تنمية الذات من خلال الذكاء الحدسي

اقرأ في هذا المقال


العديد منّا يملك إحساساً مميّزاً في مجال ما، ولعلّ أكثرها رواجاً في استخداماتنا اليومية هو الذكاء الحدسي، الذي يعتبره البعض حاسّة سادسة، يمتاز بها من يتمتّع بالفراسة وحسن التقدير.

ما هو الذكاء الحدسي؟

الذكاء الحدسي، هو قدرتنا على الإحساس بالصواب والخطأ ﻷي موقف كان، وهو كذلك القدرة على الحكم بشكل صحيح على الآخرين بسرعة ودقّة عالية، والتوصّل إلى أفكار ورؤى بمنأى عن المنطق والتدريب، فهو إحساس غريزي يعتمد على الذات.

لدى العديد منّا قدرة هائلة في الحكم على الشخصية، إذ يبدو أنَّنا نعلم مقداراً هائلاً من المعلومات الخاصة بأحد الأشخاص، في غضون ثوانٍ معدودة لا أكثر من بداية لقائنا معه، أو حتّى سماع صوته وحسب.

ما الفرق بين الذكاء الحدسي للرجال والنساء؟

تثق النساء بذكائها الحدسي أكثر من الرجال، ولكن عندما يتمّ إجراء اختبارات على الرجال والنساء، وتقدّم لهم الأسئلة التي تعتمد أجوبتها على الحدس، فإنَّ درجات كل من الرجال والنساء تأتي متساوية تماماً، ولكن لماذا إذن نبدي احتراماً أكثر لحدس النساء، يرجع ذلك ﻷنَّ النساء أنفسهن ينصتن إلى صوت حدسهن، ويثقن فيه أكثر ممَّا يفعل الرجال.

لحسن الحظ أن الذكاء الحدسي هو إحساس يأتي بالفطرة، يتطوّر بزيادة استخدامه، فكلما أنصتنا أكثر لأجسادنا زادت ثقتنا فيها، وأصبحت أكثر مصداقية ودقّة، وكذلك حدسنا، بينما نقوم على استخدامه بشكل أكبر، سوف نتلقّى المزيد من الإجابات الأفضل، فأصواتنا الداخلية عادةً ما تتسم بالصدق المُطلَق لأنَّها نابعة من الفطرة.

هل ذكاؤنا الحدسي يتصف بالصحّة دائماً؟

علينا أن لا نغفل أنَّ الاعتماد المُطلَق على الذكاء الحدسي، هو أمر غير صحيح إطلاقاً، فعادة ما نتخذ قرارات خاطئة مبنيّة على ذكائنا الحدسي بشكل متسرّع، غير مبنيّ على أيَّ معلومات مُسبقة، ممَّا يضعنا في خانة الفشل وربّما التشكيك في مصداقية الآخرين.

لا ننكر أنَّ الفراسة أو الحدس أمران ضروريان في الحكم على بعض الأمور، ولكن فيما يخصّ القرارات الحاسمة، وتقييم الآخرين بشكل منطقيّ موضوعي، علينا أن نكون أكثر دقّة ومسؤولية، وأن تكون قراراتنا مبنيّة على أسس علمية موضعية دقيقة، فالحدس لا علاقة له بالأمور الحسابية مثلاً، أو في الأمور التي يترتّب عليها أحكاماً تتعلّق بحياة الآخرين أو أعمالهم.


شارك المقالة: