تأثير هوثورن في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعبر تأثير هوثورن في علم النفس عن التأثير على السلوك الإنساني للأفراد من معرفة أنهم يخضعون للملاحظة أو يشاركون في البحث النفسي المراد، عادة ما يكون تأثير هوثورن إيجابيًا وسمي على اسم مصنع هوثورن ووركس التابع لشركة ويسترن إلكتريك في سيسيرو إلينوي، حيث لوحظت هذه الظاهرة لأول مرة خلال سلسلة من الدراسات حول إنتاجية العمال التي أجريت من عام 1924 إلى عام 1932.

تأثير هوثورن في علم النفس

بدأت دراسات وتأثير هوثورن في علم النفس هذه كتحقيق في تأثيرات ظروف الإضاءة، والحوافز المالية، وفواصل الراحة على الإنتاجية، ولكنها تطورت إلى اعتبار أوسع بكثير لدور مواقف العمال والأفراد، والأسلوب الإشرافي عليهم، وديناميكيات المجموعة الخاصة بكل دور مطلوب، حيث أنه عادة ما تعتبر نظرية العلاقات الإنسانية للإدارة قد تطورت من هذه الدراسات لتأثير هوثورن في علم النفس.

لقد فسر تأثير هوثورن في علم النفس بشكل عام بهذه الطريقة أنه سيتصرف الناس بشكل مختلف إذا علموا أنهم قيد الدراسة، أي أن السلوك الإنساني للفرد يتغير عندما يعلم أنه تحت المراقبة عن سلوكه عندما يكون تحت الدراسة ولكن بدون أن يعلم، إذن ما هو تأثير هوثورن بالضبط؟

يعتبر تأثير هوثورن في علم النفس ويُعرف أيضًا باسم تأثير المراقب هو مفهوم يشير إلى توجه الأفراد للتنفيذ بشكل صحيح وأكبر للمهام وسلوكيات أفضل عندما يكونون متفاعلين في تجربة محددة، حيث يقترح تأثير هوثورن في علم النفس أن الأشخاص قد يقومون بسلوكيات تتناف مع سلوكهم الأصلي بسبب الانتباه لهم والذي يحصلون عليه من المراقبين وعدم التغيير والخربطة بالمتغيرات المستقلة.

خلفية وتاريخ تأثير هوثورن في علم النفس

في عام 1958 ابتكر هنري لاندسبيرجر مفهوم تأثير هوثورن في علم النفس، حيث كان يحقق في البحث النفسي الذي تم إجراؤه بين عامي 1924 و 1932 والتي كانت عبارة عن مصنع يقع بالقرب من شيكاغو، ومنها وجد التحقيق أنه عندما تم تغيير بيئة العمل، بما في ذلك تغييرات الإضاءة وساعات العمل وفواصل الإنتاجية الخاصة بهم، تحسنت الإنتاجية للأفضل، حتى عندما كانت الأنوار خافتة قليلاً، كان العمال أكثر إنتاجية أيضاً.

ومنها وثق الباحثين الاجتماعيين في أن تمكين العمال من فحص التغييرات التي تطرأ على حالتهم وشعور الممثلين بأن الإدارة فكرت في ظروف العمل أدى إلى زيادة الربحية أكثر، كما هو الحال أشارت النتائج أيضاً إلى أن العمال كانوا كقاعدة يربحون تدريجيًا على أساس أنهم أدركوا أن الباحثين متاحين بشكل مستمر ودائم.

هذه الدراسات العديدة للمتابعة حول تأثير هوثورن في علم النفس والعديد منها أسفرت عن استنتاجات متضاربة، بغض النظر عن تأثيره المثير للجدل فإن تأثير هوثورن في علم النفس له آثار مهمة على أبحاث نفسية خاصة في تجربة المستخدم.

ما أهمية تأثير هوثورن في تجربة المستخدم في علم النفس

في سياق تجربة المستخدم لا تكون أبحاث المستخدم واختباره صالحة إلا عند إجرائهما باستراتيجيات تجريبية مناسبة مثل تأثير هوثورن في علم النفس، فإذا كان سيلاحظ الباحث المستخدمين في بحث محدد للمستخدم الخاص به، فيجب أن يعرف أن فعل الملاحظة يمكن أن يكون له تأثير على السلوك الإنساني الفردي، ومنها إذا قام المستخدم بتغيير سلوكه أثناء الاختبار فإنه يوضح تأثير هوثورن في علم النفس، فلن تكون النتائج واقعية بشكل صحيح، حيث يمكن بعد ذلك استخدام هذه النتائج الخاطئة لدفع قرارات التصميم التي تؤدي إلى منتج قد لا يحل المشكلة.

