامة، بالإضافة إلى ذلك لا تستطيع هذه الرياض تقديم الألعاب الفنية والموسيقى بصورة تُناسب كافة الأطفال، حيث أنّه إذا كانت المساحة المُخصصة لكي يُمارس الطفل فيها ألعابه ضيقة، فإنَّ الطفل يميل للّعب منفرداً.

أنظمة البيئة التعليمية وتأثيرها على لعب أطفال الروضة:

يُمكن القيام بتطبيق الأنظمة بأسلوب منطقي وعادل، من غير الحاجة إلى أسلوب الفرض؛ وذلك لأنَّ هذا الأسلوب يجعل من هذه الأنظمة والتي تمَّ وضعها لصالح الطفل، تتحول لضدّه، وتجعل منه إمَّا طفلا يتصف بالعدوانية أو الخضوع، حيث تُساهم العدوانية بالتأثير على ألعاب طفل الروضة، فيما يختصُّ بتخريب المواد الخاصة بالألعاب، أو من خلال استعمالها كوسيلة للتعبير عن حالة الطفل الانفعالية.
كما يُساهم خضوع الطفل في حرمانه من القيام بالمبادرة والاكتشاف خلال ممارسته للعب، ومن جهة أخرى قد تقوم الروضة بتطبيق بعض القوانين والأنظمة التي تعمل على تقييد حرية الطفل خلال ممارسته للألعاب، وهذا يُلغي صفة مهمة من صفات لعب الطفل، مما يحدُّ من مقدرة طفل الروضة على الاكتشاف والابتكار وإيجاد حلول للمشاكل التي يُواجهها.


شارك المقالة: