يعتبر مرض الفصام من الأمراض العقلية الخطيرة، الذي يسبب الهلوسة والأوهام، إضافة إلى أعراض أخرى مثل الأفكار المختلطة والكلام غير المتناسق وصعوبات التعبير عن المشاعر، قد يسمع المريض أو يشعر بأشياء غير حقيقية، كما أنّه يصدق أشياء لا يمكن أن تكون حقيقية، يرجع مرض الانفصام لأسباب جينية أو نفسية أو بيئية تحدث مع المريض.
الصور المجسدة لأصوات الهلوسة والانفصام
أكدت الدراسات الحديثة أنّه عندما يقوم المصابين بمرض الفصام بالوقوف أمام الصور المجسدة لأصوات يسمعونها، تساهم في التقليل من حدة الأعراض، فهو جزء من العلاجات المبتكرة التي قام علماء النفس بتطويرها، كما أنّ المرضى المصابين بالفصام الذين تمّ إخضاعهم لهذا النوع من العلاج قد أصبحوا أقل خوف، إضافة إلى انخفاض حدة سماعهم لأصوات تخيلية عند مقارنتهم مع أشخاص أخضعوا فقط لعلاج يعتمد على الجلسات الاستشارية.
كان اعتماد نتائج الدراسة التي أجريت على 150 شخص تقريباً، حيث تمّ عمل فريقين يتكون كل فريق من 75 مريض، إذ تمّ إخضاع الفريق الأول لعلاج يعتمد على الصورة المجسدة لأصواتهم، في حين تم علاج الفريق الثاني عن طريق الجلسات الاستشارية، قام مرضى الفريق الأول بتجسيد صور للأصوات التي يسمعونها باستعمال الكمبيوتر، تمّ منح تلك الصور أصوات.
العلاجات المتاحة لتجسيد الأصوات والانفصام
أ. العلاج الدوائي: الأدوية المضادة للذهان هي جزء رئيسي من العلاج للفصام، حيث تساعد في تقليل أو تخفيف تجسيد الأصوات والهلاوس. تعمل هذه الأدوية على تنظيم المواد الكيميائية في الدماغ وتقليل النشاط غير الطبيعي في المسارات العصبية.
ب. العلاج النفسي: يمكن أن يكون العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، فعّالًا في مساعدة المصابين على فهم وإدارة تجاربهم مع الأصوات. يُعلّم هذا النوع من العلاج المصابين كيفية التمييز بين الهلاوس والواقع، وكيفية التعامل مع الأصوات بطرق تقلل من تأثيرها السلبي.
ج. الدعم الاجتماعي والمجتمعي: يوفر الدعم الاجتماعي والمجتمعي بيئة داعمة يمكن أن تساعد المصابين على مواجهة التحديات المرتبطة بالانفصام. يمكن للمجموعات العلاجية أو دعم الأصدقاء والعائلة أن توفر الدعم العاطفي الضروري وتعزز من فرص المصابين في التعافي.
د. التدخلات البديلة: تشمل التدخلات البديلة مثل العلاج بالفن أو الموسيقى، والتي يمكن أن تساعد الأفراد على التعبير عن مشاعرهم بطرق غير تقليدية، مما يسهم في تحسين الحالة النفسية لديهم وتخفيف تأثير الأصوات.
تجسيد أصوات الهلوسة في حالة الانفصام هو تجربة معقدة تؤثر على جوانب مختلفة من حياة المصاب، بما في ذلك الجانب النفسي، الاجتماعي، والوظيفي. يتطلب التعامل مع هذه الظاهرة مجموعة متنوعة من العلاجات التي تشمل العلاج الدوائي والنفسي والدعم الاجتماعي. فهم الطبيعة المعقدة لتجسيد الأصوات يمكن أن يساعد على تقديم الدعم المناسب للأفراد الذين يعانون من هذه الحالة، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز فرصهم في التعافي.