تأثير العنف اللفظي على الطلاب المبدعين ودور التعليم في دعمهم

اقرأ في هذا المقال


العنف اللفظي، والذي يعبّر عنه بالألفاظ الجارحة والتصرفات المهينة، يُعدّ من أكثر أشكال التنمر والاضطهاد التي تؤثر على النفسية والصحة النفسية للأفراد. ومن بين هؤلاء الأفراد المتأثرين بهذا النوع من العنف، يبرز تأثيره بشكل خاص على الطلاب المبدعين والموهوبين.

تأثير العنف اللفظي على الطلاب المبدعين

الطلاب المبدعون يتمتعون بقدرات استثنائية تجعلهم يفكرون خارج الصندوق ويتحلى بقدرات فكرية تفوق العادة، وهذه القدرات تجعلهم عرضة لتجارب نفسية أكثر حساسية، فيما يلي تأثير العنف اللفظي على هؤلاء الطلاب المبدعين وكيف يمكن للتعليم أن يلعب دورًا حيويًا في دعمهم وتحسين وضعهم النفسي.

الطلاب المبدعون يمتلكون رؤى فريدة وأفكار مبتكرة قد لا تكون مألوفة للجميع. لكن عندما يتعرضون للعنف اللفظي، يمكن أن تنكسر ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم. الكلمات الجارحة قادرة على إلحاق الأذى بالطلاب المبدعين، حيث يشعرون بالتقليل من قيمة إبداعاتهم ويشعرون بالقلق من التعبير عن أنفسهم.

علاوةً على ذلك، يمكن أن يؤدي العنف اللفظي إلى تقليل حب الطلاب المبدعين للمدرسة والتعلم بشكل عام. إذا شعروا بأنهم غير مقبولين أو مهينين بسبب قدراتهم، فإنهم قد يبدأون في تجنب المشاركة الفعالة في الفصل الدراسي ويفقدون التحفيز الذي يحتاجونه للتطور والتقدم.

دور التعليم في دعم الطلاب المبدعين

التعليم يلعب دورًا حاسمًا في دعم وتمكين الطلاب المبدعين والحفاظ على صحتهم النفسية.

من خلال التركيز على بيئة تعليمية تشجع على التعاطف والاحترام، يمكن للمدرسين أن يساهموا في تقليل تأثير العنف اللفظي. من هنا، بعض النقاط التي يمكن أن يتبناها النظام التعليمي:

1. التوعية بالتنمر والعنف اللفظي

يجب توجيه الجهود نحو التوعية بأضرار التنمر والعنف اللفظي، وتعزيز الثقافة المدرسية التي تستنكر هذه التصرفات، يمكن تنظيم ورش عمل وأنشطة توعية تركز على التفاهم واحترام الآخرين.

2. تعزيز الاختلاف والتنوع

يجب أن يكون التنوع والاختلاف محورًا أساسيًا في البيئة التعليمية. يمكن للمدرسين تشجيع الطلاب على احترام وتقدير تفوق زملائهم المبدعين وتعزيز ثقتهم في قدراتهم.

3. دعم الصحة النفسية

يجب توفير دعم نفسي وعاطفي للطلاب المبدعين الذين يعانون من آثار العنف اللفظي. يمكن تقديم جلسات توجيه واستشارات نفسية للمساعدة في التغلب على تأثيرات الضغوط النفسية.

في النهاية، يمكن للعنف اللفظي أن يلحق أضرارًا كبيرة بالطلاب المبدعين، لكن دور التعليم الإيجابي والداعم يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين وضعهم النفسي والمعرفي. من خلال توفير بيئة تعليمية تشجع على الاحترام والتعاون، وتعزز الاختلاف وتقدير القدرات المتفوقة، يمكن للمدارس والمعلمين أن يلعبوا دورًا محوريًا في تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهؤلاء الطلاب.

المصدر: "العنف اللفظي: فهمه والتغلب عليه"، للدكتور أحمد العربي."كيف تتعامل مع العنف اللفظي في العلاقات الشخصية والعمل"، للدكتورة سلمى الخضيري."تجاوز العنف اللفظي: كيف تحافظ على هدوئك في زمن الكلام العدائي"، للدكتورة لورا ماركس."العنف اللفظي وآثاره النفسية والاجتماعية"، للدكتور جمال الدين الحسيني.


شارك المقالة: