إذا أردنا النجاح، علينا أن نكون على قناعة، بأنَّ التجربة العلمية ما هي إلا عملية طرح وتنحِيَة للطرق التي لم تأت بالنتائج الإيجابية، ولهذا علينا أن نحتفظ بسجلات دقيقة لكلّ تجربة نمرّ فيها.
كلّ ما نقوم به ممكن الحدوث:
ما إنْ يقرّر أحدنا أنَّ أحد الأمور التي يفكر فيها ممكنة الحدوث، يقوم وقتها على تنحية وطرح الطرق التي لم تأتِ بنتيجة، إلى أن تتبقى طريقة واحدة، هي السبيل الوحيد التي أثبتت فائدتها، ونتيجة لهذه التجارب أصبحنا نسمع بأعظم مخترعي التاريخ الحديث، وأكثرهم ثراء، الذين قاموا بعملية الطرح والتنحية للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة، إذ ينبغي علينا أن نقوم بالأمر نفسه لتنمية ذاتنا بالشكل الصحيح.
تنمية الذات تتطلب منّا، في كلّ مرّة نحاول فيها ونخفق، أن نقوم على إزاحة الإخفاق عن كاهلنا، باعتباره تجربة تعلّم تنتقل بنا خطوة واحدة أقرب للنجاح، فالفشل ليس سوى فرصة لبداية جديدة، تمتاز بذكاء أكثر وتجربة وخبرة أكثر شمولاً، وأخطاء أقل، فنحن في طبيعتنا البشرية نتعلّم أكثر من أخطائنا، والقليل منّا يكتسب تلك الخبرة عن طريق الغير، فلا نزال نتعلّم حتى نصل إلى مرحلة نشعر فيها بالرضى النفسي عن ذاتنا، وثقتنا المُطلقة بالأمور التي نقوم فيها.