اقرأ في هذا المقال
- تدريس مفردات الرياضيات باستخدام درس الفترات الثلاثة في منتسوري
- ثلاثة أمثلة لتدريس مفردات الرياضيات باستخدام درس الفترات الثلاثة
هذا هو مصطلح آخر من تلك المصطلحات الصغيرة التي تظهر كثيرًا في منهج منتسوري، وقد أصبح اختصارًا بين المرشدين والممارسين، وعلى الرغم من أن العبارة غالبًا ما تظهر فيما يتعلق بعمل المفردات، إلا أنها لا تشير إلى أي درس أو مادة معينة، بل إلى الطريقة التي يتم تقديم الدروس بها، ومع الخبرة يصبح أسلوبًا متأصلًا في التدريس لمرشدي منتسوري وهو شيء تقوم به عمليًا دون تفكير في جوهره.
تدريس مفردات الرياضيات باستخدام درس الفترات الثلاثة في منتسوري
يشير الدرس المكون من ثلاث فترات إلى ثلاث خطوات أساسية لتقديم معلومات جديدة، وجمال بساطتها بمعنى أنها مرنة وقابلة للتكيف إلى ما لا نهاية، وقد يبدو من الواضح جدًا حتى عناء الحديث عنه، ومع ذلك من المفيد إعطائها اسمًا وإضفاء الطابع الرسمي على الخطوات للتأكد من أنه لن يتم التقدم على النفس في عملية التدريس حتى يتم تزويد الطفل بأفضل الظروف الممكنة للتعلم.
ولا يقتصر الدرس المكون من ثلاث فصول بالضرورة على منتسوري ويمكن تطبيقه مع البالغين وكذلك الأطفال، ويستخدمه المعلمون الجيدون طوال الوقت لتدريس مفردات الرياضيات، ومن المحتمل أن الجميع استخدمه أيضًا، وفتراتها هي كما يلي:
1- التحديد والتسمية: الخطوة الأولى تحديد وتسمية وإثبات كل ما هو المقصود بالطالب تعلمه، وفي هذه المرحلة من المهم التأكد من عزل موضوع الدرس، ولتجنب إثقال كاهل الطالب به كثيرًا في كل مرة، يجب أن يكون واضحًا وموجزًا ودقيقًا.
2- الارتباط والاعتراف: بالطبع لا يكفي أبدًا مجرد إعطاء المعلومات وتركها بمفردها، بعد ذلك يجب أن يتم ممارستها ودمجها وربطها بالمعرفة الحالية، وإذا كانت تقدم درسًا رسميًا مع أحد الطلاب، فيمكن أن تطلب منهم تحديد المعلومات التي تم تقديمها لهم للتو أو معالجتها أو استخدامها، ويجب إعطاء الأطفال الصغار على وجه الخصوص الفرص لدمج المعلومات مع الخبرة الحسية من خلال لمس الأشياء الخرسانية والتعامل معها.
3- الاستدعاء والتحقق: اعتمادًا على طبيعة الدرس وعمر الطالب، قد تأتي هذه الخطوة الأخيرة على الفور، أو بعد ساعات وأيام وأسابيع، والغرض منه هو التأكد من أن الدرس كان ناجحًا، وأن الطالب يستطيع فهمه وإعادة إنتاجه بنفسه دون مساعدة.
وإذا كان الأمر يتعلق بإظهار الطفل لمعرفته بشكل مباشر، فيجب أن ينتظر حتى يشعر بالتأكد من قدرته على النجاح، وإذا وجدت من خلال محاولة التحقق أن الدرس لم يؤخذ فإما أن تعود إلى الفترة الأولى وتكرر المقدمة، أو تقدم للطفل مزيدًا من التدريب في الفترة الثانية.
ثلاثة أمثلة لتدريس مفردات الرياضيات باستخدام درس الفترات الثلاثة
1- وجود دليل يقدم كائنات لغوية لطفل صغير سيوضح له العناصر واحدًا تلو الآخر، ويسلمها أو يضعها على الطاولة، ويطلق على كل منها اسم مثل: كلب، قطتان، وتكون تلك مقدمة للاعتراف والارتباط، وقد تشرك الطفل في لعبة صغيرة من نوع ما مثلاً تقول: رقم واحد، من فضلك؟ هل يمكنني الحصول على رقم 3؟ الآن، أعطني 3 أسماء للقطط، من فضلك؛ حتى أنها قد تطلب من الطفل تنظيف الأشياء واحدًا تلو الآخر.
