اقرأ في هذا المقال
- على ماذا تركز حركة تنمية الشخصية؟
- دور المجتمع في تنمية الذات على أساس التعاطف
- العاطفة الأخلاقية حاجة ملحّة لكل فئات المجتمع
بسبب ما آلت إليه الأمور في الكثير من المجتمعات أصبح يعاني أبناءها من ضعف عام في الشخصية أو عدم تنميتها على أساس صحيح، فقد شهدت حركة تنمية الشخصية صحوة قويّة، وقد تفاعلت معها العديد من المجتمعات ودور العبادة والشركات والمنظمات والحكومات والمدارس والجامعات والأسر بشكل عام، وأصبح هناك العديد من القادة والمؤثرين والمنظمات والمؤتمرات والمصادر الهائلة تهتم بهذا الموضوع أكثر من ذي قبل.
على ماذا تركز حركة تنمية الشخصية؟
تركّز حركة تنمية الشخصية غير المسبوقة، على أساس تنمية الذات بشكل صحيح على فضائل من الأعمدة الستة للشخصية، إذ لا بدأ وأن تقوم الشخصية على أساس من المسؤولية، الاحترام، العدل، الرعاية، المواطنة والثقة، وهذه الفضائل مع الفضائل الأخرى جميعاً مبنيّة على أساس واحد، ألا وهو التعاطف، لأنه بدون التعاطف لا نستطيع أن نحترم غيرنا ولا أن ننصفه بالعدل ولا أن نثق به ولا أن نتحمّل المسؤولية.
دور المجتمع في تنمية الذات على أساس التعاطف:
هناك الكثير من البرامج التي تقدمها العديد من المنظمات الدولية والمحلية وحتّى على صعيد المدارس والجامعات والأسر، والتي تدعو إلى كيفية تنمية الذات على أساس من التعاطف والودّ والتواضع، وقد أثبت الشعب الياباني مثلاً أنهم استطاعوا أن يثبتوا للعالم بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الدمار الذي لحق بهم، أنهم شعباً يمتلك الإرادة الحيّة والقدرة على تنمية الذات خلال فترة لا تتجاوز الخمسين عام، حيث أصبح المنهاج التدريسي العلمي لديهم هو الأفضل، والتواضع والصدق والإخلاص والتعاطف هو من أبرز سماتهم، فنجحوا في جميع مجالات الحياة، ﻷنهم قاموا أولاً ببناء الشخصية وبعد ذلك فازوا بكلّ شيء.
العاطفة الأخلاقية حاجة ملحّة لكل فئات المجتمع:
إنّ فضيلة التعاطف تعتبر أساساً وقاعدة لباقي الفضائل ونحن نحتاجها صغاراً وكباراً، لا فرق بيننا ﻷننا في النهاية سننخرط في مجتمع واحد، فالعاطفة الأخلاقية الأساسية هي التي تساعد الجيل الناشئ على أن يكتسبوا حساسية تجاه احتياجات ومشاعر الآخرين، وتعينهم على القيام بما هو خير، أما الفضائل الأخرى فهي الضمير ورباطة الجأش والاحترام والرفق والتسامح والعدل، فهي أساسية ولكن ليس بمقدار فضيلة التعاطف.
علينا أن نكتسب صفة التعاطف ونتعلّمها ونعلمها أيضاً ﻷبنائنا حسب الأسلوب المتبع في المجتمع الذي نعيشه، وأن نركّز على ما يعود علينا من نتائج، وأن ندرك أنّ التعاطف يحسّن من فهم الآخر وإقامة علاقات معه، وأفضل فرص لتلقين التعاطف هو ما يحدث من مواقف دون تخطيط مسبق كدروس مستفادة، كونها تحدث بصورة طبيعية.