تأثير العنف الجسدي على الأطفال وعلاقته بظاهرة التنمر

اقرأ في هذا المقال


تُعَدّ ظاهرة التنمر من المشكلات الاجتماعية التي تشغل العالم بأسره، وتؤثر بشكل مباشر على حياة الأطفال والشباب. إنّ العنف الجسدي هو أحد العوامل التي تسهم في تكرار هذه الظاهرة المؤلمة، حيث يعدّ تعرّض الأطفال للعنف الجسدي من قِبَل الأقران أو حتى من قِبَل أفراد أسرتهم من أبرز العوامل التي ترتبط بزيادة احتمالية تورّطهم في أنماط التنمر.

تأثير العنف الجسدي على نمو الطفل

يمكن تصوّر العنف الجسدي على أنه زلزالٌ يهز أسس نمو الطفل وتطوره. فالأطفال الذين يتعرضون للعنف الجسدي يواجهون خطرًا كبيرًا على صحتهم النفسية والجسدية. إنّ الإصابات الجسدية التي يتعرضون لها قد تُتْرك أثرًا عميقًا على تقديرهم لذاتهم وثقتهم بالآخرين. بالإضافة إلى ذلك، قد يعانون من مشاكل في التكيف الاجتماعي والعاطفي، مما يعزز احتمالية الانزلاق إلى أنماط التنمر كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم وتحقيق السيطرة.

التنمر كآلية لتجاوز العنف

قد يستخدم الأطفال الذين يعانون من تعرّضهم للعنف الجسدي التنمر كآلية للتحايل على مشاعرهم السلبية والعجز الذي يشعرون به.

من خلال التنمر، يمكن للطفل أن ينقل انتباه الآخرين إلى شخص آخر ويبدو وكأنه في موقع القوة والسيطرة. وهكذا يمكن للتنمر أن يصبح طريقة للتعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية التي نشأت نتيجة التعرّض للعنف.

تداخل العنف الجسدي والعقلية في تكوين التنمر

لاحظت العديد من الدراسات البحثية أنّ الأطفال الذين يتعرّضون للعنف الجسدي يميلون إلى تطوير سلوكيات تنمرية تجاه الآخرين.

يمكن أن يكون هذا تأثيرًا لمشاعر الغضب والإحباط التي تنمو داخلهم نتيجة التعامل مع التحديات والألم الناتج عن العنف.

وبدلاً من التعامل بشكل صحيح مع هذه المشاعر، يمكن أن يلجأ الأطفال إلى توجيهها نحو الآخرين من خلال التنمر، مما يؤدي إلى دائرة مفرغة من العنف والتنمر.

استئصال ظاهرة التنمر من جذورها

للتصدي لهذه المشكلة المعقدة، يجب علينا التركيز على تقديم بيئات آمنة ومحفّزة للأطفال.

يجب أن يتدخل المعلمون وأولياء الأمور والمجتمع بشكل فعّال لمنع ومعالجة العنف الجسدي والتنمر.

يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التوعية حول تأثير العنف على الأطفال ودور الحوار والتعاطف في معالجته.

علاوة على ذلك، يجب أن يُشجّع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بطرق إيجابية وصحية، مما يساهم في تقوية صلاتهم الاجتماعية والعاطفية.

إنّ تأثير العنف الجسدي على الأطفال وعلاقته بظاهرة التنمر يشكّل موضوعًا هامًا يستدعي التفكير والتصدي، من خلال فهم العواقب النفسية والاجتماعية للعنف الجسدي، يمكننا العمل نحو تقديم بيئات تربوية صحية ومشجعة لنمو الأطفال بطريقة إيجابية ومستقرة. من المهم أن نعمل جميعًا، كأهل ومعلمين ومجتمع، على توعية الأطفال بأهمية الاحترام المتبادل والتعاون وبناء العلاقات الإيجابية.

المصدر: "علم النفس والعنف: تحليل العنف والاعتداء الجسدي"، للدكتورة إليزابيث كارتفرايت."عنف الجسد: السيكولوجيا والتشريح والعلاج"، للدكتورة ليندا هوجان."العنف الأسري والجسدي: التشخيص والعلاج"، للدكتور محمد عبد العزيز الخولي."العنف الجسدي وآثاره على الصحة النفسية والجسدية"، للدكتور جون سميث.


شارك المقالة: