الأطفال هي من النعم التي أنعمها الله تعالى على البشرية، وهم أساس بناء الأسرة وأمل المجتمع وقوام المستقبل للمسلمين، وهم أمانة في رقاب آبائهم؛ لأن ما يزرع الآباء في أبنائهم يحصدونه فيهم بالمستقبل، وما يربون عليه من المبادئ والقيم تنغرس بشخصياتهم في المستقبل، وعلى الأهل غرس القناعات والمعارف والمفاهيم السليمة التي تساهم بشكل فعال في بناء شخصية الأبناء.
تشجيع الطفل في الإسلام وتعزيز ثقته بنفسه
الأبناء هم أساس المجتمع الإسلامي ويجب على الآباء والمربين الاهتمام بصحتهم وتعزيز ثقتهم لتربية شباب مسلم واثق من نفسه، لا يمكن لأي شخص أن يجادل في دور الوالدين في تشجيع الأبناء وزيادة ثقتهم بنفسهم، وبناء شخصياتهم وتكوين صفات وملامحهم السلوكية والنفسية، فالأطفال يولدون شاشة ناصعة البياض ينقشها الأمهات والآباء، ثم ما يلبث الأطفال شخصياتهم ويزيدون الثقة بأنفسهم وبطريقة التعامل مع الآخرين.
إن تنمية الثقة بالنفس لدى الأبناء ومواكب ونموهم الجسدي والنفسي والعقلي ضروري للتنشئة السليمة للأبناء في الإسلام، فالأبناء يكتسبون الثقة في شخصيتهم من خلال السنوات الأولى من مراحلهم العمرية بأسلوب التفاعل الاجتماعي الحاصل بين الأبناء وأمهاتهم، وبين الأبناء أنفسهم والأفراد الآخرين في الأسرة.
ويتم مضاعفة الثقة بالنفس وتقويتها عن طريق طبيعة التنشئة السليمة لدى الأبناء، فعندما ينمو الأبناء في بيئة ممتلئة بالثقة وتعزيز النفس ويكون الأبناء واثقين من تصرفاتهم وسلوكياتهم، ويجب إتاحة الفرصة للأبناء للتعبير عن مشاعرهم وآرائهم.
وإعطاء الأطفال التحفيز والتشجيع في أداء نشاطهم الذهني والحركي المستقل، كثيرا ما ينتج هذا من تطوير وتشجيع وتقوية الثقة بالنفس لديهم، بينما يحدث عكس ذلك من ضعف أو انعدام الثقة إذا لم يمنح الأبناء الحرية في التعبير والاختيار لرغباتهم الأكاديمية وغيرها من الأمور.
حث الإسلام على تقوية شخصية الأبناء وزيادة الثقة لديهم وإعطائهم الحرية في اختيار بعض الأمور، يجب على الآباء تعزيز ثقة الأبناء وشخصياتهم بما يناسب الأبناء أنفسهم وليس بما يريده الآباء.
أن كثيرا من الآباء والأمهات يجدون صعوبة عظيمة في تربية أبنائهم، إذا كانت شخصيات الأبناء مختلفة عنهم قد يعمل أحد الأبوين على محاولة دفع ابنه المختلف على اتباع طريقتهم نفسها في السلوك، هذا السلوك لا يجوز فرضه على الأبناء بل يجب تنمية ثقتهم وشخصياتهم لاختيار ما يناسبهم.