تكلفة الاستجابة في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة
إحدى إجراءات العقاب المنتشرة لتخفيض السلوك غير مناسب، والمعروف باسم تكلفة الاستجابة، وكما يدل الاسم لهذا أن تأدية الشخص للسلوك غير مناسب سيترتب علية شيئاً ما، وهذا الشيء هو خسارة كمية محددة من المحفزات التي تكون لدى الفرد.
ومن الأمثلة في الحياة اليومية هناك العديد من التطبيقات على هذا الإجراء، منها مخالفة السائق عندما لا توقفه عند الإشارة الحمراء، وفقدان الطالب لعدد معينة من العلامات؛ لعدم تسليمه لواجبه المدرسي في الموعد الذي يقرره المعلم.
ومفهوم تكلفة الاستجابة هو إجراء سلوكي الذي يتضمن خسارة الفرد بعض من المحفزات التي لديه، نتيجة لإداء السلوك غير المناسب، مما سيعمل على تقليل أو إيقاف ذلك السلوك، وغالباً ما يطلق على هذا الإجراء غرامة أو مخالفة.
وحرمان الفرد من جزء من المحفزات التي تكون موجودة لديه، هو نمط من أنماط العقاب، وتأخذ تكلفة الاستجابة طريقتان هما، الطريقة الأولى يحصل الفرد على كمية محددة من المحفزات عند تأديته للسلوك المقبول، ويفقد كمية محددة منها عند تأديته للسلوك غير مناسب، وهذا النوع الشائع.
وغالباً ما تكون تكلفة الاستجابة في هذه النظام جزء من برنامج تعديل السلوك الشامل، وفي الطريقة الثانية، يعطي المعالج للفرد كمية من المحفزات المجانية عند تنفيذ برنامج العلاج، ويطلب من الفرد أن يحافظ على أكبر قدر ممكن من تلك المحفزات، وبالامتناع عن أداء السلوك غير المناسب الذي يراد تقليله. فإذا حدث السلوك غير المناسب يفقد عدد محدد من تلك المحفزات، يتم تعيينها قبل البدء بتطبيق الإجراء.
النقاط التي يجب مراعاتها عند استخدام تكلفة الاستجابة
أثبتت الكثير من الدراسات مدى فعالية تكلفة الاستجابة، كأسلوب لتخفيف من السلوكيات غير المناسبة، مثل السلوك الاجتماعي غير الملائم، السلوك العدواني، النشاط الزائد وعدم اتباع التعليمات وغيرها.
كما أشارت الأبحاث العلمية إلى أن هذا الإجراء فعال للغاية في التعامل مع الأشخاص ذو الاضطراب النفسي وذوي الإعاقة، والأحداث الجانحين، وبالإضافة إلى الأطفال العاديين، ونادراً ما يتم استخدم إجراء تكلفة الاستجابة لوحده في برنامج تعديل السلوك، لذلك غالباً ما يتم استخدم إجراءات تقوية السلوك والتعزيز.
وعلى وجه الخصوص، استخدم العلماء تكلفة الاستجابة في برامج التعزيز الرمزي والتعاقد السلوكي، ويمكن للشخص الحصول على المحفزات عند أداء المهمة المنصوص عليها في العقد السلوكي، ولكنه يفقد جزء من تلك المحفزات عندما لا يؤدي المهمة، أو عند تأديته السلوكيات أخرى غير مناسبة.
يمكن إساءة استعمال تكلفة الاستجابة، وغالباً تكون على شكل مخالفات للأفراد، أو الغرامات المتكررة، مما قد يؤدي إلى فقدان معنى هذا الإجراء، لهذا ينصح باتباع الخطوات التالية عند استعمال تكلفة الاستجابة يجب إيضاح طبيعة الإجراء للفرد قبل البدء بتطبيقها؛ لأن هذا قد يزيد قبوله له.
وبالإضافة إلى ذلك يجب تحديد السلوك ومعرفة مفهومه، وتحديد مقدار التعزيز الذي سيخسره الفرد عند أداء هذا السلوك، وأيضاً معاقبة السلوك غير المناسب، من خلال تكلفة الاستجابة يجب تعزيز السلوك المناسب.
وأيضاً يجب استخدام التغذية الراجعة الفورية؛ من أجل توضيح أسباب فقدان المحفزات للفرد، يجب تطبيق هذا الإجراء فوراً بعد حدوث السلوك غير مناسب، ويجب تطبيقه في كل مرة يحدث فيها ذلك السلوك وتجنب زيادة قيمة الغرامة بشكل تدريجي، فذلك قد يؤدي إلى اعتياد الشخص على الزيادة التدريجية، مما يؤدي إلى فقدان الإجراء لفعاليته.
لا يمكننا حرمان الفرد من بعض المحفزات، إلا إذا كان لديه شيء منها، لهذا يجب أن يخسر الشخص كل المحفزات التي بحوزته، وهذا يتطلب التأكد من أن كمية التعزيز التي تقدم عند حدوث السلوك الذي يراد تقليله كمية قليلة نسبياً، وذلك يعتمد على طبيعة السلوك وقوته وكمية المحفزات الموجودة التي يمتلكها الفرد.
إذا أدى استخدام هذا الإجراء خساره الشخص لكل المحفزات، وقد يحدث هذا أحياناً، بالتالي يلجأ معدل السلوك إلى إجراء آخر كالإقصاء مثلاً.
حسنات تكلفة الاستجابة في تعديل السلوك
يوجد الكثير من المزايا لتكلفة الاستجابة من بينها، بساطة التطبيق وفعاليته، وبالذات إذا ما استخدم مع إجراءات أخرى لضبط السلوك، كما أنه لا يستغرق فترة كثيرة لتقليل السلوك، وهو أيضاً لا يتضمن العقاب الجسدي.
لتكلفة الاستجابة عيوب أيضاً، وأهمها أنه قد يؤدي سلوكيات عدوانية، فالفرد قد يدخل في شجار مع الآخرين الذين سيأخذون المحفزات منه.
أهداف تكلفة الاستجابة
تقليل السلوك غير المرغوب فيه.
تعزيز السلوك المرغوب فيه.
أنواع تكلفة الاستجابة
تكلفة الاستجابة الإيجابية: يتم إزالة شيء ذي قيمة من الفرد بشكل مباشر بعد السلوك غير المرغوب فيه.
تكلفة الاستجابة السلبية: يتم إزالة شيء ذي قيمة من الفرد بشكل غير مباشر بعد السلوك غير المرغوب فيه.
مثال على تكلفة الاستجابة الإيجابية
إذا قام الطفل بضرب أخيه، يتم إزالة لعبة من الطفل.
مثال على تكلفة الاستجابة السلبية
إذا قام الطفل بترك غرفته فوضوية، يتم حرمانه من مشاهدة التلفاز.
خطوات تطبيق تكلفة الاستجابة
تحديد السلوك غير المرغوب فيه.
تحديد شيء ذي قيمة للفرد.
تحديد نوع تكلفة الاستجابة.
شرح تكلفة الاستجابة للفرد.
تطبيق تكلفة الاستجابة بشكل ثابت.
مميزات تكلفة الاستجابة
فعالة في تقليل السلوك غير المرغوب فيه.
سهلة التطبيق.
يمكن استخدامها مع جميع الأعمار.