غالبًا ما علّمت مكتشفة مدارس منتسوري ماريا منتسوري من حولها التدريس وفقًا لهذا المبدأ ساعدوني على القيام بذلك بنفسي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال البيئة المعدة حيث يتم توفير المساحة ليكون الطفل مستقل وذاتي الاكتفاء.
تحقيق الذات من خلال النشاط المستقل في منتسوري
وخلال الوقت الذي أصبح فيه الأطفال أكثر اعتمادًا على والديهم للقيام بأشياء لهم والتي تستمر أحيانًا حتى سن الرشد يصبح من المهم بشكل متزايد أن يتم تعليم الأطفال مهارات الاكتفاء الذاتي، ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمرحلة ما قبل المدرسة في منتسوري في تنشئة جيل من الأفراد المستقلين والمكتفين ذاتيًا.
وهذا مهم لأن النجاح في الحياة يرتبط دائمًا بالدرجة التي ينظر فيها الناس إلى أنفسهم على أنهم مستقلون، والطريقة التي نحقق بها هذا الاستقلال والنجاح اللاحق هي بالبدء في سن مبكرة، ومنتسوري تجهز البيئة لتعزيز أفضل تطور لها، ثم تلاحظ وتشاهد الطفل وهو يسعى جاهداً ليكون مستقلاً وينمو ويتعلم، ومن ثم فإن الطفولة المبكرة هي الوقت المثالي لبدء تعلم المهارات الضرورية للاعتماد على الذات والبدء في ممارستها حتى يتمكن الأطفال من التصرف بمفردهم دون مساعدة.
العناية بالنفس
يعد تعلم كيفية الاعتناء بنفسه أحد أكبر الإنجازات التي يحققها الطفل في رحلة منتسوري لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وفي حضانات منتسوري يتم تدريس العناية بالنفس من خلال أنشطة الحياة العملية، وتشمل تمارين الحياة العملية تعلم المهارات الأساسية اللازمة على أساس يومي، كما إنها أنشطة الحياة اليومية التي يتعلم الطفل القيام بها بطريقة هادفة.
ويتعلم الطفل عن حركاته ويتعلم كيفية تحسين التنسيق، وتتضمن بعض هذه الأنشطة ارتداء الملابس وخلعها، والتي تتضمن أفعالًا تنمي المهارات الحركية الدقيقة، مثل تزرير أزرار القمصان وارتداء الأحذية، ويعد تنظيف الأسنان وتمشيط الشعر واستخدام الحمام وإعداد الطعام من الأنشطة العملية الأخرى التي قد يتعلمها الطفل في فصل دراسي في منتسوري.
حرية الاختيار
تأتي حرية الاختيار من بيئة جيدة الإعداد، وهذه البيئة المعدة هي المفتاح، حيث تعود جذور طريقة منتسوري إلى الاعتقاد بأن كل طفل فرد يستحق الاحترام، وهذا هو سبب تمتع الأطفال بحرية الاختيار في الفصل، وفي حضانات منتسوري يُسمح للأطفال باتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن ما يعملون عليه، ويتم منحهم الاستقلالية لاختيار العمل على الدروس التي تهمهم أكثر من غيرها.
احترام الذات
من خلال الاستقلال تبدأ ولادة احترام الذات، وتساعد جميع الفرص المتاحة للأطفال على بناء صورة ذاتية أفضل تؤدي إلى زيادة احترام الذات، ولسوء الحظ فإن الأطفال الذين يعتمدون على والديهم أو مقدمي الرعاية في كل شيء سينخفض لديهم في النهاية احترام الذات، وعلى الجانب المشرق مع ذلك فإن إحدى فوائد توجيه الأطفال ليصبحوا مستقلين هي إنه يزيد من تقديرهم لذاتهم.
وإن اكتساب الشعور بالاعتماد على الذات والاستقلالية يساعد أيضًا في تطوير صورة ذاتية صحية، وعندما يُظهر للطفل كيف يفعل شيئًا ما، وبعد ذلك يُسمح له بالقيام بذلك بمفرده، فإن ذلك يعزز احترامه لذاته أكثر من أي قدر من الثناء اللفظي على الإطلاق، فالأنشطة التي يكملها الأطفال لا تعلمهم فقط الفخر والصورة الإيجابية عن الذات ولكن أيضًا المثابرة.
وفي النهاية اعتقدت الدكتورة ماريا منتسوري أن كل طفل يولد مع القدرة الطبيعية على أن يكون فردًا مستقلاً، أي طفل يتمتع بالاكتفاء الذاتي ويستطيع ربط حذائه أو لباسه أو خلع ملابسه، ويعكس في فرحته وإحساسه بتحقيق صورة الكرامة الإنسانية المستمدة من الشعور بالاستقلالية.