يميل طفل الروضة عند اختياره للأصدقاء، إلى إنشاء علاقة اجتماعية مع أفراد جنسه، بصورة أكبر من إنشائها مع أفراد الجنس الآخر، ومع بدء تحرُّر الطفل من عقدة تمركزه حول ذاته، تبدأ عملية انخراطه في عملية ممارسة الألعاب مع أقرانه الذين يتشابهون معه في المستويات الاجتماعية والاقتصادية والميول، سواء كانوا رفاق الحي، أم في الروضة.
كيف تؤثر جماعة الرفاق على لعب طفل الروضة؟
يزيد تأثير الأقران في مرحلة الروضة بصورة واضحة، ويحدث على سلوكيات اللعب عند طفل الروضة تغييرات ظاهرة وكبيرة، تتمثّل في عملية انتقال الطفل من لعبه الانفرادي إلى الألعاب الجماعية، كما تتطور مهارة الطفل على الالتزام بالقوانين الخاصة بالألعاب، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الطفل يُفضّل أن يلعب مع رفاقه أكثر من لعبه مع الأفراد الأكبر منه سنّاً، وأن يُصبح عنصراً في مجموعة الرفاق، وأن يبقى على تواصل معهم.
وتُعتبر ممارسة الألعاب وسيلة مهمة ليقوم الطفل باستعمال حواسه وعقله بطريقة فعّالة، فعن طريق اللعب يتمكّن طفل الروضة من استكشاف البيئة المحيطه، والتعرُّف على العناصر والمثيرات المتنوعة، كما يتمكن الطفل تعلُّم طبيعة دوره وأدوار الآخرين، بالإضافة إلى ذلك يتمكن الطفل عن طريق ممارسته للألعاب مع رفاقه تعلُّم القيم والعادات والثقافة الخاصة بمجتمعه، كما يتمكن تطوير المهارات الخاصة بالتفكير، والتي تٌساعده في المراحل القادمة من حياته.
ويتوجب على المربين إفساح المجال وإيجاد الفرص المتنوعة، ليتمكن الطفل من ممارسة ألعابه مع رفاقه؛ وذلك لأنَّ وجود الأصدقاء يُساعدون الطفل بإشباع احتياجاته، كحاجته للتقدير والاستقلالية، وهذا بدوره يُساعد في نمو الطفل من الناحية الاجتماعية، مع ضرورة إعطاء الأهل الأهتمام والرعاية اللازمة للطفل أثناء لعبه من رفاقه.
وقد ظهر مدى الأهمية الكبيرة لِلعب الطفل في هذه المرحلة، حيث يهتم الطفل بأن يلعب مع رفاقه، أكثر من اللعب مع غيرهم كالأهل مثلاً، فالطفل يستطيع تطوير مهارات الاتصال مع الآخرين عن طريق اللعب مع جماعة الرفاق، وهذا بدوره يُساعد في تنمية علاقته مع أصدقائه، والتعامُل معهم بروح الفريق المتكامل، وأن يُدرك بأنَّ الآخرين يمتلكون أفكاراً ومشاعر لا بُدَّ أن تُحترم.
يلعب الطفل في البداية مع رفاق الحي أو ما يُسمى بألعاب الجيرة، ثم يقوم بتكوين الصداقات داخل الروضة، فتتكون لديه جماعة الرفاق، والتي غالباً ما يُمارس الألعاب المتنوعة معها، وهذا الأمر يتطلّب من الأهل والمربون القيام بمراقبة الأطفال، وخصوصاً أثناء ممارستهم للألعاب، والعمل على توجيه الطفل نحو الصحبة الجيدة، والابتعاد عن رفقاء السوء.