لا شك أنّ الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد أحدثا ثورة في عالم الاتصالات والتواصل، حيث يمكن للأفراد التواصل مع بعضهم البعض بسهولة وسرعة كبيرة. ومع ذلك، لاحظنا في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في ظاهرة العنف اللفظي عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر يشكل تحديات كبيرة أمام جهود مكافحته.
تحديات تعريف العنف اللفظي عبر الإنترنت
أحد أبرز التحديات في مكافحة العنف اللفظي عبر الإنترنت هو تعريفه بوضوح ودقة. فالحدود بين الرأي الحر وبين التعبير العدائي قد تكون غامضة، مما يصعب تحديد ما يعتبر عنفًا لفظيًا وما لا يعتبر، وهذا يعني أنَّ القوانين والسياسات قد تكون غير كافية لتغطية كلَّ حالة.
تنامي الإشكاليات النفسية والاجتماعية عبر الانترنت
العنف اللفظي عبر الإنترنت يمكن أن يتسبب في إشكاليات نفسية واجتماعية خطيرة للأفراد المتعرضين له.
يُعرض هذا النوع من العنف الضحايا لمخاطر تدهور الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، وقد يؤدي إلى انعزالهم عن المجتمع وانخراطهم في سلوكيات سلبية.
صعوبة تتبع المتسببين في العنف اللفظي
غالبًا ما يكون من المعقِّد تتبع المتسببين في العنف اللفظي عبر الإنترنت، نظرًا للطبيعة المجهولة للهويات على الإنترنت. يُستخدم الكثيرون أسماء مستعارة وحسابات مزيَّفة للتخفي والهروب من المساءلة.
التحديات التقنية في مكافحة العنف اللفظي عبر الإنترنت
يتطلب مكافحة العنف اللفظي عبر الإنترنت استخدام التقنيات والأدوات المناسبة لرصد ومراقبة المحتوى الضار.
ومع ذلك، تعتبر هذه التقنيات غالبًا قاصرة أمام التطورات السريعة في وسائل التواصل الاجتماعي وطرق التلاعب بالمعلومات.
نقص التوعية والتثقيف
يعد توعية الجمهور بأخطار العنف اللفظي عبر الإنترنت خطوة أساسية في مكافحته. إلا أن هناك نقصًا في التثقيف حول هذا الموضوع، مما يجعل الأفراد أقل قدرة على التعامل معه والتبليغ عنه.
إنّ مكافحة العنف اللفظي عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تمثل تحديات كبيرة تتطلب تعاونًا دوليًّا وجهودًا مشتركة من الحكومات، وسائل التواصل الاجتماعي، المؤسسات، والأفراد. يجب أن يتم التركيز على تعزيز القوانين والسياسات، وتوجيه الجهود نحو تطوير تقنيات فعّالة للكشف عن المحتوى الضار، بالإضافة إلى تعزيز التوعية والتثقيف لدى الجمهور.