اقرأ في هذا المقال
- ما نتيجة أخذ الكلام من القريب دون التأكد من صحّته؟
- أين يمكننا أن نرى خطأ الأخذ من القريب أكثر من غيره؟
إنّ قدرتنا على التفكير تتأثر بعدّة عوامل منها تبنّي الرأي ذو الأسبقية، ومن العوامل التي تؤثر على التفكير أيضاً تبني رأي الأقرب فالأقرب، ضمن دائرة الأقارب والأصدقاء والثقافة المحلية، دونما التأكد من مصداقية مصدر الخبر، فنأخذ بالخبر ونلتزم به وندافع عنه لكوننا تلقيناه من شخص قريب.
ما نتيجة أخذ الكلام من القريب دون التأكد من صحّته؟
إننا نقوم على تصديق كلام الأخ أو الابن على كلام الغريب، ونقبل بنصائح الأصدقاء أكثر من نصائح الحكماء، ونقبل بكلام كبارنا من نفس المنطقة أو من نفس العشيرة على كلام شخص آخر يمثّل منطقة أخرى أكثر حكمة ومصداقية، والسبب في ذلك أننا نشأنا على تصديق كلام الأقارب والأصدقاء والدفاع عنهم بغضّ النظر عن مدى مصداقية كلامهم أو لا، كما وأنهم يأخذون بكلامنا على محمل الجدّ، بل ويدافعون عنه بكل ما أوتوا من قوّة.
عندما يقوم أحد الأقارب بإخبارنا ن شيء ما، فإننا نقتنع بكلامه ونقوم بتبنيه والدفاع عنه، وكأنه أمر يعنينا أكثر من أي شخص آخر، ليس فقط ﻷنه أول من أخبرنا بذلك، بل وأيضاً لأنه قريبنا الذي نثق فيه أكثر من الغريب، ومثلاً حين نسمع كلام الأصدقاء بشراء المزيد من الأسهم رغم تحذيرات الخبراء بإمكانية انهيار السوق، فإنننا نفعل ذلك ﻷننا لا نعرف الخبراء ونثق في كلام أصدقائنا الذين نعرفهم أكثر.
أين يمكننا أن نرى خطأ الأخذ من القريب أكثر من غيره؟
وهذا الأمر نراه كثيراً في اتباع تعاليم الأديان على اختلاف مذاهبها، وعدم القدرة في الخروج عن تعاليم ذلك المذهب على الرغم من أن تعاليم المذهب الآخر هي الأكثر دقّة ومصداقية، ولكن الأسس الفقهية والمذهبية تتساوى وتتفق مع تعاليم المذهب الذي نشأنا عليه في الأساس، مما يضعنا في مفترق طرق، وتكون وقتها المخرجات ذات نتائج كارثية، كون الأسس التي تلقينا المعلومات والأفكار منها هي أسس غير منطقية ولا صحيحة.
هناك مشاكل كثيرة أخرى قد تشوّش عقولنا وتمنعنا من التفكير السليم، كالتطرّف وطغيان العاطفة، إلا أنّ مشكلة الأخذ بالرأي الأول والأقرب، ليس فقط ﻷهميتهما في تشكيل الآراء، بل ﻷنهما يستمران معنا طوال العمر دون أن ندرك وجودهما بطريقة واعية.