حق الطفل في الحياة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


قال الله تعالى في محكم كتابه: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”، الفرقان، 74، الأطفال فرحة القلوب في طفولتهم، والرفقة والراحة في الشيخوخة للآباء، ومصدر الدعاء الوحيد في القبور لهم، وإجمالاً فهم الوسيلة التي يكسب الوالدين بها ثمار هذه الحياة وثواب الآخرة، يتحمل المسلمون مسؤوليات تجاه أطفالهم، وهم مسؤولون عن هذه المسؤوليات حتى يتمكنوا حقًا من الاستمتاع وتقدير نعمة إنجاب الأطفال والحصول على مكافأة من المانح.

حق الطفل في الحياة في الإسلام

كان الرجل البالغ اليوم طفل بالأمس، وطفل اليوم هو الرجل بالغد ولكي يفي الأطفال بمسؤولياتهم تجاه والديهم، يجب عليهم أولاً الحصول على حقوقهم منهم، يجب على الآباء المسلمين أن يعلموا أطفالهم كل شيء عن الإسلام وأن يعلموهم كيف يعبدون الله دون إكراه وعليهم أن يهدوهم إلى طريق الجنة، ويحمونهم من الوقوع في نار جهنم، تقع على عاتق الوالدين مسؤولية توفير البيئة والأدوات لأطفالهم لتعلم كل شيء عن الإسلام، قال الله تعالى في كتابه الغزيز:  “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”، التحريم ،آية6.

الإسلام هو أعدل أسلوب في الحياة، حيث تُمنح حقوق كل روح عندما يختار الرجل زوجته، يكون له أولوية قصوى أن يختار واحدة تحمل صفات الأم الصالحة، يجب على الأم الحامل أو المرضعة أن تعتني بصحتها وتغذيتها حتى تتمكن من نقل صحة طفلها إلى طفلها، رخص الإسلام لها بالفطر في رمضان إذا كان الصيام يضر بها أو بالجنين، إظهار الحب تجاه الأطفال عند ولادتهم.

يكون للأطفال جميع حقوقهم بشكل تلقائي: إطعام، وكساء، ورعاية صحية، وحتى الاحتفال بالولادة بذبح العقيقة له، القرآن الكريم يأمرا لأمهات بإرضاع أطفالهن لمدة عامين كاملين؛ لمن يرغب في إتمام فترة الرضاعة، وإن يتكفل الآباء للأبناء في المأكل والملبس بشروط منصفة للطفل.

كما نصحنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بتسمية كل طفل باسم حسن المعنى، الأمومة والأبوة غرائز رزقها الله تعالى للأبناء بها، وحب الأطفال راسخ في قلوب  الوالدين حتى قبل أن يولدوا، أمرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإظهار حبنا لأبنائنا، للأبناء الحق في حياة كريمة محترمة وأعطت الشريعة الإسلامية للأطفال هذا الحق وأمرت الأب بأن يضمن لهم الموارد التي تمكنهم من العيش بشكل جيد.

عن أَبي مَسْعُودٍ الْبَدرِيِّ، عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: “إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نفقَةً يحتَسبُها فَهِي لَهُ صدقَةٌ”  متفقٌ عَلَيهِ، حتى في حالات الطلاق، يُطلب من الآباء تحمل المسؤولية الكاملة عن أطفالهم فيما يتعلق بالمأكل والملبس والتعليم والنفقات الصحية وفقًا لمستوى حياة الأب، والله لا يكلِّف أحداً إلا بما أعطاه، وكما ينص القرآن على أن للأطفال الحق في وراثة يوم ولادتهم.

المساواة والعدالة بين الأبناء المسلمين

الآباء الذين يخشون الله تعالى في قلوبهم ويحرصون على مرضاته أن يعاملوا أطفالهم على  المساواة العدل، ولا سيما العدالة الاجتماعية، هو موضوع رئيسي في الإسلام، وعلى الأهل أن يعاملوا أولادهم على المساواة، وليس تفضيل أحدهم على الآخرين، في الإنفاق عليهم، والعلاج، وتقديم الهدايا لهم، الأطفال نعمة من الله تعالى، ويجب حمد الله تعالى على هذه النعمة، على الوالدين أن يقوموا بما فرضه الله عليهم تجاه أبنائهم؛ حتى لا يحاسبهم الله تعالى على ظلمهم لهم وتهيئة له الحياة الكريمة، وهذه من نعم الدين الإسلامي الحنيف.


شارك المقالة: