اقرأ في هذا المقال
تتعرض النساء والفتيات حول العالم لتحديات متعددة يومياً، ومن بين هذه التحديات يبرز بقوة العنف اللفظي كواحد من أشكال الاعتداء النفسي القاتل، يعتبر العنف اللفظي تجسيداً للتمييز والتحيز الذكوري، وهو يترك أثراً عميقاً على النساء والفتيات على مختلف الأصعدة من الصحة النفسية إلى الاجتماعية والاقتصادية، فيما يلي تأثير العنف اللفظي على النساء والفتيات وسبل حمايتهن.
تأثير العنف اللفظي على الصحة النفسية والعاطفية
تعتبر الكلمات قوية جداً وقادرة على ترك آثار طويلة الأمد. يترافق العنف اللفظي مع تقديم التهديدات والشتائم والاهانات، مما يترك آثاراً سلبية على صحة النساء والفتيات النفسية والعاطفية.
يعانين من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس، ويمكن أن يتطور إلى حالات اكتئاب وقلق، وهذا يؤثر بالتأكيد على جودة حياتهن وقدرتهن على المشاركة الفعّالة في المجتمع.
العنف اللفظي والعزلة الاجتماعية
يمكن أن يؤدي العنف اللفظي إلى عزلة اجتماعية للنساء والفتيات، حيث يشعرن بالخجل والخوف من التعرض للانتقادات أو الاستهزاء من قبل الآخرين.
هذا يمنعهن من المشاركة الفعّالة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، مما يقيّدهن ويمنعهن من تحقيق إمكاناتهن الكاملة.
الخطر الاقتصادي والتعليمي
تؤثر الكلمات السلبية والاهانات على تصور النساء والفتيات لأنفسهن، مما يمكن أن يؤثر على اختياراتهن التعليمية والمهنية.
يمكن أن يقيّد العنف اللفظي خياراتهن المستقبلية ويجعلهن يترددن في متابعة أحلامهن، مما يؤدي إلى تدهور فرصهن الاقتصادية.
سبل حماية النساء والفتيات من العنف اللفظي
- التوعية والتثقيف: يجب تعزيز التوعية حول أضرار العنف اللفظي وتأثيره السلبي، وذلك من خلال حملات إعلامية وبرامج تثقيفية في المدارس والمجتمع.
- القوانين والتشريعات: يجب تشديد القوانين ضد العنف اللفظي وتطبيقها بشكل فعال، مع فرض عقوبات رادعة على المرتكبين.
- دعم الضحايا: يجب توفير دعم نفسي واجتماعي للنساء والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف اللفظي، من خلال خدمات استشارية ومراكز تقديم النصح والدعم.
- تعزيز الوعي الجنسي: يجب تعزيز الوعي الجنسي وتغيير الأفكار الجامدة حول الأدوار المتوقعة للجنسين، مما يسهم في تقليل العنف اللفظي.
- تعزيز التمكين الاقتصادي والتعليمي: يجب توفير فرص تعليمية واقتصادية متساوية للنساء والفتيات، مما يساهم في تقوية مكانتهن وقدرتهن على مواجهة التحديات.
في الختام، يجب أن نعمل جميعاً للقضاء على العنف اللفظي ضد النساء والفتيات. يتطلب ذلك جهوداً مشتركة من المجتمع بأسره، بدءًا من الأسر والمدارس والمؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية.
يجب أن نكون على استعداد للتحدث ضد العنف اللفظي وعدم التسامح معه، سواء كنا شهوداً أو متضررين أو مشاركين، إذا كان لدينا صوت، يجب أن نستخدمه للدفاع عن حقوق النساء والفتيات في العيش بكرامة وأمان.