الآمال تتغير بتغير الزمن

اقرأ في هذا المقال


الحياة السعيدة تتحقّق عن طريق أنفسنا فقط، من الممكن أن تؤثر البيئة الخارجية على مشاعرنا واتجاهاتنا ولكننا وحدنا من نحدّد في النهاية كيفية تجاوبنا مع المؤثرات الخارجية، فكلّ إنسان يختلف عن الآخر في الحاجات والرغبات والمتطلبات، فربما تكون السعادة، في المال وربما في المظهر الخارجي، إلّا أنَّ الآمال الواقعية هي التي من الممكن أن نحققها.

آمالنا عندما كنّا صغاراً تغيّرت عندما كبرنا، وستتغير مرّة أخرى في مرحلة الشيخوخة، مع ذلك هناك يقين واحد محدّد لكلّ منّا، حيث أنّ السعادة أكثر من مجرد نقيض للتعاسة، فالإنسان السعيد هو من يستطيع أن يعيش حياته بشعور من الرضا والإشباع العاطفي، ولا يتغيّر هذا الشعور لديه بتغيّر الزمن والظروف المحيطة به، فكلنا تعرَّف على أشخاص ماتوا سعداء بتمام الرضا بحياتهم.

الخطط اللازمة لتحقيق الآمال:

إنَّ تجنب الأشياء التي تجعلنا غير سعيدين لا يجلب لنا السعادة بل يجعلنا محايدين، فالآمال حالة إيجابية نشطة، فالأشخاص المرتبطين بأعمال كثيرة نراهم سعداء أكثر من الأشخاص التعساء الذين يعانون من فراغ شديد في حياتهم إلى حدّ الخمول، فالأشخاص الذين لديهم آمال عريضة لديهم مهام يستمتعون بها في جدول حياتهم المليء بالسعادة، فالعواطف لا تخضع دائماً للعقل، ولكنها تتوقّف بناء على التصرفات، فقيامنا بأعمال إيجابية يشعرنا أنّنا أكثر أهمية وسعادة.

تحقيق الآمال يحتاج حقاً إلى التخلي عن أشياء معيّنة، فنحن لا نستطيع عمل كلّ شيء نأمل به، فقد يتغيّر الزمن وتتغيّر الظروف ونقف عاجزين عن تحقيق أبسط الآمال، فنحن لا نملك الجهد والوقت اللازمين للقيام بكلّ شيء نأمل به ونحبه، فالوظيفة التي تحتاج منّا إلى ساعات عمل طويلة وربّما العمل أثناء الإجازات، تستنفد الوقت الذي نقضيه مع الأسرة والأصدقاء، ولا تتيح لنا المجال لقضاء أوقات سعيدة مع من نحب.

هناك العديد من الأمور التي نحتاجها ونأمل بحصولها في حياتنا وصولاً إلى السعادة، إلّا أنَّها لا تحصل، علينا أن نتوقع ما سنحقّقه بواقعية، ثمَّ نحدّد ما يجب القيام به بشكل مختلف، لكي يتماشى مع رغباتنا وتوقعاتنا، والسؤال المطروح هنا هو، ما الذي انتظره من الحياة بالفعل؟ ومال الذي أتوقّعه؟ وهنا يبدأ التغيير الحقيقي في تحقيق الآمال، من خلال وضع خطط لازمة لتحقيق الآمال وتحديد الأولويات والأدوات اللازمة لتحقيقها.

المصدر: الثقة والاعتزاز بالنفس، إبراهيم الفقي.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.مفاتيح النجاح العشرة، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: