إذا أردنا أن ننجح بالفعل، علينا وقتها أن نمضي نحو المكان الذي سنجد فيه فرصة النجاح، بمعنى أن لا نذهب إلى المكان الذي ظهر فيه النجاح للعيان، وأصبح متاحاً للجميع، بل علينا أن نتوقّع المكان الذي سيظهر فيه النجاح، وأن نقوم بانتهاز الفرصة قبل الجميع، وذلك يتطلّب منّا تفكيراً مسبقاً وبشكل متواصل.
النجاح يتطلّب أن يكون تفكيرنا بعيد المدى:
إنَّ التفكير المُسبق أمر وثيق الصلة بنا، فأينما يمكننا توقّع النجاح، علينا التواجد حينها وانتهاز الفرصة، فالتحلّي بمنظور بعيد المدى بشأن حياتنا، يتيح لنا اتخاذ قرارات أفضل على المدى القريب، فالذين لا يفكّرون بالمستقبل، لا يمكنهم أن يحظوا بأي حاضر أو مستقبل، ونتيجتهم الحتمية هي الفشل.
علينا أن نتطلّع إلى مستقبلنا، وأن نبدأ في تخيّل وتوّقع بعض التحولات والانعطافات التي قد تحدث لنا، فإذا فقدنا القدرة على إنجاز بعض الأمور التي تتعلق في نجاحنا، فما هي ردّة فعلنا وقتها، وما أول فكرة ستخطر لنا.
الناجحون يتجاوزون الفشل بالمحاولة مجدّداً:
يوجد عامل مشترك بين الأشخاص الناجحين، فهم جميعاً يدركون أنَّهم إذا فشلوا في أي عمل يقومون به، ما عليهم إلّا المحاولة من جديد والخوض في إنجاز آخر نحو نجاح آخر، ﻷنَّهم يملكون كافة مقوّمات النجاح، وهم أكفّاء جداً فيما يقومون به، ولديهم ثقة بقدراتهم، فالفشل النسبي بالنسبة لهم لن يكون أكثر من مضايقة فكرية، فأمامهم وفرة من الخيارات والاحتمالات، التي قد تمَّ التخطيط لها مُسبقاً.
ثمّة وسيلة يمكننا أن نحدّّد من خلالها مدى كفاءتنا في المجال الذي نعمل به، إذ أن مقدار ما نحظى به من قيمة واحترام فيما نقوم به، ومقدار الأشخاص الذين يرغبون في أن يكوّنوا علاقات معنا، ومقدار ما نحصل عليه من نجاح، هو من يحدّد مدى كفاءتنا بشكل حقيقي.
عادةً ما يقوم الناجحون بوضع فرضيات، من خلال التساؤل، ماذا لو؟ ويقومون بوضع العديد من الأجوبة المنطقية التي تسمح لهم في تلافي المستقبل المجهول، مدركين أن لا شيء مضمون، وأنَّ الأمور والنجاحات تنقلب في ليلة وضحاها، إلى شيء من الماضي في ظلّ التسارع التكنولوجي المخيف.
أمَّا السلبيون الذين لا يملكون القدرة على تنبؤ المستقبل فعادةً ما يقعون ضحيّة أول عقبة يقعون فيها، فنجدهم يقومون باتهام الآخرين تارة وندب حظهم تارة أخرى، فهم من تورّطوا في ذلك وكانوا سبباً فيه.