وأخيرًا للتحقق من فهم الطفل يمكنها أن تسأل: ما هذا؟ ما هو اسم هذا؟ ولكن مع طفل صغير، قد لا يأتي هذا السؤال المباشر لأسابيع أو أشهر بعد ذلك، حيث يمكن بسهولة أن يمثل ضغطًا كبيرًا على المتحدث الناشئ، وسوف تسأل فقط بعد أن كان الطفل قد كرر تلك الكلمة من بعدها بالفعل، مما يثبت أنه قادر على قولها بصوت عالٍ وراغب في ذلك.
2- وفي الوقت نفسه في فصل دراسي في منتسوري، سيتم عرض أرقام ورق الصنفرة على طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، أثناء المقدمة يجلس المرشد بجانب الطفل، ويتتبع بعناية شكل الرقم بأطراف الأصابع، وحركاتها متعمدة وبطيئة وواضحة، وعند الانتهاء يقوم بتسمية الرقم، وينتقل إلى الأرقام الأخرى (عادةً ما يتم ذلك بمجموعة من ثلاثة)، ويُطلب من الطفل أن يكرر الإجراءات بعدها وينتهي في الوقت الحالي.
واعترافًا وترابطًا، سيعمل الطفل بشكل مستقل، ويأخذ الأرقام ويتتبعها ويسميها، وإذا رأت المعلمة أن هذا لا يسير على ما يرام، فسوف تكرر المقدمة، أخيرًا في يوم آخر سيجلس المعلم مع الطفل ويسأل: ما هذه الرسالة؟ وسيقوم الطفل بتتبعها وتسميتها، والتحقق من أنها من هذه المجموعة وجاهزة للعمل مع المجموعة التالية.
3- في المرحلة الابتدائية، تنطبق نفس المبادئ العامة، حتى عندما يكتسب العمل تعقيدًا وتتغير طبيعة الطفل، كالعادة ستكون الخطوة الأولى عرضًا تقديمي موجز إلى حد ما، حيث يقدم المعلم موضوعًا، ويعرض للطلاب المادة وهذه المرة، على سبيل المثال مجموعة تحليل المعادلات ويوضح استخدامها، ويمكن تنفيذ الخطوة الثانية بشكل مستقل أو في مجموعة حيث يستخدم الطلاب المادة بتحليل عينات النص المعدة.
ومن المحتمل أن يقضوا وقتًا في المناقشة والجدال فيما بينهم حول النتائج الصحيحة، أو ربما يأتون ليطلبوا من المعلم التوضيح ومساعدتهم على العمل من خلال جملة صعبة، وغالبًا ما تأتي الخطوة الثالثة من الدرس بدون مشاركة المعلم المباشرة أيضًا حيث تلاحظ طلابها وهم يشرحون العمل لزميل في الفصل أو يطبقون المفهوم بشكل صحيح في كتاباتهم.
4- تستخدم أيضًا درس الفترات الثلاثة عند التقديم الأطفال على الحروف الصنفرة وتعليمهم العد، من حيث تعلم الطفل، يتم في البداية عزل الكائن وتسميته، ثم الاسم يتم تعزيزه من خلال سماعه مرة أخرى واختيار الكائن المناسب، بينما في النهاية المرحلة قد يكون الطفل قادرًا على تسمية الكائن، ومراقبة الأشقاء أو الأصدقاء معًا، ومن حين لآخر يشهد المرء نفس العملية بالضبط عندما يعلم أحدهم شيء جديد للطفل الآخر، كما إنها أداة مفيدة بشكل خاص عند العمل مع القادمون الجدد إلى الإعداد، حيث قد تختلف لغة الإعداد عن لغة الطفل الرئيسية.
وتشير ماريا منتسوري إلى أن الجزء المهم هو أنه عندما تنظم تدريسها في دروس من ثلاث فترات، فإنها تبحث عن الإكمال بدلاً من التقويم، حيث لا يوجد مقدار محدد من الوقت يجب على الطفل أن يمارس فيه القيمة المكانية قبل أن يتم تقديمه إلى إضافة متعددة الأرقام أو مقدار الوقت المحدد الذي يجب أن يقضيه في الرياضيات، والفترة إنهم يعملون طالما يحتاجون، ودروس منتسوري منظمة حتى يتمكنُ كمعلمين من ملاحظة ما يحتاجه كل طفل من خلال عملهم.
وفي النهاية هذا النهج قابل للتكيف إلى ما لا نهاية وتأمل ماريا منتسوري أن يتمكن الجميع بالفعل من التفكير في طرق متعددة لتطبيقه خارج الفصل الدراسي أيضًا، سواء كآباء يعملون مع أطفالهم، أو بين الزملاء في العمل، أو أصدقاء يتعلمون خصوصيات وعموميات هواية كل من الآخر.