حاجات أسر الأطفال المعاقين عقليا من وجهة نظر العالم جوردون

اقرأ في هذا المقال


إنَّ اتجاهات أسر الأطفال المعاقين عقلياً وحاجاتهم نادراً ما يتم الاعتناء بها، فقد بيّنت دراسة أقيمت لهم عن تطلّعهم في الحصول على معرفة أكثر صِلة عن الإعاقة وعن أماكن المساعدة وكيفيتها، كذلك بينوا عن الحاجة إلى التوجيه، فيما يرتبط بطرق التعامل مع الطفل، الإرشاد الجيني، والتفاعل مع أخوة آخريين.

أفكار العالم جوردون لحاجات أسر الأطفال المعاقين عقليا

يُقدّم العالم جوردون بعض الأفكار حول ما يمكن تقديمه من مساعدة لوالدي الأطفال ذوي الإعاقة العقلية من أجلهم:

  • إنَّ الآباء يحتاجون ويفتقرون ومن اللحظة الأولى التي يُحدَّد بها أنَّ الطفل غير سَوي، إلى خدمات تُقدَّم لهم دون الحاجة أن يتقصَّوا عنها، خدمات تُعَدُّ من أجلهم بدلاً من أن تكون خدمات يحركونها لأنفسهم.
  • إنَّ آباء الأطفال المعاقين يحتاجون إلى التكلم مع آباء يشبهونهم، لديهم أطفال معوقين حتى ولو لمجرد أن يعرف ويفهم كل من الأب أو الأم أنَّه يوجد غيرهما من الآباء يعانون مثل مشكلاتهم، أي لديهم أطفال مثل طفلهم وأنَّهم يعيشون مع هذا الحِمل الثقيل.
  • إنَّ الآباء يحتاجون إلى المتخصصين الذين يمتلكون مؤهل أكاديمي مناسب، لديهم ثبات انفعالي، أن يكونوا على استعداد أن يتصدوا للموقف معهم، أن يعاملوهم بعطف ويدعموهم، يقدمون لهم صورة واقعية للحالة الحالية للطفل المعاق، والتوقعات التي يمكن اجراؤها وتخمينها.
  • ربما تكون أكبر مساعدة أولية يمكن منحها للوالدين، هي احترام مشاعر الصدمة، الخوف، والقلق لديهم، ويكون الوالدَين يفتقرون إلى التعبير عن مشاعرهما أكثر من الاستماع إلى التأكيدات بأنَّ كل شيء سيكون بخير.

الفهم العام لاحتياجات أسر الأطفال المعاقين عقليا

يشير جوردون إلى أن أسر الأطفال المعاقين عقلياً تواجه تحديات فريدة تتطلب دعماً خاصاً يختلف عن دعم الأسر الأخرى. هذه الاحتياجات تنبع من الجوانب النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية التي تؤثر على الأسر بشكل مباشر. من أجل فهم احتياجات الأسر بشكل أفضل، يجب النظر إلى الظروف الفردية لكل أسرة والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.

الحاجات النفسية والعاطفية

تُعد الحاجات النفسية والعاطفية من أهم الجوانب التي يجب معالجتها لتوفير بيئة صحية ومستقرة للأسر:

  • الدعم النفسي: تعاني أسر الأطفال المعاقين عقلياً من مستويات عالية من القلق والتوتر بسبب الحالة الصحية لطفلهم والمستقبل غير الواضح الذي قد يواجهونه. يشدد جوردون على أهمية تقديم الدعم النفسي من خلال جلسات الاستشارة النفسية، والمجموعات الداعمة للأسر، لتخفيف العبء النفسي وتعزيز التكيف مع الوضع.

  • التقبل والمرونة: تحتاج الأسر إلى الدعم في تعلم كيفية تقبل الوضع الجديد والعمل بمرونة مع التحديات اليومية التي تواجهها. يمكن أن يشمل ذلك برامج تعليمية ودورات تدريبية حول كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل الخاصة واحتياجاته.

الحاجات الاجتماعية

الحاجات الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في تعزيز الشعور بالانتماء والتكامل المجتمعي لأسر الأطفال المعاقين عقلياً:

  • الدعم المجتمعي: يشير جوردون إلى أهمية بناء شبكات دعم اجتماعي قوية تشمل أفراد العائلة، والأصدقاء، والمجتمع المحلي. هذه الشبكات توفر الدعم العاطفي والعملي للأسر، مما يساعدها على مواجهة التحديات بشكل أفضل.

  • التوعية والتثقيف المجتمعي: يبرز جوردون الحاجة إلى التوعية والتثقيف في المجتمع حول الإعاقة العقلية، لتقليل الوصمة الاجتماعية وزيادة فهم المجتمع لاحتياجات الأطفال المعاقين عقلياً وأسرهم. هذا يشمل الترويج لقبول التنوع وتشجيع الإدماج.

الحاجات الاقتصادية

تواجه أسر الأطفال المعاقين عقلياً تحديات اقتصادية كبيرة تتطلب توفير دعم مالي ومادي:

  • الدعم المالي: يشير جوردون إلى أن الأعباء المالية التي تتحملها أسر الأطفال المعاقين عقلياً قد تكون مرهقة بسبب التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية، والتعليم الخاص، والعلاج. لذلك، من الضروري توفير الدعم المالي المناسب من خلال البرامج الحكومية والمبادرات المجتمعية.

  • المساعدات والخدمات: يوصي جوردون بضرورة تقديم الخدمات اللازمة مثل المساعدات المنزلية، وخدمات الرعاية النهارية، وبرامج إعادة التأهيل التي يمكن أن تخفف من الأعباء المالية وتوفر بيئة مناسبة للأطفال.

الحاجات التعليمية

التعليم هو أحد الاحتياجات الأساسية للأطفال المعاقين عقلياً وأسرهم:

  • البرامج التعليمية المتخصصة: يشير جوردون إلى ضرورة توفير برامج تعليمية متخصصة تتناسب مع قدرات الأطفال المعاقين عقلياً، وتلبي احتياجاتهم الفردية، وتساعدهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم.

  • دعم المعلمين والموظفين: يوصي جوردون بتقديم التدريب والدعم للمعلمين والموظفين العاملين مع الأطفال المعاقين عقلياً لضمان تقديم تعليم عالي الجودة يلبي احتياجاتهم الخاصة.

الحاجات الصحية والعلاجية

تحتاج الأسر إلى دعم شامل في مجال الصحة والرعاية الطبية لأطفالهم:

  • الرعاية الصحية المتخصصة: يشير جوردون إلى أهمية توفير الرعاية الصحية المتخصصة للأطفال المعاقين عقلياً، بما في ذلك الوصول إلى الأطباء المتخصصين والعلاج اللازم. يجب أن تكون هذه الرعاية متاحة بشكل مستمر ومتوافق مع احتياجات الطفل المتغيرة.

  • العلاجات الداعمة: العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والعلاج النفسي هي خدمات علاجية يمكن أن تعزز من تطوير مهارات الأطفال وتحسين جودة حياتهم. يجب أن تكون هذه العلاجات متاحة وبأسعار معقولة للأسر.

من وجهة نظر جوردون، تلعب احتياجات أسر الأطفال المعاقين عقلياً دوراً محورياً في تحديد نوعية الحياة التي يعيشها الطفل والأسرة ككل. تتطلب تلبية هذه الاحتياجات نهجاً شاملاً يراعي الجوانب النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والصحية. من خلال تقديم الدعم المناسب للأسر، يمكننا أن نساعدهم على التغلب على التحديات وتحقيق حياة كريمة ومستقرة لأطفالهم.


شارك المقالة: