الإنسان منذ أقدم العصور وجد نفسه في حاجة للتواصل والتفاهم مع غيره من أفراد المجتمع، وبسبب تعدد طرق التواصل، طوِّر الإنسان آليات مختلفة للتعبير عن أفكاره ومشاعره، من بين هذه الآليات كان استخدام العنف الجسدي كأداة للإعتراف، فيما يلي تأثير استخدام العنف الجسدي كوسيلة للإعتراف من مختلف الزوايا والتداولات النفسية والاجتماعية.
تأثير استخدام العنف الجسدي كوسيلة للإعتراف
1. الإعتراف القسري والدلالات النفسية: يُعَدُّ العنف الجسدي واحدًا من أقوى الأساليب التي يمكن استخدامها للإجبار على الإعتراف. تجبر قوة العنف الجسدي الفرد على الخروج عن حالة الدفاع والكشف عن معلوماته وأفكاره بغض النظر عن رغبته الفعلية، ومع ذلك تظهر هنا دلالات نفسية سلبية تترتب على هذا النوع من الإعتراف، حيث يمكن أن يؤدي إلى إحداث ندوب نفسية تبقى لفترة طويلة في عقل وروح الفرد المعني.
2. تأثير العنف على مصداقية الإعتراف: على الرغم من أن العنف قد يُجبر الشخص على الإعتراف، إلا أن هذا الإعتراف قد يكون غير موثوق به ويعتبر غالبًا نتيجة للتهديد وليس نتيجة للرغبة الحقيقية في الكشف عن الحقيقة. وهذا يضع التحقيقات والأجهزة القضائية في موقف حرج حينما يعتمدون على مثل هذه الإعترافات في عملهم.
3. التأثير على العلاقات الاجتماعية: يمتد تأثير استخدام العنف كوسيلة للإعتراف إلى العلاقات الاجتماعية. فالفرد الذي يتعرض للعنف الجسدي كوسيلة للإجبار على الإعتراف قد يتطوع بتقديم معلومات غير صحيحة أو يكون أكثر توجسًا من التعامل مع الآخرين. هذا يفسر كيف أن استخدام العنف يمكن أن يفسد العلاقات الاجتماعية ويؤثر سلبًا على الثقة بين الأفراد.
4. البحث عن طرق بديلة للإعتراف: إن التأثيرات السلبية لاستخدام العنف كوسيلة للإعتراف دفعت الجمعيات الحقوقية والمؤسسات القضائية إلى البحث عن طرق بديلة أكثر أمانًا وأخلاقية للحصول على المعلومات والإعترافات، من هذه الطرق التحقيق الجيد والاستماع إلى الأفراد بدون تهديد أو إكراه.
استخدام العنف الجسدي كوسيلة للإعتراف قد يؤدي إلى نتائج سلبية على الصعيدين النفسي والاجتماعي، بينما يُمكن أن يُجبر الفرد على الإعتراف، فإن مصداقية تلك الإعترافات تظل محل شك، من الضروري التحول نحو أساليب تحقيق أكثر إنسانية وأخلاقية للحصول على المعلومات دون اللجوء إلى العنف.