يتطلب إجراء بحث المستخدم التزامًا بالقضاء على عيوب التصميم، فإذا كان الباحث يعلم أن عملية المراقبة قد تؤثر على نتائج بحثه، فيجب عليه اتخاذ خطوات للتخلص من تأثير هوثورن في علم النفس أو تقليله، هذا يمنحه فرصة أكبر لتقديم منتج نهائي يرضي المستخدم ويوفر تجربة مستخدم رائعة.

كيف تتجنب تأثير هوثورن في علم النفس

لطالما لعب البحث النفسي واختبار قابلية الاستخدام دورًا رئيسيًا في تطوير المنتج بنجاح في تأثير هوثورن في علم النفس، وبالتالي يصبح من المهم جدًا التخفيف من تأثير هوثورن، وهناك عدة طرق بسيطة لتقليل الظواهر ففي التجارب المتنوعة يعرض الباحثين أحيانًا بعض الأدلة التي تتيح للمشاركين معرفة ما يأملون في العثور عليه، نتيجة لذلك سيقوم الأفراد بتصرفات معاكسة أحيانًا لتصرفاتهم الأساسية للمساعدة في تأكيد فرضية المجرب، لذلك من المهم إبقاء النتائج المتوقعة للدراسة بعيدة عن المستخدم، حيث سيساعد هذا في تقليل فرص شعور المستخدم بالضغط على الأداء بطريقة معينة لتتوافق مع التوقعات.

إبلاغ المشاركين بأنهم سيكونون جزءًا من اختبار قابلية الاستخدام، والذي يمكن أن يغير توقعاتهم المستقبلية، ومع ذلك من المهم أحيانًا الحصول على إذنهم قبل ملاحظتهم بخلاف ذلك وتعد من أخلاقيات البحث النفسي، فقد يرى بعض المشاركين في ذلك انتهاكًا للخصوصية والسرية، مهما كان الأمر يتوجب من الباحث التجريبي التأكد من شعور المشاركين بالراحة والهدوء وعدم إجبار المستخدمين على تحقيق هدف معين.

يساهم تأثير هوثورن في علم النفس في استخدام تقارير التحليلات للعثور على قياس أساسي لمهمة ما قبل تشغيل اختبارات قابلية الاستخدام المعتدلة، حيث سيساعد هذا الباحثين على تحديد مدى تأثير بيئة الاختبار على نتائج الدراسة.

تأثير المراقب ومصدر الصورة في تأثير هوثورن في علم النفس

على سبيل المثال إذا أراد الباحث دراسة كيفية عمل عمال مصانع المواد الغذائية، فمن المحتمل أن يتحدث إلى مديرهم لتحديد متوسط ​​عدد المنتجات التي ينتجها العامل في اليوم، هذا من شأنه أن يكون بمثابة خط الأساس.

حيث أنه أثناء اختبار قابلية الاستخدام المعتدل، يمكن للباحث جعل العمال يكملون نفس المهام المستخدمة لحساب خط الأساس، مما سيسمح هذا للباحث بإيجاد التباين بين أداء الاختبار المعتدل ومعدل خط الأساس للعمال، ومنها سيتم النظر في التباين أثناء تحليل بقية نتائج اختبار قابلية الاستخدام للتأكد من أن نتائج الملاحظة لا تتأثر صراحةً بتأثير هوثورن.

إذا كان الباحث سيشير إلى توقع لبحثه ثم يحتاج البحث إلى فترة متابعة أطول، حيث يمكنه فحص ما إذا كان السلوك الإنساني أو التغيير في المنتج مستمرًا بعد البحث أو ما إذا كان موجودًا فقط في فترة قصيرة أثناء البحث وبعده، فإذا كانت الحالة الأولى تأثير هوثورن غير ذي صلة إذا كان الأخير فقد يحتاج هذا الباحث إلى إعادة فحص تصميم المنتج.

من الجدير بالذكر أنه لا يتفق الجميع مع تأثير هوثورن، حيث يشعر بعض الباحثين أن فحص التلاعب البسيط حيث يتم تسليم التلاعب بشكل عشوائي ليكون بمثابة عنصر تحكم في التلاعب الذي يستخدمه الباحث للتأكد من أن التلاعب ليس له اتجاهات على النتيجة سيقضي على تأثير هوثورن في علم النفس، ومع ذلك ليس هناك شك في أن تأثير هوثورن أصبح الآن راسخًا في دراسات متعددة وأنه بغض النظر عن مدى الجدل الذي يثيره فمن المحتمل أن فعل مراقبة شخص ما في البحث يؤثر على الطريقة التي يتصرفون بها.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: