تحليل الشخصية العصابية

اقرأ في هذا المقال


صاحب هذه الشخصية من السهل إثارته حيث ينفعل بالأحداث التافهة، ويشعر دائمًا بالتهديد والتشاؤم وعدم الاستقرار ويميل إلى المبالغة والتطرف. ويعتبر العصاب هو الشرط الأساسي للقلق المرضي، فالقلق هزيمة ذاتية وخبرة شخصية للفرد يطرحها على العالم ويتولد نتيجة استعداد ذاتي للانهزام.

سمات الشخصية العصابية:

وصاحب هذه الشخصية عادةً ما يتجاهل الأحداث التي تغضبه وتحفز القلق لديه، فيصبح شخص انسحابي يميل إلى تجنب المشاكل عوضاً من التغلب عليها ومتفرج على الحياة عوضاً من المساهمة فيها.

وأيضاً صاحب هذه الشخصية عاجز عن الإفصاح عن مشاعره الحقيقية ولا يستطيع معارضة أحد. ويرغم نفسه على قبول أشياء لا يحبها كما لا يستطيع التعبير عن الحب.

كما يفتقر صاحب هذه الشخصية للاتصال الصحيح بالآخرين لانشغاله المستمر بمشاكله الداخلية، مثل الزوج الذي يزعج زوجته ويلومها إذا اشتكت متاعبها لوالديها، والأستاذ الذي يطلب من تلاميذه التفكير باستقلالية فإذا فعلوا غضب وشعر بالإهانة. ويعتبر صاحب هذه الشخصية ضحية سلوكياته الاجتماعية الخاطئة.

تحليل الشخصية العصابية:

من الناحية الوجدانية:

– من السهل إثارة صاحب هذه الشخصية.

– صاحب هذه الشخصية ينفعل بطريقة تعيق إمكانياته الفعلية وهذا يؤدي به إلى الإصابة بالتوتر الشديد والعصبية لمواقف بسيطة، وهذا لا يترك له طاقة لمواجهة المواقف الصعبة.

– صاحب هذه الشخصية يصبح ضحية لانفعالاته العصبية المزمنة.

– عادةً ما يقومون بوصف أنفسهم بعبارات مثل: أشعر أنني في سجن، أشعر أنني ممزق، أشعر أنني على حافة الجنون.

– بالرغم من استحواذ الانفعالات وشدتها فهو شخص يواصل العمل والنشاط وهو مستبصر بحالته وعلى ما يحدث من تصرفات وسلوك شاذ وهذا بعكس المريض الذهاني الذي لا يرى في تصرفاته أى شذوذ أو خطأ.

من الناحية الاجتماعية:

صاحب هذه الشخصية عادةً ما يهرب ويتجاهل مشاكله عوضاً من التغلب عليها، ولما كانت مصادر الخوف والقلق في حياته مختلفة وشائعة فيصبح في النهاية شخص عاجز وانسحابي، وتتقلص حياتهم إلى حلقات ضيقة. فحياتهم تخلو من الإثارة وتمتلئ بالكف والقيود وهو بذلك يبعد نفسه عن العالم وينغلق على ذاته ولا يطور من مهاراته وقدراته.

وهم ذو شخصيات سهلة يركن عليها لأن بانسحابهم عن العالم وبتوجههم لأنفسهم كمراقبين للعالم يتجنبون الصراع من أجل المادة أو المركز أو القوة ويتجنبون أن يطلبوا من الآخرين إسداء خدمة، وأحيانًا ما يرفضون حتى الخدمة إذا قدمت لهم لأنهم يحتاجون لرد الجميل والاعتراف بالعالم والدخول في علاقات اجتماعية نشطة، فهو لا يحب أن يأخذ كما لا يحب أن يعطي، وإن أعطى فإنه يريد أن يثبت للآخرين أنه الأفضل والأقوى وهذا بطبعه غير سوي وغير ناضج لأنه غالبًا ما يكون عطاءً ماديًا فقط.

التعبير الحر عن الانفعالات:

يواجه صاحب هذه الشخصية مشاكل في التعبير الحر عن الانفعالات فتنخفض قدرتهم على تبادل المشاعر، لهذا نجد أن العصابي يقمع رغبته في التعبير عن مشاعره أمام الآخرين ويكتم معارضته واختلافه أو يرغم نفسه على قبول أشياء لا يحبها، أو يعجز عن التعبير عن الحب والاستمتاع بالأشخاص أو الأشياء التي يحبها. فهو إما أنه لا يحظى باحترام الآخرين أو أن يتحول إلى شخص عدواني خوفًا من فقدان الهيبة والتقدير أو أن يتذيذب بين الخضوع والعدوانية.

الاتصال الاجتماعي بالآخرين:

يفتقد هذا الشخص إلى العلاقات مثل الاتصال الذي يتم بين الآباء والأبناء، أو الرئيس ومرؤوسيه، فتبدو  علاقاته يملأها الصراع والنزاع وهذا نتيجة انشغاله بمشكلاته الداخلية وسوء تأويله للخلافات عندما تحدث، وهذا بدوره يؤدي إلى انقطاع الاتصال السليم بالآخرين.

ومن اضطرابات الاتصال لدى أصحاب هذه الشخصية ما يسمى بالرسائل المتناقضة. وهو أن يتصرف صاحب هذه الشخصية بطريقة معينة ولكنه يتوقع استجابة أخرى، وإن لم يحظى بهذه الاستجابة فإنه ينفعل وينشأ الصراع بسبب هذا الخلل وبهذا فهو يحول الأطراف الأخرى التي تتفاعل معه إلى ضحايا محكوم عليهم بالفشل مهما كان قرارهم واختيارهم.

لكن صاحب هذه الشخصية قد يحرف نفسه إلى أن يكون ضحية، وتجنب الناس له يكون بسبب محاولاته الدائبة لوضعهم في مواقف مستمرة من التأنيب واللوم مما يدفهم للتعامل معه على نحو متناقض، وهنا تتفجر المشاعر العصابية من قلق واكتئاب ومشاعر الوحدة والانعزال والمخاوف الاجتماعية والتأنيب الذاتي وغيرها من المشاعر التي تظهر في الأشخاص العصابيين.


شارك المقالة: