تأثير أنماط التربية على صفات الأطفال

اقرأ في هذا المقال


 أنماط تربية الأطفال:

يختلف الأهالي في طريقة تربية الأطفال، حيث أنه لا يتشابه جميع العائلات في أنماط التربية المتبعة، يوجد هناك أربعة أنماط لتربية الأطفال كل نمط يؤثر بطريقة مختلفة عن النمط الآخر في شخصية الطفل وسماته، لكن أغلبية الأهالي لا يعرفون تأثير هذه الأنماط على الأطفال وتكوين شخصياتهم، في هذا المقال سوف نتحدث عن الأنماط التي يتبعها الأهالي في تربية الأطفال ومدى تأثير هذه الأنماط على صفات الأطفال وعلى تكوين شخصياتهم.

ما هي أنماط تربية الأطفال وما مدى تأثيرها على صفات الأطفال؟

1- التربية السلطوية: التربية السلطوية من أنماط التربية المتشددة القاسية حيث يفرض الوالدين العديد من التعليمات والقواعد الحاسمة والعقوبات الشديدة على الطفل، ولا يسمح الوالدين للطفل الاعتراض على هذه التعليمات أو العقوبات المترتبة على هذه التعليمات، تمتاز التربية السلطوية بالعديد من القواعد الصعبة وتكون توقعات الأهالي من الأطفال محددة.

تكون صفات الأطفال في هذا النمط من الناحية الشخصية غير واثقين في قدراتهم وإمكانياتهم وفي أنفسهم، من الناحية العاطفية لا يتمكن الأطفال من الإفصاح عن الأحاسيس التي يشعرون فيها، من الناحية الاجتماعية لا يمتلكون مهارات التواصل الاجتماعي، بالتالي لا يتمكنون من تكوين علاقات وأقران، بالنسبة لخصائص الأطفال في الناحية التعليمية الأطفال في هذا النمط لا يتمكنون من التركيز في دروسهم بالتالي يكون تحصيلهم متدني.

2- التربية المتساهلة: التربية المتساهلة عكس التربية السلطوية، حيث أن التربية المتساهلة لا تقوم بوضع التعليمات الحاسمة والحدود القاسية، بل تترك للطفل الحرية في التصرف، التربية المتساهلة لا تقوم بوضع الحدود ليس كنوع من التساهل، بل لأنها تهتم في أن يشعر الطفل بالراحة والاستقرار النفسي حتى لو كانت راحة الطفل على حساب نوع التربية التي يقوم باتباعها كل من الوالدين.

تتميز التربية المتساهلة الدلال الزائد، وعدم التقييد بالقواعد والأنظمة، يهتم الوالدين في هذا النمط أن يكونا أصدقاء للطفل وليس مربين جادين، صفات الطفل في هذا النمط، من الناحية الشخصية يثق الطفل في نفسه بشكل كبير، يتمكن الطفل من التعبير عن كافة الأحاسيس، في الجانب الاجتماعي يتمكن الطفل من بناء العديد من العلاقات المتنوعة، بالنسبة للتعليم الطفل لا يهتم بالتعليم بالتالي يكون تحصيله متدني.

3- التربية غير متفاعلة: في هذا النمط من التربية لا يقوم الوالدين بأي نوع من التفاعل، هذا النمط من الأنماط السيئة بالنسبة للأطفال، ذلك بسبب عدم مشاركة الوالدين الأطفال مما يجعل الأطفال يواجهون هذه الحياة بما فيها من تحديات وصعوبات لوحدهم بدون وجود الوالدين معهم، النمط السائد في التربية في الوقت الراهن هو نمط التربية غير متفاعلة، حيث يمضي أغلبية الأهالي وقتهم في العمل، وعدم وجود الوقت لديهم للجلوس مع الأطفال.

مما يجعلهم غير متفاعلين مع التطورات المختلفة التي يمر فيها الأطفال، صفات الأطفال في هذا النمط تكون ثقة الأطفال في أنفسهم متدنية، من الناحية العاطفية عدم قدرة الأطفال على إظهار الأحاسيس التي يمتلكونها، بالنسبة للجانب الاجتماعي يكون الأطفال انطوائيين لا يقومون باحترام كبار السن ولا يتمكنون من الثقة بالأفراد، يميلون إلى العزلة، بالنسبة للجانب التعليمي الأطفال فاشلين في هذا الجانب بسبب عدم قيام الأهالي في متابعتهم في الجانب الدراسي.

4- التربية الرسمية: في هذا النمط يقوم الأهالي في وضع الحدود الواضحة والقواعد في التربية للأطفال، لكن في حال قيام الأطفال بتجاوز هذه الحدود والقواعد لا يقوم الأهالي بمعاقبة الأطفال لكن يحملون الأطفال المسؤولية مخالفة هذه القواعد والحدود، حيث يسمح هذا النمط للطفل القيام بالخطأ لكن تحمل العواقب الناجمة عن هذا الخطأ، يسمح نمط التربية الرسمية للأطفال الإفصاح عن كافة الأحاسيس ما دام الأطفال يتبعون الطرق السليمة في التعبير، التربية الرسمية تضمن للطفل التوازن بين كافة الحقوق والواجبات.

أيضاً في هذا النوع من التربية يتمكن الطفل من إحداث توازن بين كافة الأحاسيس والأفكار، تتميز شخصية الطفل في هذه التربية بأن يثق في نفسه ويكون مسؤول عن كافة العواقب الناجمة عن تصرفاته، من الناحية العاطفية يمتلك الطفل ثقة عالية بالأحاسيس التي يمتلكها ويتمكن من التعبير عنها دون خوف، من الناحية الاجتماعية يكون الطفل متعاطف قادر على القيام بدور القيادة وقادر على تكوين علاقات وصداقات، أما في الجانب التعليمي يكون الطفل جدي ومبادر ومثابر ويكون مستواه الأكاديمي مرتفع.

المصدر: الأم تعرف أكثر من الجميع، أليس كالهان، 2015مدخل إلى رياض الأطفال، أمل خلف، 2005علم النفس الاجتماعي، أحمد علي حبيبالتربية في رياض الأطفال، عدنان عارف، 2000


شارك المقالة: