تأهيل أسر مرضى الزهايمر

اقرأ في هذا المقال


 إنّ مرض الزهايمر أبعد ما يكون من مجرد حالة نسيان فقط، حسب منظمة الصحة العالمية  فإنّ مرض الزهايمر والاضطرابات التي تشبهه من أنواع أمراض الخرف؛ مثل الخرف الوعائي أو خرف أجسام ليوي أو خرف الفص الجبهي الصدغي من الدماغ، هي أحد الأسباب الرئيسية للتدهور الذهني والعجز الوظيفي عند كبار السن وعن القيام بأبسط أنشطة الحياة اليومية التي يقوم بها الأصحاء؛ مثل الأكل والشرب وارتداء الملابس وقضاء الحاجة.

تأهيل أسر مرضى الزهايمر:

مريض الزهايمر يعاني من اضطرابات تجعله يشبه الأطفال في سنوات عمره الأولى، لذلك تتطلب متابعته مجهودات كبيرة، حيث أكدّ رئيس قسم الأعصاب ومركز الزهايمر أنّ الدواء الذي يتناوله مريض الزهايمر لا يقضي على المرض إنّما يحدّ من تطوره، إنّ الملحق التدريبي الخاص بمساعدي رعاية مرضى الزهايمر الذي يسمح لعائلات المريض بالاعتماد عليه والانتفاع بخدماته ويكون ملم بجميع جوانب العناية بهذا المرض، لكنها لم تتمكن من الوصول إليه.
أُطلقت فكرة الملحق التدريبي الذي يختص بمساعدة أُسر المرضى على العناية بمرضاهم، حيث أكدت إلى أنّه تم الاتفاق مع مركز مختص في التكوين المهني في المجال الصحي، من أجل إنجاز برنامج تدريسي يركّز على البرنامج الفرنسي لتكوين القائمين على رعاية مرضى الزهايمر، مع الأخذ بالاعتبار الفوارق بين المجتمع التونسي والفرنسي، مع التزام المركز باحترام القواعد الاجتماعية والثقافية والدينية.
لا تقتصر رعاية مرضى الزهايمر على الناحية البدنية فقط، بل تحتاج كذلك لمهارات تختص بإدارة الحياة اليومية والبحث عن حلول للمشكلات الحديثة التي تظهر كل يوم وتزيد من خطورة تفاقم المرض، لاحظوا أنّ المحيطين بمرضى الزهايمر يجيدون العناية بهم من حيث المأكل والملبس والتنظيف، لكن من الناحية النفسية تبدو الإحاطة بهم منقوصة، مشيرة إلى أن ذلك يمكن أن يولّد عناد وحتى عنف لدى المريض، هو ما يجعلهم ينظمون دورة تدريبية شارك فيها العديد من الملحقين التدريبيين الذين تمّ تكوينهم بصفة مجانية.
يبقى علاج الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر ورعايتهم من الأمور المكلّفة في جميع دول العالم، أشار تقرير منظمة الصحة العالمية بعنوان الخرف أحد الأولويات الصحية العمومية، أنّ تكاليف الرعاية في الوقت الحالي تصل لأكثر من 604 مليار دولار، يتضمن ذلك المبلغ والتكاليف التي ترتبط بتوفير خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، كذلك انخفاض أو ضياع دخل المصابين بهذا المرض والقائمين على رعايتهم.


شارك المقالة: