تعتبر قضية العنف الجسدي من أخطر القضايا التي تواجه المجتمعات في العصر الحالي، يشهد العالم تصاعدًا مقلقًا في حالات العنف الجسدي، ورغم تأثيراته السلبية على الضحايا والمجتمع بأكمله، يبقى النقاش حول الدور الذكوري في تفاقم هذه الظاهرة أمرًا هامًا، فيما يلي كيفية تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية والنمط الرجولي التقليدي في تصاعد حالات العنف الجسدي، وكيف يمكن لتغيير تلك الديناميات أن يؤدي إلى تقليل هذا التفاقم.
تأثير العوامل الاجتماعية والنمط الرجولي في تصاعد حالات العنف الجسدي
الثقافة والتربية: تأتي الثقافة والتربية في صدارة العوامل التي تساهم في تشكيل تصورات الرجولة والسلوكيات المتوقعة من الرجال، يعلم الشبان منذ الصغر بأن يكونوا “رجالًا حقيقيين” يجب أن يكونوا قويين وجامعين، وأن يظهروا غير قابلين للضعف. هذا الضغط الثقافي يمكن أن يؤدي إلى تكوين صورة مغلوطة عن الرجولة، حيث يُعزّز فكرة أنه يجب حل النزاعات بالقوة والتحكم في الآخرين عن طريق العنف.
توزيع السلطة والهيمنة: يسهم توزيع السلطة والهيمنة في المجتمع في تعزيز السلوكيات العدوانية للذكور، عادةً ما يكون لدى الذكور دورات تعليمية وفرصًا اقتصادية أفضل، مما يمكنهم من الوصول إلى مواقع قيادية وسياسية، هذا النوع من الهيمنة يمكن أن يعزز من اندفاع البعض لاستخدام العنف للحفاظ على هذه المكاسب وتوسيع نفوذهم.
الصورة الإعلامية والترفيهية: تلعب وسائل الإعلام والترفيه دورًا مهمًا في تعزيز صورة الرجولة المسيطرة والتي تبرز القوة والعنف كسمات أساسية لها. يمكن أن تؤثر الصور العنيفة التي تُظهر الرجال كمحللين للمشاكل عبر العنف في تعزيز الاعتقاد بأن استخدام القوة هو السبيل الوحيد للتعامل مع الصراعات.
المسارات البديلة: للتغلب على تفاقم العنف الجسدي المرتبط بالدور الذكوري، يجب تعزيز المسارات البديلة للتعبير عن الرجولة، يمكن أن تشمل هذه المسارات تعزيز التعبير عن المشاعر بشكل صحيح، وتعزيز التواصل وحل النزاعات بطرق سلمية، وتعزيز قيم التعاون والانفتاح.
تحمل العوامل الاجتماعية والثقافية دورًا هامًا في تفاقم العنف الجسدي، ومن بين هذه العوامل تصورات الرجولة والقوة التي تحث الرجال على استخدام العنف كوسيلة للتحكم والهيمنة، من المهم أن يتم تعزيز التوعية حول هذه القضية وتشجيع التغيير في الثقافة والتربية لتعزيز قيم الحوار والتعاون وتقليل تصاعد العنف الجسدي.