ظهرت الاكتشافات العلمية والتجريبية في مجالات علم النفس التربوي بداية القرن التاسع عشر والعشرين، في هذا العصر قام علماء النفس باكتشاف طبيعة الأطفال الإنسانية والميول الخاصة بهم، كان يؤكد علم النفس التقليدي أنّ الأطفال أشخاص راشدين صغار وهذا يعاكس علم النفس الحديث الذي أكّد أنّ الطفل ليس راشد صغير، فهو يفكر ويتخيل بشكل متخلف عن سمات الراشد وخصائصه.
تطور علم النفس التربوي حتى القرن العشرين:
- وضّح بشكل دقيق بعض القضايا والمواضيع النفسية.
- تعرّف على العمليات النفسية البارزة في المناهج وبعض التقنيات التربوية.
- تعرّف بشكل متماسك على المفاهيم والتصورات التي ترتبط بطرق التفكير.
- تعرّف على المعطيات البيولوجية التي ترتبط بمراحل تطوّر الطفل ونموه والترابطات النفسية.
- تعرّف على المعلومات التي ترتبط بالوسط الاجتماعي والبيئي الذي ينشأ الطفل فيه.
- تعرّف على التاريخ الشخصي للطفل.
المبادئ التربوية التي رسخها علم النفس التربوي:
- مبدأ الحرية: تم تحويل التربية الحرّة لدستور تربوي يمتاز بطابع الشمول والأصالة، حيث تمتاز بصيغ متعددة كالحرية النفسية والحرية الجسدية والعقلية الخاصة بالطفل، فالحرية النفسية تعني أن يبتعد الطفل على تبني مواقف واتجاهات انفعالية سلبية مثل مشاعر الحقد والكراهية، بل يجب أن نترك للطفل حرية التكون السيكولوجي، أمّا العقلية فتعني أنه يجب أن نبتعد عن تعبئة ذهن الطفل فيما لا يرغب فيه، كذلك أن يفكِّر فيما ليس من شأنه
- مبدأ الحوار: هي العملية التي ينتقل بها عقل الإنسان من الحالات الساكنة إلى الحالات النشطة؛ فاللغة لا تنمو إلّا عن طريق الحوار الفعال وأنّ الأطفال الذين لا تتاح لهم هذه الفرصة يعانون من خواء ذهني، كذلك يعاني من ضمور شديد لإمكانياتهم العقلية والنفسية والوجدانية.
- مبدأ المسؤولية: يعتبر هذا المبدأ من المبادئ وثيقة الصلة بالحرية، فالحرية هي المساحة التي يتحرك فيها البشر وجدانياً ونفسياً وانفعالياً، من هنا فإنّ مبدأ المسؤولية يشير إلى النتائج التي تظهر من خلال الحركات الرشيقة للحرية وتحمل الفرد نتائج أفعاله.
- مبدأ الاستقلال: يمكن أن نعرّف تعويد الطفل بأن يعتمد على نفسه في حل مشاكله وفي قضاء حاجاته، ذلك بالقدر الذي تسمح له قدراته القيام به بالتربية الاستقلالية التي ترتكز عليها التربية الحديثة، فالتربية الاستقلالية نقيض التربية الاتكالية؛ بذلك ينشأ الطفل ضعيف الشخصية كثير التبرم بالحياة متشائماً.